قال نوفل البعمري، محام وناشط حقوقي ومحلل سياسي، إن إيرلندا أول بلد أوروبي يزوره "بن بطوش"، المسمى إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، منذ تفجر فضيحة سفره إلى إسبانيا بجواز سفر مزور، متسببا في أزمة بين الرباط ومدريد. وتابع البعمري، وفق منشور له على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن "إيرلندا اختارت، على الأقل، منذ الأزمة التي حدثت بين البلدين سنة 2019، موقفا حياديا وإيجابيا من قضية الصحراء المغربية"، مضيفا أنها "تدعم قرارات مجلس الأمن وجهود المبعوث الأممي". الناشط الحقوقي أردف، في السياق ذاته، أن "إيرلندا قررت استقبال 'بن بطوش' من طرف رئيسها"، لافتا: "حسب ما تم تداوله من صور؛ فإن الزيارة أخذت طابعا شبه رسمي، وإن كان الموقف الإيرلندي الرسمي لا يعترف بالكيان الوهمي". وفي هذا الإطار؛ أفاد المحامي السالف ذكره أن "هذا الاستقبال يشير إلى وجود تسلل حدث لدولة يُفترض أنها صديقة للمغرب، وتجمعها مصالح قوية مع الرباط"، مستطردا: "هذه المصالح عمدت إيرلندا إلى المساس بها، من خلال تخصيص استقبال لابن بطوش". المحلل السياسي شدد على أن "إيرلندا مطالبة بإعلان موقفها للمغرب بشكل صريح وواضح لا لبس فيه، مادام أن هذه الزيارة لا سياق سياسي أو أممي لها، غير تهديد إيرلندا لاستقرار علاقتها بالمغرب وجرها نحو الفتور". وأمام هذا الوضع؛ تساءل البعمري: "هل ترتيبات هذه الزيارة تأتي للضغط على بريطانيا، حتى لا تتخذ موقفا إيجابيا داعما للحكم الذاتي ومغربية الصحراء؟". لماذا هذا السؤال، يشرح الناشط الحقوقي، "لأن السياق الوحيد لهذه الزيارة هو توالي الأصوات داخل بريطانيا لدفع حكومتها للتعبير عن موقف سياسي داعم للأطروحة المغربية". "إذا كان هذا هو السياق؛ فيجب أخذ الموضوع بشكل جدي من طرف الدبلوماسية المغربية، والتعامل معه بالحزم الضروريين، انسجاما مع ما أعلنه الملك محمد السادس قائلا: "الصحراء هي المنظار التي ينظر به المغرب للخارج""، يختم المحامي المذكور.