الإسلام الحنيف يدعو إلى اتباع كلّ ما جاء في القرآن الكريم من تعاليم و تشريعات و في كلّ مجالات حياة المُسلم، فهو بِمثابة دستور إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و هو نِبراس و نور يهتدي به كلّ مسلم لا يحيد عنه قيْدَ أنْمُلة، و ليس كلّ مَن يقول بلسانه "أنا مسلم" فهو مُسلم، فالمسلم هو الذي يُترجم تعاليم هذا الدين إلى أفعال، في سلوكاته و في مُعاملاته مع الآخرين الذين تربطه بهم أواصر الأخوّة الإنسانيّة، لا فضل، في ذلك، بين عربي و لا أعجمي و لا نصراني و لا يهودي و لا أبيض و لا أحمر و لا أسود،،،،، تلك هي تعاليم الإسلام الحنيف التي تحتّ جميع بني البشر أن يكونوا إخوة مُتعاونين متآزرين حتّى ترقى جميع المخلوقات الإنسانيّة إلى درجة عالية من الازدهار و تعيش في استقرار و أمن و اطمِئنان و تَحضُّر و، حتى يتسنّى لها العيش المُشترَك في أرض جعَلَها الله مأْوىً لجميع خلقه بعيدا عن النِّزاعات و الصراعات بين الشعوب و القبائل بُغيَة خلْق جماعة بشريّة مُنسجمة غير مُتنافرة و لا مُتشتِّتَة... في غياب تطبيق ما جاء في الإسلام الحنيف من أوامر و مَنهيات من قِبل الذين يدّعون الإسلام، فلا حقَّ لهم أنْ يُندّدوا بحرق المصحف الكريم في السويد و النرويج و غيرهما من الدول الغربية لِكونهم لا يُمثّلون هذا الدين و ليست لهم أية وصاية على الإسلام الحنيف لأنهم لا يَسيرون وفق تعاليمه السمحاء، فهذه المُجتمعات و هذه الشعوب غالبيتُها تنعدِم في أوساطها الشورى (الديمُقراطيّة) بالمفهوم الحديث و المُعاصِر و تَغيب في مُعظَمها العدالة الاجتماعية التي نصّ عليها القرآن الكريم ؟ و تَغيب فيها الحرية التي وردت في شرع الله تعالى؟.. هذه المجتمعات لا تُطبِّق تعاليم الإسلام و تدّعي أنها تُدافع عن الإسلام من خلال التنديد و الهرج و المرج .. فإذا نظرنا إلى الأمر من زاوية المنطق فالسويد و غيرها من الدول الغربية دول ديمقراطية و فيها الحرية و العدالة الاجتماعية و حقوق الإنسان، فشعوبها هي التي تختار الأشخاص الأكفاء الذين يُديرون شؤونها و يُدبِّرون أمورها، يعني (الشورى) أي الديمقراطية ، و تتمتع مجتمعاتُها بالحرية الفردية و الجماعية و تتمتّع بالعدالة الاجتماعية (العدل و المُساواة) قال تعالى: "اعدلوا أقرب للتقوى" و تتمتع شعوبها أيضاً بالحقوق الإنسانيّة فلا فرق بين أبيض و لا أسود و لا أحمر و لا مُسلم و لا غير المسلم ... فحقوق الجميع مكفولة بالقانون. فلماذا تغضب و تسخط و تُندِّد و تحتجّ بعض المُجتمعات بحرق المُصحف الكريم من قبل بعض الأشخاص في بعض البلدان، في الوقت الذي لا تحترم و لا تَتّبع ما جاء فيه من مبادئ و مفاهيم و لا تَتمسك بالإيمان الصادق، والعمل الصالح و فعل الخير و الابتعاد عن الشرور من الأفعال و الأعمال، قال تعالى:(أ تامرون النّاس بالبِرّ و تنسوْن أنفُسكم و أنتم تتلون الكتاب فلا تعقلون)... فالإسلام يحتّ على تطبيق شرع الله على أرض الواقع . فَإذا نظرنا إلى المجتمعات الديمقراطية في الغرب نجد أنها أقربُ الى تطبيق الإسلام أكثر من المُجتمعات التي تدّعي الإسلام و هي بعيدة كل البُعد عن ترجمة ما جاء في دستوره الإلهي (القرآن الكريم) إلى أفعال تُسعِد الإنسان في حياته. فديننا الحنيف يسعى من وراء أحكامه إلى جعل جميع بني البشر يتمتّعون بحياة مِلؤها العيش الكريم دون تمييز و لا تفضيل لأحد على آخر، جميع خلق الله تعالى على البسيطة لهم حقوقهم و عليهم واجبات يقومون بها أحسن قيام من أجل ازدهار البشريّة و تقدُّمها و رخائها..