كما أشرنا إلى ذلك في موضوع سابق، عاشت مدينة الصخيرات مساء الأربعاء الماضي على وقع حالة من الرعب والخوف الشديدين، وذلك على خلفية إقدام عصابة إجرامية مكونة من أربعة أشخاص، مدججين بأسلحة بيضاء، عمدوا إلى إصابة عشرات المواطنين بجروح بعضها خطيرة، قبل أن يغادروا المدينة ككل بسلام. في ذات السياق، أشارت مصادر مطلعة إلى أن أعضاء هذه العصابة الإجرامية الذين كانوا على متن سيارة خفيفة بيضاء اللون، عمدوا بشكل هيستيري إلى مهاجمة عدد من المارة مستعملين سيوفًا وسواطير حادة، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، من ضمنها إصابة بالغة الخطورة تعرض لها شاب عشريني، أصيب بعاهة مستديمة، إثر بتر أصبعين وثلاثة أربطة من يده اليسرى. وفور فرارهم خارج الصخيرات، علمنا في موقع "أخبارنا" وفقًا لنفس المصادر، أن عناصر الدرك الملكي بعين عتيق، وبتعليمات صارمة من القيادة الجهوية، قامت بحملات تمشيطية موسعة، أفضت بعد ساعات قليلة من وقوع جرائم الصخيرات إلى اعتقال أفراد هذه العصابة الإجرامية التي تبين بعد ذلك أن رأسيها المدبرين هما شرطي وجندي معزولان سابقًا عن العمل، مشيرة إلى أن التحقيقات التي أجريت في هذا الصدد كشفت تورطهما في سلسلة من الجرائم المماثلة، في كل من تمارة، الهرهورة، عين عتيق، مرس الخير والرباط، في انتظار الكشف عن تفاصيل أخرى. في سياق متصل، أوضحت مصادر موقع "أخبارنا" أن الوكيل العام للملك قرر إحالة عنصرين من هذه العصابة على سجن تامسنا، وذلك على خلفية متابعتهما بتهم ثقيلة، تتعلق ب"تكوين عصابة إجرامية من أجل السرقة باستعمال أسلحة بيضاء واعتراض سبيل المارة وسرقتهم تحت التهديد، والضرب والجرح، نتج عنه عاهة مستديمة"، في انتظار انطلاق مسلسل المحاكمة. وبالتزامن مع هذه الأحداث المؤسفة، عاشت مدينة الصخيرات خلال الأيام الماضية على وقع استنفار أمني غير مسبوق، سخرت له القيادة الجهوية للدرك الملكي بقيادة الكولونيل ماجور "حسن غلو" إمكانيات بشرية ولوجستية كبيرة، بهدف محاصرة أشكال الجريمة والقضاء على كل النقاط السوداء التي تشكل منذ مدة بؤر توتر ومصدر قلق دائم للساكنة، لارتباطها أساسًا بتجارة الممنوعات بكل أصنافها، وكذلك الحد من انتشار حالات السرقة بالعنف. كما شددت المصادر ذاتها على أنه بالموازاة مع هذا الاستنفار الأمني، وجه القائد الجهوي للدرك الملكي، الكولونيل ماجور "حسن غلو" انتقادات لاذعة لمسؤوليه بتراب عمالة الصخيرات-تمارة، حيث طالبهم بضرورة مضاعفة جهودهم وتكثيف حملات المراقبة والتتبع، الرامية إلى استتباب أمن وسلامة المواطنين. هذا وسجل موقع "أخبارنا" حالة من الارتياح بين ساكنة الصخيرات التي عبرت عن إشادتها بالحملات الأمنية المكثفة لعناصر الدرك الملكي خلال الأيام الماضية، حيث طالبت المسؤولين بضرورة اعتمادها بشكل دائم ومستمر، وأن لا تكون ككل مرة مجرد رد فعل لحالات الغضب التي تحرك الرأي العام عند كل وقوع جريمة أو مصيبة. يشار إلى أن مطلب إحداث مفوضية للشرطة بالصخيرات تزايد بشكل لافت خلال الشهور الأخيرة، بعد استفحال حدة الجريمة بشتى صنوفها، لأسباب مرتبطة أساسًا بعوامل معقدة عديدة، أبرزها ارتفاع تعداد ساكنة المدينة من حوالي 70 ألفًا إلى نحو 180 ألف نسمة، وذلك على خلفية استقبالها ما لا يقل عن 100 ألف نسمة من المرحلين في إطار عملية إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بتراب عمالة الصخيرات-تمارة، في غياب تام لأبسط شروط العيش الضرورية والمواكبة النفسية والاجتماعية الضرورية.