سلّط الدكتور العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس في الرباط، والمدير العام للمجلة الإفريقية للسياسات العامة، (سلط) الضوء على الانتخابات التركية، التي اشتدت بين الرئيس الحالي طيب رجب أردوغان وزعيم المعارضة داوود أوغلو. وفي هذا الصدد، يرى الوردي، وفق تصريح له توصل موقع "أخبارنا" بنسخة منه، أن "تركيا تمر بتجربة استثنائية عنوانها المرور للدور الثاني لانتخاب الرئيس". أستاذ القانون العام أردف، في هذا الصدد، أن "هذا الدور يسمه توجهين يقودهما الرئيس الحالي أردوغان والمرشح للرئاسة أوغلو؛ اسمان لهما وزنهما في الساحة السياسة التركية، وكلاهما له توجه لا يشبه الاخر". المدير العام للمجلة الإفريقية للسياسات العامة مضى قائلا إن "أردوغان استبق الأمر وشكل تحالفا حزبيا سياسيا شكل الفارق في الدور الأول، رغم عدم بلوغ الرئيس الحالي عتبة 50%، ناهيك عن أن المعارض الشرس داوود أغلو تمكن من التنافس مع رجل قاد الشأن التركي لما يقرب 22 سنة، والوصول إلى نسبة قريبة جدا من أردوغان". وأمام هذا الوضع؛ استنبط الوردي 3 نقاط أسياسية تخص الانتخابات التركية؛ الأولى تتمثل في "تغير عقليات الشباب التركي بنسبة قليلة ودعوتهم للتغيير، غير أن هذا الأمر لم يجهز على حظوظ المرشحين البارزين، وإنما ساهم بدرجة كبيرة في تبيان تلكم التغيرات التي أصبحت ترخي بظلالها على الممارسة السياسية التركية، خاصة بعد الانقلاب وتوالي الأزمات الدولية مثل كورونا والزلزال؛ هي حتما ظروف محيطة ساهمت بشكل كبير في الانتقال من نظرية الثابت الى المتحول السياسي". ثانيها، وفق المصدر عينه، "نحصرها في الملفات الكبرى التي تقودها الرئاسة الحالية، التي لا تروق نسبة المصوتين الذين أعطوا أصواتهم وبفارق كبير عن الرئاسيات السابقة للمعارضة، كوجود السوريين فوق الأراضي التركية، ثم علاقة تركيا بروسيا، وخاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، ناهيك عن مشاكل غلاء الأسعار؛ هذه متغيرات من بين أخرى تمثل أس التغير التصاعدي للمعارضة على حساب الأغلبية". أما النقطة الثالثة، فتتجلى في "ذلكم الرباط الذي أسسه أردوغان مع قواعد حزبية تدين للرجل بما أنجزه طيلة مدة حكمه من جهة، علاوة على اصطفاف 'جوكير' رئاسيات تركيا لسنة 2023 الخاسر في الدور الاول الرابح في الدور الثاني سنان، الذي وبذكاء سياسي من التكتل السياسي الأغلبي أعلن اصطفافه إلى جانبها، ومن ثمة مطالبة أنصاره بالتصويت لأردوغان". لذلك، يخلص العباس الوردي، "وجب الجزم بأن سياسة الثابت والمتحول أصبحت ترخي بظلالها على المشهد السياسي الحديث، الذي أخذها كمعادلة أساسية تقترن بصنع المفاجئات السياسية؛ بل وحتى تجاوز نتائج البارومترات السابقة للانتخابات". "إنه فعلا وضع يؤدي بنا إلى الاعلان عن مصطلح جديد في الممارسة السياسية الدولية، الذي يأخذ من ظاهرة العولمة مقوما أساسيا له في صناعة الخريطة السياسية"، يختم أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس في الرباط تصريحه.