عزالدين ل. بويرماني - فاس علم مراسل أخبارنا من مصادر قريبة من المسؤولين بفاس بنبأ قرب الإعلان عن اكتشاف علمي وتاريخي غاية في الأهمية بمنطقة عين قادوس التابعة لمقاطعة المرينيين بفاس. ويتعلق الأمر بإشارات علمية وبحثية قوية بتواجد ضريح أبي عبد الله الصغير ، آخر ملوك وسلاطين بني الأحمر الذين حكموا غرناطة وخاصة في الثلاثين السنة الأخيرة للتواجد الإسلامي بالأندلس، (تواجده) تحت قبة بارزة موجودة في الجهة المقابلة لمحراب مصلى عين قادوس. ويقود هذا الاكتشاف العلمي الهام الذي سيكون له مابعده .. والذي لم يتم تأكيده فعليا ورسميا بعد، مركز الحصن من أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة بشراكة مع خبراء في علم الجينات والحمض النووي من جامعة غرناطة . وتوصل الخبراء الى تحديد مكان القبر المفترض لأبي عبد الله الصغير بعد أربع سنوات من البحث والتنقيب معتمدين على كتب تاريخية منها " سلالة الأنفاس" للمقري. وقد حضر الخبراء السالفي الذكر مؤخرا الى عين المكان وأجروا فحصا فوقيا بالسكانير تحت القبة (الصورة) المقصودة وأكدوا تواجد قبور لم يحسم بعد هل هي للسلطان الصغير أم أنها مجرد قبور لأناس عاديين.. وللتأكد من ذلك يسعى الخبراء الإماراتيون والأسبان.. الى نبش المكان واستخراج الرفاة من أجل أخذ عينة من الحمض النووي لمعرفة لون البشرة هل هو أسود أو أبيض.. وتحديد سبب الوفاة.. الا أن العملية توقفت الآن بعد دخول السلطات المحلية والمعنية على الخط.. ففور علمها بتواجد الخبراء بالمكان انتقل ممثلون عن المجلس البلدي لفاس الى الموقع وأخطروا قائد مقاطعة المرينيين وناضر الأحباس وغيرهم للحضور والاستفسار حول سبب تواجد الباحثين بالمغرب وعن سبب عدم طلب ترخيص من السلطات المحلية قبل مباشرة البحث العلمي.. وعليه توقفت العملية مؤقتا بسبب هذا الشق القانوني. في انتظار دخول مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس البلدي لمدينة فاس ومندوبية الثقافة وغيرهم كشركاء في العملية ومن أجل السهر على سلامتها. من جهته راسل عمدة المدينة، حسب مصادرنا، مركز الحصن والقائمين على المشروع ودعاهم الى اجتماع جامع وندوة صحفية قريبا جدا بمقر إحدى المقاطعات من أجل إطلاع الرأي العام الوطني بتفاصيل البحث العلمي. وستوافيكم أخبارنا بتفاصيل الندوة في حينها.
يذكر أن الأبحاث التي أجراها مركز الحصن أشارت الى أن أبي عبد الله الصغير ترك بعد مغادرته غرناطة "هاربا" الى المغرب، أختا أو بنتا.. إسمها عائشة وقد قبلت الدخول في النصرانية وربطت علاقة مع الملك فرديناند ولها حاليا أحفادا تم التعرف على مكان بعضهم بالمكسيك والمغرب وغيرهما. يعني أن ذريتها لم تنقطع... هذا وتتضارب الأخبار التاريخية حول سبب تخلي آخر ملوك غرناطة عن المعركة والجيش في عز المواجهة مع النصارى وهو منتصر.. وهروبه الى المغرب حيت وافته المنية، بين من يعتبره خائنا ومن يقول أنه أراد الحفاظ على أرواح الناس وإيقاف سفك الدماء..
ونشير الى أن مصلى عين قادوس، الذي يتخذه المواطنون مكانا لأداء صلاة العيد، يعاني طوال الوقت من الإهمال والأوساخ .. طوال العام. لدرجة أن البعض يتبول ويتغوط داخل المحراب وعلى جدران الجهة الأمامية للمصلى ولم تسلم القبة التي يفترض تواجد قبر السلطان الصغير بها، من البول والغائط هي أيضا.. ولعل هذا الاكتشاف العلمي يتمكن من دفع المسؤول عن المصليات بالمدينة الى إعادة الاهتمام بمصلى عين قادوس وحمايته من التدنيس.. هام : يرجى من وسائل الإعلام عدم استثمار أو نقل مواد الخبر دون الإشارة الى مصدره