أكد السيد لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر على الرغبة الأكيدة للمغرب من أجل تعزيز علاقات التعاون مع تركيا في المجال الجامعي بغية جلب التخصصات الجديدة التي يتطلبها سوق العمل في المغرب. وذكر الوزير٬ الذي قام بزيارة لتركيا (من 9 إلى 11 أبريل الجاري)٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ من بين هذه التخصصات الهندسة المعمارية والطب٬ موضحا أن "الجامعات التركية لديها رغبة قوية للاستقرار في المغرب". وأكد السيد الداودي٬ الذي زار الجامعات المتواجدة في اسطنبول ضمنها جامعتا الفاتح وباهسيهير٬ أن علاقات المغرب مع تركيا في هذا المجال ينبغي أن تأخذ شكلا رسميا بين حكومتي البلدين٬ مبرزا أن وزير التربية الوطنية التركي السيد نابي أفسي من المنتظر أن يزور المغرب في نهاية الشهر الجاري من أجل التباحث على الخصوص حول هذه المسألة. وقال السيد الداودي "نرغب في أن تصبح العلاقات مع تركيا في هذا المجال (الجامعي) مثل تلك التي بين المغرب وفرنسا وايطاليا واسبانيا"٬ مضيفا أن فكرة جعل المملكة مركزا إقليميا في مجال التعليم العالي مرحب بها بشكل كبير في تركيا. من جهة أخرى٬ أشار الوزير إلى أن المجهودات التي تبذلها الحكومة من أجل الانفتاح على العالم الجامعي الأجنبي وعلى الخصوص التركي٬ تستجيب لهدف مزدوج من حيث تقريب الجامعات الدولية من الطلبة المغاربة بغية تذليل الصعاب٬ وعلى الخصوص تجنيبهم مصاريف التنقل إلى الخارج٬ والهدف الآخر يكمن في توفر المغرب على تخصصات لتلبية احتياجات المقاولة المغربية والأجنبية في مجال الأطر العليا المؤهلة. من جانب آخر٬ عقد الوزير لقاء مع العديد من الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراساتهم في تركيا وناقش معهم المشاكل المتعلقة بمسارهم الجامعي وضمنها معادلة الشهادات الجامعية التركية. واعتبر السيد الداودي٬ في هذا الصدد٬ أن موضوع "معادلة الشهادات لا يطرح أي مشكل بين المغرب وتركيا". وإضافة إلى الجانب الجامعي٬ تضمنت زيارة السيد الداودي لاسطنبول الاهتمام بعالم الأعمال التركي الذي يهتم به المستثمرون المغاربة. وقد التقى في هذا الإطار بمستثمرين أتراك أعضاء بالجمعية المستقلة للصناع والمقاولين٬ التي تضم في عضويتها 5500 شخصا و15 ألف مقاولة٬ وتساهم بنحو 15 في المائة من الناتج الداخلي الخام بتركيا وتسجل 15 مليار دولار من الصادرات في السنة. وقدم السيد الداودي بالمناسبة لمحة عن فرص الاستثمار التي يوفرها المغرب في العديد من القطاعات٬ مبرزا مناخ الأعمال الجيد والمشجع السائد في المملكة. كما أكد الوزير أن المغرب وتركيا تحدوهما رغبة قوية لتعزيز أكثر لعلاقات التعاون الاقتصادية في جميع المجالات. واعتبر السيد الداودي٬ الذي شارك في أشغال القمة الاقتصادية ال16 لمنطقة أوراسيا٬ التي انعقدت من 9 إلى 11 أبريل الجاري باسطنبول والتي عرفت مشاركة أزيد من 420 من كبار المسؤولين قادمين من 50 بلدا عبر العالم٬ أن تركيا تشكل سوقا هاما بالنسبة للمنتوجات المغربية. وهمت المواضيع الرئيسة التي ناقشتها هذه القمة على الخصوص الطاقة ووضع المرأة٬ والثقافة٬ والبيئة٬ وتكنولوجيا المعلومات٬ والصحة والتعليم.