دخلت التكنولوجيا الحديثة وخصوصاً الذكاء الاصطناعي مجالات الحياة كافة، حتى وصلت إلى العمل الذي يتعلق بالمهارات الخاصة بالإنسان وحده، ومن هذه المهارات كتابة البحوث والمقالات الجامعية. وقام أحد الطلاب الجامعيين، ويدعى بيتر سنيبفانجرز باستخدام برنامج الروبوت المثير للجدل "تشات جي بي تي" لكتابة إحدى مقالاته الجامعية، وقد نجح بدرجة 2.2. أراد بيتر سنيبفانجرز اختبار تطبيق الذكاء الاصطناعي إذا كان ذكياً بما يكفي لكتابة مقالات على المستوى الجامعي، وإذا كان الأمر كذلك، فبالإمكان استخدامه للغش في المستقبل. ولمعرفة ذلك، طلب بيتر من البرنامج أن يكتب مقالاً مكوناً من 2000 كلمة حول السياسة الاجتماعية، وقد قام البرنامج بكتابة المقال خلال 20 دقيقة، وهذا يعني أنه أسرع من الطالب أضعافاً مضاعفة. وقد توصل بيتر إلى أنه يمكن استخدام "تشات جي بي تي" للغش في المدرسة، شريطة ألا تكون طامحاً إلى المراكز الأولى بين طلاب صفك. في بداية الأمر لم تكن المحاولة ناجحة، حيث طلب بيتر من التطبيق إنشاء مقال من 2000 كلمة، فلم يتمكن البرنامج من إنشاء أكثر من 365 كلمة، أي 15% فقط من المطلوب. ولكنه اتبع منهجاً مختلفاً، إذ طرح على البرنامج 10 أسئلة منفصلة تتعلق جميعها بعنوان المقالة، وتمكن في النهاية من الحصول على مقالة مكونة من 3500 كلمة، ثم اختار أفضل الفقرات التي قدمها البرنامج، ونسخها ولصقها حسب ترتيب بنية المقال، وبهذا استغرق إنجاز المقالة 20 دقيقة. وللوقوف على المستوى الحقيقي للمقالة طلب بيتر من أحد المحاضرين تقييمه ومنحه درجة مناسبة، وقد فوجئ عندما كانت الدرجة متوسطة المستوى. وكانت ملاحظات المحاضر تشير إلى أن المقالة عامة جداً، ولا تخوض في التفاصيل، وأنها ليست متقدمة من الناحية المفاهيمية، وأن لغة المقال لغة جيدة مناسبة. ولكن العنصر الوحيد الذي لم يستطع "تشات جي بي تي" القيام به هو تقديم قائمة المصادر والمراجع. تجدر الإشارة إلى أن برنامج "تشات جي بي تي" طُرح للاستخدام منذ ثلاثة أشهر فقط، وفق ما أوردت صحيفة ميرور البريطانية.