ألغى ملك اسبانيا خوان كارلوس زيارته الى المغرب نتيجة عملية جراحية ستجرى له خلال الأسبوعين المقبلين، ومن المنتظر أن لا يجري أي زيارة الى هذا البلد المغاربي مستقبلا بسبب احتمال تنازله عن العرش في ظل تزايد الضغوط عليه ليفسح المجال لولي العهد الأمير فيلبي دي بوربون. وجاء تأكيد خبر إلغاء الزيارة في بيان وزارة الخارجية في مدريد، وهي الزيارة التي كانت مبرمجة ما بين يومي 3 و5 مارس المقبل، وقرر الأطباء إجراء العملية الجراحية يوم 3 مارس، أي في اليوم نفسه الذي كانت ستجري فيه الزيارة. وراهنت مدريد والرباط كثيرا على هذه الزيارة، حيث كان الملك محمد السادس ونظيره الإسباني خوان كارلوس سيترأسان قمة اقتصادية لتشجيع العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين لاسيما في ظل الأخبار التي تفيد بتحول اسبانيا الى الشريك التجاري الأول للمغرب قبل فرنسا. ونظرا للتطورات التي تشهدها اسبانيا من مطالب بتنازل خوان كارلوس عن العرش وكذلك وضعه الصحي المتردي، من المحتمل جدا أن لا يقوم خوان كارلوس بأي زيارة الى المغرب مستقبلا. وزار خوان كارلوس المغرب في عهد محمد السادس خلال يناير 2005، وكانت زيارة رسمية ثم أجرى زيارة غير رسمية خلال مايو 2011. ويتزامن الإعلان عن العملية الجراحية التي سيخضع لها خوان كارلوس وتزايد مطالب تخليه عن العرش لصالح ولي العهد الأمير فيلبي دي بوربون. وتأتي مطالبة تنازل خوان كارلوس عن العرش من حركات قومية ويسارية راديكالية وإن كانت هذه الأخيرة تطالب بالجمهورية كما جاء على لسان زعيم اليسار الموحد كايو لارا في البرلمان الإسباني أمس. لكن هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها أحد أبرز زعماء الحزب الاشتراكي المعارض، بيري نافارو ويطالب بتنحي الملك وتفويت العرش الى الأمير فيلبي. ويرى بيري نافارو في تصريحات له أول أمس الأربعاء مبرزا 'أنا جمهوري، ولكن طالما توجد الملكية الآن، فعلى الملك خوان كارلوس الانسحاب وتفويت العرش للأمير الذي سيشرف على مرحلة انتقالية في القرن الواحد والعشرين'. وتابع هذا الزعيم السياسي قائلا 'نعيش فترة حساسة للغاية مليئة بالمشاكل ونتطلع الى عهد جديد وهذا يمر عبر رحيل الملك خوان كارلوس ومجيئ الأمير لعرش البلاد'. وبدوره، أكد الحزب الاشتراكي- فرع الأندلس أمس على ضرورة خوض الملك لسياسة شفافة لأن مصاريفه هي من الميزانية العامة. وتضاعفت خلال هذا الأسبوع الجاري التصريحات التي تضغط على الملك وتتزامن مع ظهور مضامين عدد من البريد إلكتروني التي تظهر كيف أن خوان كارلوس ساعد إنياكي أوندنغرين صهره وزوج ابنته الأميرة كيرستينا على الحصول على صفقات من مؤسسات عمومية بشكل غير قانوني ويخضع للتحقيق وقد ينتهي في السجن. ويرى فقهاء القانون في اسبانيا أن الدستور لا يسمح بمحاكمة الملك في حالة ما إذا تبث تورطه في مخالفة القانون، لكن يبقى الحل الوحيد هو رحيله تلقائيا بعدما كان في الماضي التغيير يأتي عبر القوة والثورة. وكان الشعب الإسباني يكن احتراما قويا للعاهل الإسباني بسبب دوره في الانتقال الديمقراطي بعد رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو إلا أن استطلاعات الرأي تفيد أن شعبيته تدنت الى ما تحت 50 بالمئة، وبدأت نسبة كبيرة من الإسبان تفضل رحيله. حسين مجدوبي