أعتبر محمد الشيخ بيد الله حدوث ملاسنات أو مشادات كلامية داخل البرلمان "مسألة عادية وهي أمور لا ينفرد بها البرلمان المغربي وحده، فالمتتبع يلاحظ أن هناك برلمانات في العالم لا تحدث فيها مشادات كلامية فحسب، بل تشهد وقائع مثيرة تصل إلى حد الاشتباكات بالأيدي والتراشق بالأحذية والكراسي أحيانا. وأتمنى ألا يقع مثل هذا في بلادنا". وأكد رئيس مجلس المستشارين، في حوار خص به يومية "الصباح" أن "البرلمانيين يشتغلون في غرفة مرتفعة الضغط، وبالتالي فالنقاشات التي تحدث فيها هي من إفرازات هذا الوضع، و الملاسنات الكلامية (الحارة) لا تخرج عن هذا الإطار". وأضاف نفس المتحدث إننا نحرص على ألا تتجاوز الملاسنات نطاق "الاحترام المتبادل والاحترام الذي نكنه جميعا للمؤسسة التشريعية". وقال بيد الله إن النقاشات الحادة في العديد من الأحيان هي التي تُضفي "الحيوية على عمل المجلس، وتعكس الدينامية السائدة فيه والشعور بالمسؤولية دون أن تفسد للود قضية، إذ سرعان ما تعود المياه إلى مجاريها بمجرد اختتام الجلسة"، مشددا أن الملاسنات "لا ينبغي في كل الأحوال، أن تلهينا عن الأهم". ووصف بيد الله هذه مبادرة المعارضة للتنسيق فيما بينها ب"الايجابية وتهدف إلى عقلنة الأداء و توضيح مقروئية المشهد السياسي داخل المجلس وتطوير أداء مكوناته من أغلبية ومعارضة". وحول حصيلة مجلس المستشارين، أكد بيد الله أن "حصيلة دورة الخريف كانت جيدة، ليس بمنطق الأرقام بل بمنطق الجودة والنقاشات العميقة التي ميزت هذه الدورة وكذلك اللقاءات والملتقيات العلمية والفكرية التي احتضنها مجلس المستشارين". وأشار بيد الله أن مجلس المستشارين تم تنظيم أربع جلسات همت مواضيع هامة: النقل، الأمن الغذائي، التقاعد والسياسة العقارية للدولة. مضيفا أن هذه الأسئلة "تعكس هذه الأسئلة اهتمام مجلس المستشارين بالمستقبل لأن هذه المواضيع ذات بعد استراتيجي تهم الجيل الحالي وأجيال المستقبل". وبخصوص الدبلوماسية البرلمانية، أوضح بيد الله أن مجلس المستشارين استقبل المجلس 23 وفدا أجنبيا كما بعث ب 23 بعثة إلى الخارج وتناولت هذه الوفود الدفاع عن القضايا الكبرى لبلادنا. وفي سياق حديثه عن الدبلوماسية البرلمانية، أبرز رئيس الغرفة الثانية أن الحدث البارز كان هو توشيح رئيس مجموعة الصداقة الأوربية المغربية بالبرلمان الأوروبي٬ السيد جيل بارنيو٬ من لدن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ب"الوسام العلوي من درجة قائد" اعترافا بانخراطه وانخراط أعضاء اللجنة التي يترأسها في خدمة الصداقة المغربية الأوروبية.