ناشد العقيد الليبي معمر القذافي الرئيس الأميركي باراك أوباما وقف العمليات العسكرية لحلف الناتو في ليبيا، فيما أكدت واشنطن أنها تريد أفعالا لا أقوالا من النظام الليبي. وقالت وكالة أسوشيتد برس إن القذافي ناشد في رسالة من ثلاث صفحات الرئيس أوباما العمل على وقف العمليات العسكرية للناتو في بلاده، التي وصفها "بالحرب غير العادلة، ضد شعب قليل العدد في بلد آخذ بالتطور". وخاطب القذافي أوباما في الرسالة قائلا "إنك رجل تملك الشجاعة التي تؤهلك لوقف خطأ تم ارتكابه". وقال مسؤول أميركي قرأ الرسالة إن القذافي حث أوباما على وقف عمليات الناتو في ليبيا "من أجل خدمة السلام والصداقة بين شعبي البلدين، والوضع الاقتصادي والأمن ومحاربة الإرهاب". وفيما يتعلق برد الفعل الأميركي على رسالة القذافي، قال مراسل الجزيرة في واشنطن إن الإدارة الأميركية التي دعت القذافي للنزول عند مطالب شعبه والتنحي، طالبته مرة أخرى بوقف إطلاق النار ضد شعبه، مؤكدة أنها تريد منه أفعالا لا أقوالا. من جهة أخرى أشار مراسل الجزيرة في واشنطن إلى أن عضوا في الكونغرس الأميركي يقوم حاليا بزيارة إلى طرابلس بدعوة من القذافي، وقال المراسل إن النائب الأميركي أكد أنه سينصح القذافي بالتنحي، لإنهاء الأزمة في بلاده. تأتي هذه التطورات بعد اللقاءات التي عقدها النائب السابق لرئيس البعثة في السفارة الأميركية في طرابلس كريس ستيفنز في بنغازي الثلاثاء أمس مع قيادات في المجلس الوطني الانتقالي في محاولة للتعرف على نوع النظام السياسي الذي تعتزم المعارضة إقامته وكيفية مساعدة المجلس ماليا في ظل العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا. مظاهرات مناوئة للموقف التركي أمام القنصلية التركية ببنغازي (رويترز) التحرك التركي على صعيد التحرك التركي التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء عضو المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل، وذلك بعد التقائه في طرابلس في نفس اليوم مع عبد العاطي العبيدي نائب وزير الخارجية الليبي. وبحث أوغلو مع جبريل سبل تحقيق وقف النار في ليبيا، وعبر له عن قلقه من التظاهرات أمام القنصلية التركية في بنغازي، بسبب اتهام أنقرة بعرقلة عمليات الناتو في ليبيا. وكان القذافي قد أوفد العبيدي في جولة شملت اليونان وتركيا ومالطا بهدف التوصل لتسوية سياسية للأزمة الليبية. بدوره أوفد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سفير بلاده السابق بتركيا لعقد مباحثات مع المسؤولين في طرابلس، وكذلك للقاء أعضاء المجلس الانتقالي في بنغازي. يشار إلى أن تركيا تشارك في عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لفرض حظر أسلحة على ليبيا، غير أنها أشارت إلى أنها لن تشارك في عمليات القصف. القذافي يشترط ومع أن القذافي بدأ يتحدث عن حلول سلمية لإنهاء الأزمة في بلاده، فإنه وضع شروطا لمحاورة المعارضة، من أهمها استبعاد المتورطين في طلب الدعم العسكري الأجنبي، في إشارة للمجلس الوطني الانتقالي. القذافي وضع شروطا للتفاوض (الفرنسية) كما اشترط القذافي على المعارضين تسليم أسلحتهم ليتمكنوا من المشاركة في العملية السياسية، مبديا استعداده لتقديم ضمانات لأي عملية سياسية عبر مراقبين من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة قادرين على تبديد أي شك. وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم قال الاثنين إن النظام مستعد للتفاوض بشأن انتخابات أو استفتاء ولكن ليس برحيل القذافي كما يطالب المجلس الانتقالي. من جهة أخرى كشف مسؤول بالخارجية الليبية أن وفدا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيقوم بزيارة إلى ليبيا اعتبارا من 15 أبريل/نيسان الجاري، وأن اللجنة التي شكلها الاتحاد الأفريقي حول ليبيا ستصل إلى طرابلس "خلال الأسبوع المقبل". وشكل الاتحاد الأفريقي هذه اللجنة بهدف إيجاد مخرج للأزمة الليبية، وهي تضم كلا من الرؤساء محمد ولد عبد العزيز (موريتانيا) وأمادو توماني توريه (مالي) ودنيس ساسو مغويسو (الكونغو) وجاكوب زوما (جنوب أفريقيا) ويوري موسيفيني (أوغندا)