أحرجت الاعترافات المتوالية لدول كبرى، من قبيل أمريكا وإسبانيا وإسرائيل...، (أحرجت) "فرنسا ماكرون"، التي لم تعد تجدي معها سياسة النعامة ودفن الرأس في الرمال. إن فرنسا الآن، أمام هذه المستجدات الجيو-سياسية، مطالبة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالتعبير عن موقف واضح وصريح من ملف الصحراء المغربية، الذي عمّر لعقود من الزمن. ودفع هذا الوضع الجديد عددا من الدبلوماسيين والسياسيين الفرنسيين إلى توجيه خطابهم صوب رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، داعين إياه إلى حذو حذو الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، لحل هذا النزاع المفتعل الذي لم يجد بعد طريقه إلى الحل والتسوية. الدبلوماسيون الفرنسيون دعوا، في هذا الصدد، "ماكرون" إلى التوقف عن دعم الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية، لاسيما وأنها عدّلت نشيدها الوطني ضدا في فرنسا ومصالحها. وفي هذا السياق؛ دعت "رشيدة داتي"، وزيرة سابقة، ماكرون إلى دعم المغرب في ملف الصحراء، فضلا عن دعوة "إريك سيوتي"، زعيم حزب الجمهورية، ماكرون إلى أن نهج سبيل إسرائيل في قضية المغاربة الأولى. كما أن السيناتور هيرفي مارسيليا، زعيم حزب UDI، انخرط في هذه الحملة؛ إذ يرى أنه من المُلح إصلاح العلاقات الفرنسية-المغربية، في حين تساءل السياسي الفرنسي بيير "هنري دومون" عن أسباب التأخير الفرنسي في الكشف عن موقف باريس من ملف الصحراء المغربية. تجدر الإشارة إلى أن الملك محمدا السادس قال، في الخطاب الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، إنه يوجه رسالة واضحة للجميع مفادها أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم؛ وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات.