مرة أخرى، يؤكد المغاربة أنهم شعب عظيم، شعب التحديات الكبرى، شعب لا يقهره المستحيل ولا يعرف له طريق إلى قلوبهم، شعب إن اجتمع على أمر نفذه بسرعة متناهية وفعالية كبيرة، حتى في أحلك الظروف وأصعبها، تراه متضامنا مع بعضه البعض، كالجسد الواحد. مناسبة هذا التقديم، مبادرة تقشعر لها الأبدان، أطلقها يوتيوبر مغربي شهير يدعى "أمين" أو "فيسبوكي حر"، كما يلقب نفسه، من أجل دعم المنكوبين بسبب زلزال الحوز الذي خلف مئات الشهداء والجرحى، فكانت الاستجابة بسرعة خيالية. أمين وجه دعوة للتضامن مع أهالي الضحايا عبر فيديو مباشر بثه على حسابه الفيسبوكي الخاص، وما هي إلا ساعات قليلة جدا، حتى تمكن بفضل الله وتبرعات المحسنين من جمع كميات هائلة من المواد الغذائية (حوالي 15 سيارة)، تم نقلها مباشرة إلى القرى التي تضررت بفعل الزلزال. هذا المشهد المؤثر وإن كان طبيعيا جدا نظرا إلى كرم المغاربة وجودهم المألوف، فهو يؤكد مرة أخرى أن الشعب المغربي، هو شعب التحديات الكبرى، ودائما ما تجده في "وقت الحزة" صامدا متضامنا مساعدا سخيا مبادرا إلى الخير كل حسب استطاعته وقدرته. المهم أن المغرب والمغاربة، ملكا وشعبا، يقدمون مرة أخرى درسا جديدا من دروس "تمغربيت" التي أضحت ملهمة للعالم، وهذا ليس بغريب على بلد "حرك جبلا من مكانه من أجل إنقاذ ابنه"، في إشارة إلى واقعة الطفل "ريان" التي بلغ صداها كل أقطار العالم (الفيديو):