حدثنا عيسى بن هشام قال: بعد الهزيمة النكراء، والكارثة الشنعاء، التي مُنيت بها "القوة الضاربة" في القارة السمراء، في موقعة تنظيم "كان 2025" العصماء، تجند الذباب الإلكتروني "الشنقريحيُّ" بلا حياء أو استحياء، وتجندت معه أبواق النظام الجزائري في حملة مسعورة وغير مسبوقة، لِتَدارُك ما يمكن تداركُه من هذه الفضيحة "الفيحاء"، التي أزكمت رائحتها أنوف الأرض والسماء، على حد سواء. بعد اطلاع عميق، وتحليل دقيق، لصفحات الذباب الإلكتروني "الشقيق"، تبين أن القوم يتعاطون شتى أنواع الممنوعات، من هيروين وإكستاسي والأمفيتامينات، وأنهم يتميزون عن باقي الكائنات من كل القارات، بطرافتهم وخفة دمهم التي تستطيع أن تحول الصحراء القاحلة محيطات، وتُلبس العجوز الشمطاء لباس العروسات، وتستطيع أن تقلب الهزيمة المدوية إلى نصر تُضرب له الدفوف وتعزف له الآلات، وتتراقص في حلبته خصور البنات الشقراوات. فهذا ظريفٌ "فيسبوكيٌّ" يدَّعي جادًّا أن "الكان" من خسر الجزائر وليس العكس، وذاك فنانٌ "كرغليٌّ" يصور ملاعب المغرب العالمية وكأنه ضربها النحس، وثالث مدّاحٌ يتغزل بطرقاته ومنشآته وفنادقه التي لا فرق بينها وبين الحبس؛ وآخر نزِقٌ يدَّعي بأن الجزائر انسحبت لتُحرج "الكاف" وتُورط المغرب "النجس"، والعجيب أين وجد هؤلاء المدونين كل هذا الوقت للتدوين؟ ومن ينوب عنهم في طوابير الحليب والسميد والعدس؟ هنيئا مريئا للذباب "الشنقريحيِّ" العنيد؛ ألم تر أن العاقل يشقى بعقله، والجاهل ينعم بالعيش الرغيد؟ ويموت النبيه في ريعان شبابه، وينعم البليد بالعمر المديد؟ هنيئا لكل عبد من هؤلاء العبيد؛ لأنه حتما لن يُصاب بمس الجن العتيد، ولن تصيبه عينٌ أو يؤثر فيه الحسد الشديد؛ لأنه أصلا ممسوس بالفطرة، أحمق بالجِبِلَّة، حقود بالخِلقة، دنيء منذ الولادة، ووضيع منذ الرضاعة. من أية طينة صُنع هؤلاء الممسوخين الذين لا ملة لهم ولا دين؟ في تايوان أم في الصين؟ وأين تعلموا كل هذا الكيد المتين، حتى بدا الشيطان أمامهم حائرا يتساءل: أأنا الشيطان أم هم الشياطين؟ لست أدري، كل ما أعلمه أنهم ليسوا من طينة الآدميين.