لمس بالفعل عدد من المواطنين ندرة في مادة الحليب عند البقالة، خاصة المنتج "الأكثر طراوة"، والذي تنتهي صلاحيته على مدى 72 ساعة، كحد أقصى، وهو ما اضطر بالعديد من الزبائن إلى اللجوء إلى علب الحليب المعقم، رغم ارتفاع أسعاره. وفي هذا الصدد، حدد عبد الحق البودشيشي، رئيس الجمعية الوطنية لتقنيي تربية المواشي 3 عوامل داخلية وخارجية أساسية ساهمت في النقص الحاد الذي تعفه مادة الحليب المطروحة حاليا في الأسواق. وقال "البودشيشي" في تصريح لموقع القناة الثانية، أن العامل الأول، يعود إلى فترة جائحة كورونا، خاصة بالتزامن مع فترة الحجر الصحي، حيث عانى القطاع من تبعيات الجائحة الاقتصادية، حيث واجه منتجو الحليب الكساد وراكموا خسارة كبيرة بسبب صعوبات في تصريف فائض إنتاج وفي الوقت الذي انخفض فيه معدل الاستهلاك آنذاك. في حين يتعلق العامل، حسب المهني المذكور، بالحرب الروسية الأوكرانية، والتي كان لها دور في هذا الوضع، كغلاء أسعار الأعلاف المركبة المستوردة من الخارج، الأمر الذي تسبب في ارتفاع مصاريف وتكلفة تربية الأبقار وإنتاج الحليب، والنتيجة اضطر عدد من الفلاحين إلى خفض وتيرة تربية الأبقار الحلوب وآخرين إلى بيع قطيعم وبالتالي توقيف نشاطهم. وبخصوص العامل الثالث، فقد حدده المهني في قطاع إنتاج الحليب، بالجفاف، الذي ساهم بدوره في تأزيم وضعية مربي الأبقار، موضحا أن 90 بالمائة من منتجي الحليب في المغرب يتوفرون على أقل من 10 أبقار يبيعون الحليب للتعاونيات وبسبب الجفاف وغياب العشب للتغذية الأبقار قلص من مردودية الحليب. كل هذه العوامل السابقة، يضيف المتحدث، ساهمت في خلق أزمة حادة في السوق والمتعلقة بندرة الحليب.