أفادت مصادر جد مطلعة بأن مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي بتراب عمالة الصخيراتتمارة تمكنت، أخيرا، من تفكيك شبكات إجرامية روعت ساكنة تمارة وشواطئ الهرهورة والصخيرات، قاسمها المشترك هو الاعتماد على حسناوات بعضهن قاصرات لتنفيذ عمليات سرقة وسطو استهدفت مواطنين بالشارع العام معظمهم نساء، وكذا هواة الممارسات الجنسية العابرة بالقرب خاصة بشاطئي الصخيرات والهرهورة. وأفادت مصادر «الأخبار» بأن عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بعمالة الصخيراتتمارة والمركزين الترابيين بكل من الصخيراتوتمارة الشاطئ، نجحت، خلال أسبوع واحد، في إيقاف 14 شخصا بينهم أربع فتيات، يكونون ثلاث شبكات إجرامية روعت المنطقة بالسرقات الموصوفة والمشددة تحت التهديد بالأسلحة البيضاء وباستعمال فتيات وناقلة ذات محرك، وقد تمت إحالتهم على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إيداعهم المركب السجني العرجات بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة باستعمال السلاح وناقلة ذات محرك والضرب والجرح. وأكدت مصادر حسنة الاطلاع، ضمن التفاصيل، أن عناصر الدرك بتمارة باشرت تحقيقا على خلفية توصلها بتنفيذ اعتداءات متكررة على المارة بالهرهورة، من طرف مجهولين يتحركان على متن سيارة خفيفة من نوع «كليو» ترافقهما فتاة تركب بالمقعد الخلفي، هي من تبادر بإيقاف الضحايا، وغالبا ما تستهدف نساء يتم انتقاؤهن بعناية كبيرة من خلال مظهرهن ومؤشرات الثراء التي تظهر عليهن، حيث يمارسن رياضة المشي بشاطئ الهرهورة خلال الفترة المسائية. وحسب تصريحات الضحايا، فإن الفتاة تقترب من الضحايا وتتظاهر بالسؤال عن موقع ما، ثم ينضم إليها أحد مرافقيها وينقض على الضحية من أجل السطو على ممتلكاتها من هواتف وأموال وحقائب يدوية، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، قبل أن يركبا السيارة ويختفيا عن الأنظار، في اتجاه موقع آخر لتنفيذ عملية مماثلة. وأبرزت إحدى الشكايات المثيرة التي توصلت بها مصالح الدرك بالهرهورة أن العصابة الإجرامية ذاتها حاصرت سيدة، وهي زوجة مسؤول كانت تمارس رياضة المشي، وسطت على هاتفها وكلب صغير كان يرافقها، حيث فطن أفراد العصابة إلى أنه من نوعية خاصة وسيجلب لهم مبلغا محترما بعد بيعه. وحسب مصادر الجريدة، فإن مصالح الدرك تمكنت من تحديد هوية السيارة من خلال تسجيلات الكاميرا، وتبين أنها مكتراة من إحدى وكالات السيارات بتمارة، قبل أن تنجح في تحديد هوية سائقها ومرافقيه، حيث لا تتجاوز أعمارهم 22 سنة. وكشفت التحريات المنجزة مع الموقوفين الذين تم عرضهم على الوكيل العام للملك، بحر الأسبوع الماضي، أنهم من ذوي السوابق القضائية وغادروا السجن أخيرا بعد قضاء عقوبة سجنية بالتهمة نفسها، حيث يعتمدون الأسلوب الإجرامي ذاته في تنفيذ عمليات السرقة من خلال توظيف فتاة لاصطياد الضحايا. وفي تدخل أمني مماثل، نجحت مصالح الأمن الوطني بتمارة في إيقاف عصابة إجرامية بعد توصلها بشكايات عديدة من طرف مواطنين في الآونة الأخيرة تتحدث عن تعرضهم لعمليات سرقة واعتداءات من طرف ثلاثة أشخاص وفتاة تنتهي بسرقة أموالهم وممتلكاتهم. وبعد تفاعل الأجهزة الأمنية مع شكايات الضحايا، تم تحديد هوياتهم، قبل أن تتمكن فرقة مكافحة العصابات من إيقافهم وعرضهم على العدالة. ووفق التحريات المنجزة، فقد تبين أن المتهمين كانوا يوظفون الفتاة لاصطياد الضحايا وجرهم إلى مواقع وأماكن خلاء بضواحي تمارة، وذلك بالاعتماد على آلية «الأوطوسطوب» حيث تنجح في استدراجهم وتسليمهم إلى أفراد العصابة الذين يتحركون صوب الأماكن المتفق عليها سلفا مع الفتاة عبر ناقلة ذات محرك من أجل تنفيذ عملية السرقة، كما كشفت الأبحاث أن العصابة الإجرامية كانت تحرص أحيانا على تنويع أساليبها الإجرامية، حيث تتظاهر بممارسة النقل السري من مدينة تمارة، وتعرض خدمة النقل على مواطنين يواجهون صعوبة التنقل في أوقات متأخرة من الليل، حيث يرافق سائق السيارة شريكه والفتاة في السيارة من أجل إيهام الضحايا بجدية العملية وكسب ثقتهم، قبل أن يتم الانعراج بهم نحو أزقة ومسارات طرقية غير معبدة بضواحي تمارة وأحوازها، من أجل تعريضهم للاعتداء والسرقة الموصوفة. العصابة الثالثة وهي الأخطر، جرى تفكيكها من طرف درك الصخيرات الشاطئ، ويتعلق الأمر بستة جانحين، من مواليد 2001 و2002 و2004 و2006، وفتاة قاصر من مواليد 2005 حيث تم عرضهم على النيابة العامة، بحر الأسبوع الماضي، وأمر قاضي التحقيق بإيداعهم السجن من أجل متابعتهم في حالة اعتقال بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة والضرب والجرح والمشاركة. الأبحاث المنجزة كشفت أن العصابة تعتمد أسلوبا إجراميا خاصا، حيث تعرض الفتاة القاصر الحسناء نفسها على هواة الجنس من خلال «دعارة الرصيف» التي انتشرت بشكل كبير أخيرا على طول شاطئ الهرهورة، وبعد نجاحها في اصطياد أحد الضحايا، تقترح عليه مواقع خاصة وغير مراقبة بشواطئ الصخيرات لممارسة الجنس، قبل أن يجد نفسه محاصرا بعصابة غالبية أفرادها قاصرون مدججون بأسلحة بيضاء، حيث تنتهي العملية بسرقة كل ممتلكاته، ويرجح أن العصابة نفذت عمليات مماثلة كثيرة، ولم يتقدم الضحايا بشكاياتهم في الموضوع، تفاديا للفضيحة، خاصة أن غالبيتهم متزوجون، ووقعوا ضحية نصب من طرف فتاة قاصر، ما يهددهم بالمتابعة من أجل التغرير ومحاولة الاغتصاب.