يوم بعد يوم، يتأكد بالملموس، أن الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، ما هو إلا "ماريونيت" يتحكم فيها نظام الكابرانات عن بعد، بدليل التناقضات العديدة التي حملتها خطاباته المجترة، لعل أبرزها موقفه وموقف بلاده من القضية الفلسطينية، التي سرعان ما تنكر لها عند أول منعرج حقيقي بعيد عن الحديقة الخلفية لفرنسا. الشاهد على ما جرى ذكره، أن تبون ومنذ أن جاء به العكسر ليتولى رئاسة الجزائر، ظل ك"الببغاء"، يردد شعارات رنانة داعمة لفلسطين ومناهضة لدولة إسرائيل التي وصفها في مناسبات عدة ب"الكيان الصهيوني"، بل وقال بعظمة لسانه أنه لا يعترف بها ولن يجلس معها في مكان واحد ولن يصافح من يصافح قادتها، قبل أن يهاجم كل الدول المسلمة التي أعلنت تطبيع أو تجديد علاقاتها مع هذه الأخيرة، لعل أبرزها دولة المغرب التي نالت القسط الأكبر من الشتائم والهجوم، والكل يعلم جيدا السبب. بيد أن عنتريات "تبون" ومن خلاله نظام الكابرانات، سرعان من توقفت عند أول منعرج حقيقي، وهنا نتحدث عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي لم يتجرأ الرئيس الجزائري داخلها وهو يلقي خطابه "المسخرة"، أن يتفوه بكلمة واحدة مسيئة في حق إسرائيل أو حتى ذكرها بالاسم، بل الأدهى من ذلك أنه لم يتخذ أي موقف يؤكد به صدق مواقف السابقة، سيما أن المندوب الإسرائيلي كان حاضرا خلال تلك الجلسة، ولا تفصله عنه إلا أمتار قليلة، فلماذا لم يشنه أذناه وأذان الحاضرين بعباراته الشهيرة المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني كما كان يرددها من قبل أمام شعب الجزائر؟ المثير في موقف "تبون" أنه على عكس مواقفه السابقة، ذهب حد المطالبة بحماية مقترح "حل الدولتين"، وهو اعتراف صريح بدولة إسرائيل، وهو ما يؤكد أن كل الشعارات المناصرة لفلسطين التي ظل يرددها أمام قطيع الجزائر، ما هي إلا خطاب استهلاكي (داخلي)، الغرض منه تخدير عقول "المغلوب على أمرهم" بهدف صناعة زعامات وهمية ليس إلا. وفي مقابل ذلك، لم يجد "تبون" حرجا في المطالبة بتقسيم بلد جار (المغرب)، تربطه به علاقات الدين و العرق.. بلد كان حتى وقت قريب خير داعم لثورته ضد الاستعمار الفرنسي، بلد مد له يده البيضاء في مناسبات عدة من أجل طي كل الخلافات السابقة.. (الفيديو):