يحظى الإنجاز الذي يحققه المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال قطر بمتابعة مكثفة من قبل وسائل الإعلام الدولية، التي أوفدت مراسليها إلى المملكة لمواكبة أجواء الفرح التي يعيش على إيقاعها الشارع المغربي، وكذا للتعرف أكثر على هذا البلد الذي ذاع صيته، بعدما تمكن منتخبه من تجاوز أعتد الفرق الأوروبية. ولم تقتصر متابعة القنوات العالمية لإنجاز أسود الأطلس على الجانب الرياضي للحدث، بل تجاوزته إلى محاولة لاستكشاف هذا البلد، بعدما أبدع لاعبوه وجمهوره، في قطر كما في المغرب، في إبراز والترويج لمقومات الثقافة والهوية المغربية، وكذا للقيم الإنسانية المتجذرة في المجتمع المغربي، سواء في الملاعب أو في وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي، مقدما بذلك صورة مشرقة عن المملكة، تعزز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي. فمنذ انطلاق منافسات مونديال قطر، تقوم 52 من المؤسسات الاعلامية الأجنبية التي تتوفر على مراسلين معتمدين بالمملكة، بإنجاز المئات من التقارير التلفزية والإذاعية والمكتوبة، فضلا عن التغطيات المباشرة التي نقلت الأجواء الاستثنائية التي يعيشها المغاربة داخل البيوت والمقاهي والساحات الكبرى، احتفاء بهذا الإنجاز التاريخي. وبعد تأهل المنتخب المغربي السبت الماضي إلى نصف نهاية كأس العالم، حيث سيلاقي مساء اليوم الأربعاء، نظيره الفرنسي، يتواصل توافد عشرات المنابر الاعلامية الأجنبية من مختلف أنحاء العالم على المملكة لتغطية أجواء هذا الحدث غير المسبوق. وفي هذا الصدد، جرى اعتماد 25 قناة تلفزية من كبريات القنوات العالمية من طرف قطاع التواصل بوزارة الشباب والثقافة والتواصل. ومن أبرزها القناة الفرنسية "TF1"، والقناة البريطانية "BBC"، والقناتين التلفزيتين البرازيليتين "Bandeirantes" و"Globo"، والقناة التلفزية اليابانية "NHK". ومن بين القنوات العالمية التي حصلت على الاعتماد، أيضا، القناة التلفزية الهولندية "RTL"، والقناة التلفزية اللبنانية "LBC"، والقناة التلفزية النرويجية "TV2". وستقوم هذه القنوات، إلى جانب المراسلين المعتمدين بالمغرب، بمواكبة الأجواء المصاحبة لهذه المباراة، بالإضافة إلى إنجاز روبورتاجات وتقارير تعرف بالمؤهلات والبنيات الرياضية ومراكز التكوين التي أصبحت تتوفر عليها المملكة، وفي مقدمتها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أنجبت مواهب من مستوى عال يمارسون في أعرق البطولات الأوروبية، ويشكلون حاليا العمود الفقري للمنتخب الوطني المغربي.