ينتظر الجزائريون بفارغ الصبر الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 7 شتنبر الجاري، لاختيار رئيس جديد لبلادهم لمدة خمس سنوات قادمة. وفي هذا السياق، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها المرشح للرئاسة عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية، حيث أكد خلال ظهور إعلامي أن الفوز في الانتخابات محسوم لصالح الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون. ويأتي هذا التصريح بعد إعلان تبون عن ترشحه لولاية رئاسية ثانية، خلال لقائه مع المواطنين في إحدى المهرجانات الخطابية الترويجية لحملته الانتخابية، حيث قال: "أعتقد أن ما قمنا به كان بمثابة لبنة أولى لجعل اقتصادنا اقتصاد دولة ناشئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، مؤكداً عزمه على بناء "جزائر جديدة" في السنوات الخمس المقبلة. حملة انتخابية تثير الجدل الحملة الانتخابية للرئاسيات الجزائرية أثارت الكثير من الجدل حتى على الصعيد العالمي. ففي خطاب ألقاه وهو يرتدي الزي الصحراوي، أكد تبون مجددًا دعم الجزائر المستمر لجبهة "البوليساريو" الانفصالية. كما أثار تصريح تبون بشأن وضع اقتصاد بلاده، الذي وصفه بأنه "الثالث عالمياً"، موجة من السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي وتناولته القنوات العالمية بسخرية، ناهيك عن تصريحاته حول دعمه لغزة، التي كادت أن تؤدي إلى أزمة دبلوماسية كبيرة مع مصر. هذه التصريحات التي أطلقت شكوكاً حول سلامة الرئيس العقلية والذهنية، أصبحت مادة إعلامية تناولتها العديد من القنوات الإعلامية بسخرية، فيما ذهب البعض إلى أن الرئيس ربما كان يقصد أن بلاده هي ثالث أكبر اقتصاد في القارة الإفريقية. كل هذه الأحداث دفعت العديد من متابعي الشأن الجزائري المغربي إلى التساؤل عن مصداقية تصريحات "تبون" وإمكانية الاعتماد عليها في توقع مستقبل مشرق للعلاقات بين البلدين الجارين. البعض يعتبر أن النظام العسكري بقيادة شنقريحة هو المسيطر الفعلي على الجزائرالجديدة. العسكر على الخط في سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية أن للجيش الدور الأكبر في تحديد مسار الجزائر، مشيرة إلى إرسال آلاف البطاقات الانتخابية المزورة إلى مسؤولي البوليساريو في مخيمات تندوف، مما يكشف تورط "الكابرانات" في التلاعبات الانتخابية، وهو ما يخدم مصلحة تبون الذي يسعى إلى ولاية ثانية. الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، أكد أن إثارة قضية الصحراء المغربية في حملة تبون الانتخابية ليست بالأمر الجديد، باعتبارها خيارًا سياسيًا يستخدمه النظام السياسي المتهاوي للبقاء على قيد الحياة، رغم سياسة القمع والاعتقال والترهيب التي يعاني منها الشعب الجزائري. ويرى مراقبون أن هذه التصريحات العدائية الجديدة تأتي بإيعاز من النظام العسكري الجزائري، الذي يؤكد إصراره على العداء تجاه المغرب ووحدته الترابية، وهو ما تجلى في عهد تبون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط وإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات المغربية. يأتي ذلك في وقت يظل فيه المغرب متمسكاً بسياسة اليد الممدودة، التي عبر عنها الملك محمد السادس في خطبه السامية، مؤكدًا أن العلاقات المغربية الجزائرية "مستقرة"، ومعربًا عن أمله في عودة العلاقات الدبلوماسية إلى طبيعتها بين البلدين الجارين في المستقبل القريب.