انتشر على موقع يوتيوب مقطع فيديو للداعية السلفي أحمد محمود عبدالله، الشهير ب"أبو إسلام" مالك قناة "الأمة" الخاصة يبرر في اغتصاب النساء في ميدان التحرير بأنهن إما "صليبيات" أو "أرامل". وأضاف: "تسعة أعشارهن صليبيات، والعشر "روتاري" و"ليونز" وأرامل ما لهمش حد يلمهم أو يخافوا منه أو يختشوا". ووجه "أبو إسلام" نقدً لاذعًا للناشطات السياسيات اللواتي يتواجدن في ميدان التحرير مطالبات برحيل النظام بأنهن يذهبن للتحرير لكي يتم اغتصابهن متنازلات عن أنوثتهن.
وقال إنهن نساء عرايا سافرات "رايحين علشان يُغتصبوا"، وصفهن حين يتكلمن بأنهن يصبحن كال"الغول"، يتكلمن "من دون حياء أو أدب أو خوف ولا حتى أنوثة". وأضاف قائلاً إن المرأة منهن دائماً تكون "ناكشة شعرها مثل الشيطانة"، ووصفهن بأنهن "شياطين اسمهن نساء".
وتظاهر مئات المصريين مساء الاربعاء في القاهرة للمطالبة بانهاء التحرش الجنسي بالمرأة، فيما دعت منظمة العفو الدولية الرئيس المصري محمد مرسي الى اتخاذ "اجراءات حاسمة" تكفل انهاء هذه الظاهرة بعد موجة من الاعتداءات على النساء في محيط ميدان التحرير في القاهرة.
ونظم مئات من الرجال والنساء مسيرة من مسجد السيدة زينب حتى ميدان التحرير وهم يرفعون صورا للرموز التاريخية للحركة النسائية المصرية ويرددون هتافات ضد وزارة الداخلية المتهمة بالتغاضي عن جرائم التحرش.
وهتف المتظاهرون "الداخلية بلطجية" اثناء المسيرة التي نظموها تحت شعار "الشارع لنا" في اشارة الى تصميم المرأة المصرية على المشاركة في التظاهرات السياسية رغم ما تعرضت له اخيرا من اعتداءات.
وتزامنت التظاهرة مع بيان اصدرته منظمة العفو الدولية ودعت فيه الرئيس المصري الى اتخاذ "اجراءات حاسمة" تكفل انهاء التحرش بالمرأة في مصر بعد موجة من الاعتداءات على النساء في محيط ميدان التحرير في القاهرة.
وقالت المنظمة انه "في ضوء ما جمعته من روايات الناجيات من ضحايا تلك الهجمات والناشطات، فقد اتضح أن الاعتداءات والانتهاكات الجنسية الجماعية تنطوي على نمط مشترك في ما بينها".
واضاف البيان ان "مجموعة من الرجال تقوم عادة بالاعتداء على النساء اللواتي لا يتواجدن برفقة أحد ما أو أنهم يحرصون على إبعاد الضحية عن زملائها وبشكل يتزامن مع تزايد سريع في أعداد أفراد المجموعة المعتدية، ومن ثم يجري سحل الضحية إلى داخل حلقة من التجمعات الغوغائية بينما تبادر مجموعة من الأيادي وحتى الأسلحة في بعض الأحيان إلى الوصول إلى جسد الضحية وانتهاكه مع محاولة أولئك الرجال نزع ملابس الضحية عنها".
وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية حسيبة حاج صحراوي "تبرهن الاعتداءات المرعبة والعنيفة بحق النساء، بما في ذلك تعرضهن للاغتصاب، في محيط ميدان التحرير على حتمية قيام الرئيس مرسي باتخاذ خطوات حاسمة في سبيل وضع حد لانتشار ظاهرة الإفلات من العقاب والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، كما أن الوقت قد حان كي يتصدى الساسة لهذا الأمر علنا".
وطالبت حاج صحراوي ب" فتح تحقيقات نزيهة وشاملة بغية تحديد فيما إذا كانت تلك الهجمات الجماعية تنظم من أطراف مرتبطة بالدولة أو أخرى غير مرتبطة بها وضمان جلب الجناة للمثول أمام العدالة".
تذكار مرعب
واشارت الى ان موجة التحرش والاعتداء الاخيرة على النساء "تعد بمثابة تذكار مرعب بما كانت تتعرض له النساء من تحرش واعتداء جنسي إبان حقبة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك".
وقال البيان ان منظمات حقوقية مصرية تلقت "19 بلاغا عن وقوع اعتداءات عنيفة بحق النساء بتاريخ 25 كانون الثاني/يناير 2013 في محيط ميدان التحرير".
واكدت منظمة العفو الدولية انها افادات نساء تعرضن اخيرا لاعتداءات جماعية في منطقة ميدان التحرير ومحيطها حيث استخدم المعتدون فيها الأسلحة في أغلب الأحيان في اعتداءات تستغرق ما بين خمس دقائق وقرابة الساعة".
وتابعت "كما أبلغ الناشطون والناشطات عن تعرضهم للانتهاكات الجسدية والجنسية ايضا جراء تدخلهم لإنقاذ ضحايا الاعتداء". ونقلت المنظمة عن الناشطة الحقوقية ماجدة عدلي من مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا العنف أنه "في ما لا يقل عن حالتين تم استخدام شفرات في الاعتداء على الأعضاء التناسلية للضحايا".
وتعتقد الناشطات في مجال حقوق المرأة وبعض الناجيات من الضحايا، بحسب البيان أن "تلك الاعتداءات تهدف إلى إبعاد النساء عن الأماكن العامة وإسكات صوتهن وخنق روح المعارضة فيهن".