كلما اقترب موعد الانتخابات في الدول التي قد تملك بعض مفاتيح السياسة الخارجية العالمية، إلا وطار النوم من أجفان نظام "الكابرنات" العفن، وارتعدت فرائصه المهزوزة، خشية فقدان رئيس دولة كان يساند منظمة البوليساريو الإرهابية، ويدعم الشعب الصحراوي "الفنكوشي"، أو صعود رئيس من المحتمل أن يدعم الأمن والأمان، ويروم تحقيق الاستقرار ونشر السلام في إفريقيا؛ خصوصا بعد المبادرة الأطلسية العبقرية لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، والمتمثلة في ربط الساحل، الذي يُعتبر بؤرة قابلة للاشتعال في أية لحظة، بباقي قارات العالم. هكذا جُن جنون هذا النظام الأبله لماَّ عاد "سونشيز" لرئاسة حكومة إسبانيا من جديد، وطارت تلابيب عقله حينما مُنِي المراهق "ماكرون" بهزيمة نكراء، وشُلت يده حينما فقد حزب المؤتمر الوطني لجنوب إفريقيا الأغلبية المطلقة لأول مرة منذ الاستقلال؛ بل إن مجرد وفاة السيناتور الأمريكي "جيم إينهوف" الداعم الكبير للمرتزقة في الكونجرس الأمريكي شكَّل لنظام العسكر صدمة غير مسبوقة؛ حتى لو أن ملك الموت خيَّره بين هلاكه وهلاك "تبون"، لاختار هلاك "تبون" بدون تردد. والمحبط في الأمر بالنسبة لهذا النظام المعتوه، هو أن مسلسل الانتخابات في العالم لا ينتهي على مدار العام؛ لذا فهو في همٍّ وغمٍّ دائمين، وقلق وأرق متواصلين، لا تصفو له الأيام، ولا يهنأ له عيش على مدار الأعوام؛ هذا ما نشهده هذه الأيام في عيون مسؤوليهم، خصوصا والعهدة الجديدة للرئيس "ترامب" على الأبواب؛ وهو نفسه ما سنشهده في الشهور القليلة القادمة، وعهدة التعيس "قيس سعيد" على وشك أن تنفرط من بين أصابع "كبرانات" السوء. أما المملكة المغربية الشريفة، تحت راية المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس، أعزه الله وزاده نورا وهيبة، لا تنشغل بمن يفوز بصناديق الاقتراع أو بمن يخسرها؛ ولا تبالي بمن يصعد إلى كرسي الحكم أو بمن ينزاح عنه؛ حتى لو أن الإنس والجن اجتمعوا على قلب رجل واحد يدعم الشعب الوهمي بدمائه وليس فقط بالمال والسلاح والدعم السياسي، ما هزَّ شعرة من هذه المملكة الشريفة، مثلما كان الأمر دائما، ومثلما سيظل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.