يرى محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن تصريح "أحمد عطاف"، وزير الخارجية الجزائري، "خطاب تضليلي ومناورة جزائرية الغاية منه محاولة تغليط الرأي العام، والعمل على التودد للمجتمع الدولي، لتبيان أن الموقف الجزائر مع نسج علاقات جيدة ومتزنة وطبيعية مع المغرب". وتابع لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "الموقف الجزائري في الحقيقة لم يتغير، والسلوك العدائي ل'الجارة الشرقية' متواصل"، مشددا على أن تغيير 'الخطاب الناعم' للجزائر جاء نتيجة عدد من العوامل والأسباب". وضمن هذه الاعتبارات، حسب أستاذ العلاقات الدولية، "نجد التطورات التي عرفها ملف الصحراء المغربية في الآونة الأخيرة، من خلال وجود قناعة دولية من طرف العديد من الفاعلين، كأمريكا وإسبانيا وألمانيا...، أن مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل الذي دام لعقود من الزمن، جدية وواقعية وذات مصداقية". الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أوضح أن "المغرب نجح في ربط شراكات وعلاقات متينة مع الأشقاء في 'القارة السمراء'، منذ قرار المملكة الرجوع إلى حضنها الإفريقي"، مستحضرا أيضا "المبادرة الملكية القاضية بفتح الواجهة الأطلسية لفائدة دول الساحل، لاسيما التي ليس لها منفذ على البحر". "إن الجزائر تحاول فك العزلة الإقليمية التي وجدت نفسها أمامها بأي طريقة"، يشرح لعروسي قبل أن يستطرد أن "الجارة الشرقية تحاول أن تلطف الأجواء، في محاولة منها لكسب النقاط مع المجتمع الدولي". وخلص أستاذ العلاقات الدولية إلى أن "عقيدة وثوابت السياسة الجزائرية تقوم على كنّ العداء لكل ما هو مغربي. كما أن النظام الجزائري يتنفس عداوة المملكة، التي تمضي قدما في عدد من المجالات والقطاعات، وتنسج علاقات وشراكات قوية مع بلدان قوية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وأمنيا. تجدر الإشارة إلى أن تصريحات عطاف، التي جاء فيها: "يمكن اعتبار الجزائر الأكثر ميولا إلى الإسراع لإيجاد حل مع المغرب"، استأثرت باهتمام الرأي العام، من خبراء ومحللين سياسيين وأكاديميين وباحثين، خصوصا وأن هذه التصريحات أطلقها خلال حلوله ضيفا على واحدة من حلقات برنامج "ذوو الشأن"، الذي تقدمه الإعلامية الجزائرية "خديجة بن قنة"، وتبثه على منصة "أثير" في قناة الجزيرة القطرية.