تعيش ولاية تيارت الواقعة غرب الجزائر، منذ أيام على وقع احتجاجات عارمة سرعان ما تطورت إلى أعمال شغب تزامنا مع أولى أيام عيد الأضحى، وذلك على خلفية أزمة العطش وشح المياه التي تفاقمت بشكل كبير. وارتباطا بما جرى ذكره، أكدت تقارير إعلامية جزائرية أن الوعود الكاذبة التي قدمتها سلطات الجارة الشرقية للساكنة منذ أيام، وعدم التزامها بحل هذه الأزمة الخانقة، ساهم في تصاعد موجات من الاحتجاجات التي تطورت إلى انفلات أمني، نتج عنه إغلاق كل المنافذ والطرقات، كنوع من التعبير عن الغضب واستنكار صمت المسؤولين عن معاناة الأهالي المستمرة مع شح المياه. في ذات السياق، أشارت المصادر ذاتها إلى أن المتظاهرين قاموا بإضرام النيران في إطارات مطاطية، ونصبوا حواجز من الحجر لإغلاق الطرق احتجاجا على أزمة المياه في عدد من الجماعات والقرى التابعة لولاية تيارت الجزائرية. من جانبه، حاول الرئيس عبد المجيد تبون، احتواء هذه الاحتجاجات وامتصاص غضب الساكنة، عبر وعود بتنفيذ "إجراءات طارئة"، وفق تعبيره، تروم وضع حد لأزمة العطش التي اجتاحت ولاية تيارت، من خلال توفير المياه الصالحة للشرب بشكل عاجل. وعلى نفس المنوال، أطلق وزير الداخلية، إبراهيم مراد، قبل أسبوعين وعودا بتوفير مياه الشرب، وهو ما لم يتم بتاتا وتسبب في غليان حاد بين الساكنة بعد انقضاء الفترة المحددة لتنفيذ القرار، والتي انتهت بحلول عيد الأضحى المبارك. وأشارت ذات التقارير إلى أن من بين الوعود (الحلول) التي تعهد وزير الداخلية الجزائري بتنفيذها، تقليص آجال إنجاز مشروع ربط ولاية تيارت انطلاقا من الحوض المائي الشط الشرقي، فضلا عن تعزيز الورشات لتسليمه قبل نهاية الشهر الحالي، وتدشين مخطط مستعجل لاستغلال أسطول شاحنات بصهاريج قادمة من عدة ولايات لضمان توزيع المياه عبر أحياء تيارت والبلديات المتضررة التابعة لها.