أمام ما تشهده مدن شمال المملكة من تدفق كبير للسياح، حذرت صحيفة "ليكونوميست" الاقتصادية تحديات جسيمة قد تواجهها المنطقة، مما قد يؤدي إلى تدهور جودة الحياة وزيادة المخاطر الصحية للسكان المحليين. وأشارت الصحيفة إلى أن "السياحة المفرطة تقتل السياحة"، حيث كشف شهرا يوليوز وغشت عن تجاوز الطاقة الاستيعابية للعديد من المدن المغربية من حيث خدمات الإيواء والمطاعم والأنشطة السياحية وحتى حركة المرور. وذكرت "ليكونوميست" أن مدنًا مثل مرتيل، المضيق، طنجة، تطوان، الشاون.. قد شهدت ضغطًا هائلًا مع تسجيل أعداد قياسية من الزوار، بما في ذلك مغاربة المهجر، السياح الأجانب، والمواطنين المحليين. وأوضحت الصحيفة أن بعض المدن الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 14,000 نسمة تستقبل مليون زائر دفعة واحدة لمدة شهر أو شهرين، مما يؤدي حتماً إلى إزعاج السكان، تدهور جودة الحياة والرفاه، وزيادة المشكلات الصحية والاختناقات المرورية. وأكدت الصحيفة أن هذه "السياحة المفرطة" تحمل عواقب وخيمة على السكان المحليين، البيئة، والمناخ، ومع اقتراب موعد كأس العالم 2030، سيكون من الضروري على السلطات العامة فتح نقاشات شاملة لإيجاد حلول لمواجهة هذه التحديات في الوجهات السياحية ذات الاستقطاب المفرط في المغرب.