تمكن فريق من العلماء من تحقيق إنجاز غير مسبوق عبر حفر أعمق حفرة في صخور وشاح الأرض تحت قاع المحيط الأطلسي، حيث توغلوا إلى عمق 1268 متراً باستخدام سفينة حفر متخصصة. حصل الباحثون على عينة كبيرة من الصخور تقدم أدلة قيمة حول تركيب الجزء العلوي من الوشاح والعمليات الكيميائية التي تحدث عندما يتفاعل هذا الصخر مع مياه البحر في درجات حرارة متنوعة. أشار العلماء إلى أن مثل هذه العمليات قد تكون أساسية لبدء الحياة على الأرض منذ مليارات السنين. يشكل الوشاح أكثر من 80% من حجم الكوكب، ويتكون من طبقة من الصخور السيليكاتية تقع بين القشرة الخارجية للأرض ونواة شديدة الحرارة. عادة ما يكون من الصعب الوصول إلى صخور الوشاح، إلا في مواقع محددة على قاع البحر، مثل كتلة أتلانتس الصخرية التي تقع في منتصف المحيط الأطلسي. باستخدام معدات متطورة على متن السفينة "جوديز ريزليوشن"، قام الباحثون بالحفر في صخور الوشاح واستخراج عينة أسطوانية بقطر 6.5 سنتيمتر وطول 886 متراً. وتُظهر العينة كيف يتفاعل الزبرجد في الوشاح مع مياه البحر عند درجات حرارة مختلفة، مما يؤدي إلى إطلاق الهيدروجين وتشكيل مركبات تدعم حياة الكائنات الدقيقة. يعتقد العلماء أن هذه البيئة قد تكون مشابهة للظروف التي أدت إلى نشوء الحياة على الأرض. ولا تزال العينة التي تم استخراجها قيد التحليل، ويأمل الباحثون في الحصول على معلومات أعمق حول تركيبها وتاريخ انصهار الصخور، وربط هذه المعلومات بالملاحظات البيولوجية حول الأحياء الدقيقة الموجودة في الصخور. يمثل هذا الإنجاز خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لتكوين كوكب الأرض وأصل الحياة.