- يخضع الملك خوان كارلوس اليوم الأحد لعملية جراحية، يفترض أنها حساسة، ستجبره على قضاء شهرين في النقاهة، ويتابع الرأي العام الإسباني العملية باهتمام كبير. ويعتبر المحللون هذه العملية بمثابة بداية العد العكسي للتنازل عن العرش لصالح ابنه ولي العهد الأمير فيلبي دي بوربون، لاسيما وتزامنها وتزايد الأصوات المطالبة بأن البلاد تحتاج لملك جديد في القرن الواحد والعشرين. وهذه العملية الجراحية التي تشمل القرص الفقري للملك هي الرابعة من نوعها في ظرف سنة، والسابعة في ظرف سبع سنوات، وخضع الملك لأكثر من 15 عملية طيلة حياته. ولكن هذه المرة يختلف الأمر، فالعملية الجراحية تتزامن مع وضع حساس للغاية تمر منها الملكية الأمر الذي يجعلها منعطفا حقيقيا. إذ تجتاز المؤسسة الملكية وخاصة الملك خوان كارلوس وضعا صعبا، وأصبح جزء من الرأي العام الإسباني يرى هذا الملك الذي قاد الانتقال الديمقراطي بعد رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو في نوفمبر 1975 عائقا أمام تطور البلاد. فقد تورط الملك في فضائح عاطفية مع أميرة المانية تمسى "كورينا"، وهي العلاقة التي أصبحت حديث الشارع الإسباني. وعلاوة على كل هذا، تورط صهره إنياكي أوندنغرين في ملفات فساد خطيرة قد تجره الى السجن، حيث يحاكم أمام القضاء بتهمة الاختلاس المالي والتهرب الضريبي. وصرحت وزيرة الدفاع السابقة، كارمن تشاكون "الملكية مطالبة بالشفافية إذا أرادت الاستمرار". وهذا الوضع، جعل أصوات سياسيين ترتفع ضد الملكية كنظام للحكم في البلاد وضد خوان كارلوس كملك. وتنادي بعض الأحزاب مثل اليسار المتعدد، القوة السياسية الثالثة في البلاد بنهاية الملكية وإرساء الجمهورية. بينما تنادي أصوات مثقفين وسياسيين برحيل الملك وتسليم العرش لابنه الأمير فيلبي دي بوربون. وصرح زعيم الحزب الاشتراكي في كتالونيا، بيري نافارو منذ أسبوعين بأن "خوان كارلوس عليه التنحي وتسليم العرش للأمير فيلبي لقيادة اسبانيا في اقرن الواحد والعشرين". وكتبت جريدة الموندو منذ يومين مقالا تحليليا بعنوان "هل حانت ساعة الأمير فيلبي؟ وتبرز أن هذه العملية الجراحية التي يخضع لها الملك خوان كارلوس ليست سهلة بل قد تتركه لشهور "خارج اللعبة السياسية" وهذا قد يجعل الأمير يتولى شؤون تسيير الدولة مؤقتا في انتظار انتقال العرش. لكن العائق يبقى هو طبيعة الدستور الإسباني الذي لا ينص على تولي ولهي العهد تسيير شؤون الدولة مؤقتا بدل الملك، إذ يتضمن تولي ولي العهد العرش في حالة وفاة الملك، تنحي الملك أو عدم قدرته على تسيير شؤون البلاد. وبدأت بعد الكتابات ترى في العملية الجراحية التي تجري اليوم المخرج الرئيسي للموقف الحرج للملك، إذا طالت فترة النقاهة، قد يكون ذلك بمثابة إعلان عن عدم قدرته على تولي العرش، ولهذا، فهذه العملية تعتبر بمثابة بداية العد العكسي لنهاية عرش الملك خوان كارلوس الذي يتواجد في السلطة منذ نوفمبر 1975، ويعتبر من أقدم الملوك ورؤساء الدول في العالم.