علمنا في موقع "أخبارنا" وفق مصادر مطلعة أن حي "عين الحياة 3"، المعروف بين بالصخيرات ب"تندوف"، عاش مساء أمس الأربعاء "ليلة سوداء"، بسبب عصابة إجرامية مكونة من 4 أفراد، مدججين بالسيوف، زرعوا حالة من الرعب الشديد في نفوس الساكنة، بعد أن عمدوا إلى إصابة ما لا يقل عن 20 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة. وارتباطا بالموضوع، أكدت المصادر ذاتها أن ساكنة "تندوف" تفاجئت مساء أمس الأربعاء بسيارة خفيفة، بيضاء اللون، كان على متنها 4 عناصر (أقل من 30 سنة)، ضمنهم فتاة، يحملون أسلحة بيضاء (سيوف وسواطير)، مشيرة إلى أن أفراد العصابة كانوا في حالة هيستيرية حادة (غالبا مقرقبين وفق إفادة شهود)، قبل أن يعمدوا إلى إصابة كل من وجدوه في طريقهم بجروح أغلبها خطيرة. هذا ولم يستبعد شهود عيان أن يكون للحادث علاقة بتصفية حسابات بين بعض تجار المخدرات، مشيرين إلى أن حي "تندوف" ظل لسنوات نقطة سوداء بالنسبة للساكنة التي ضاقت ذرعا من تحوله إلى ومعقل وملاذ لعدد من المبحوث عنهم ضمن قضايا ذات الارتباط بتجارة الممنوعات، لتموقعه في مكان يسهل عملية الفرار من قبضة رجال الدرك الملكي. في ذات السياق، صرح أحد الضحايا ل"أخبارنا" أنه في حدود الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء، وبينما كان على مقربة من منزله، تفاجئ بأفراد العصابة وهم يترجلون من سيارتهم، وفي أيديهم سواطير من الحجم الكبير، قبل أن ينهالوا عليه وعلى بعض المارة بأسلحتهم البيضاء، ما تسبب له في بتر عصب بيده اليمنى وأصبعين. وأشار ذات الضحية الذي كان في حالة فزع كبير إلى أنه سيخضع اليوم لعملية جراحية قد تكون صعبة، قبل أن يعرب عن رهبته من فشل هذه العملية، وما قد يترتب عنها من فقدان السيطرة على يده، وذلك على خلفية بتر أصبعين وعصب يده اليمنى، نتيجة ضربة سكين تعرضها ضمن هذا الحادث الذي وصف ب"المجزرة" وفق تعبير بعض الساكنة. هذا ولم يكتف أفراد العصابة بإصابة عشرات الضحايا فحسب، حيث أكد شهود عيان أن أفرادها الذين كانوا في حالة هيستيرية، عمدوا إلى تخريب بعض الممتلكات الخاصة والعامة، ضمنها سيارة محام بهيئة الرباط، قبل أن يتم إيقافهم من قبل عناصر الدرك الملكي، بعد وقت طويل من قضوه في إرهاب الساكنة والتنكيل بالمارة. ووفق شهود عيان، فالأمور في الصخيرات خرجت منذ أشهر عن السيطرة، بسبب تكرار نفس مشاهد "الرعب" التي تستعمل فيها الأسلحة البيضاء بشتى صنوفها، والتي غالبا ما تخلف ضحايا، بين جرحى وفي حالات قتلى، تماما كما حدث ما مرة، قبل مدة ليست بالطويلة بميموزا والإقامات السكنية المجاورة لها. في سياق متصل، كانت فعاليات مدنية وأخرى حقوقية وسياسية، قد طالبت في مناسبات متكررة بضرورة إحداث مفوضية للشرطة بالصخيرات، مبررة الطلب بتعداد الساكنة الذي انتقل خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من حوالي 70 ألف إلى 160 ألف نسمة تقريبا، وذلك على خلفية استقبال المدينة لما يقارب 23 ألف اسرة من قاطني دور الصفيح بتراب عمالة الصخيرات-تمارة. وعلى الرغم من الوضع الأمني المتسم بالتوتر، نتيجة استفحال الجريمة، وانتشار حالات السرقة بالعنف، وتناسل بؤر المخدرات.. إلا مصالح أم الوزارات، تأجيل مشروع إحداث مفوضية للشرطة بالصخيرات، لأسباب مرتبطة بعدم توفر الموارد البشرية اللازمة.