تعرف بعض أسواق التمور في المغرب عرض تمور "إسرائيلية" تحمل عنوان المصدر "إسرائيل" والهاتف والبريد الإلكتروني للشركة المصنعة. مصادر من سوق باب الفتوح بفاس أكدت، أن التمور "الإسرائيلية" يتم توزيعها على أسواق المغرب من الدارالبيضاء، حيث أكد تجار بفاس تداولها في السوق منذ أشهر، يتراوح ثمن بيعها للكيلو غرام الواحد بين 125 درهما و 150 درهما. وأبرزوا أن هذا النوع من التمور "الموجود حاليا في السوق "قديمة" في انتظار وصول تمور "جديدة" في الأيام القليلة القادمة. المثير -يؤكد أحد التجار- أن عملية بيع وشراء هذا النوع من التمور تتم بطريقة عادية، حيث يقترحه التجار على المقتنين كباقي أنواع التمور الأخرى المعروضة. من جهة أخرى، تظهر البيانات الموضوعة في الصناديق التي تباع فيها هذه التمور في سوق الجملة بفاس، اسم مستوردها وعنوان مصنعها في "إسرائيل"، إضافة إلى رقم تسلم البضاعة في سبتة عبر ميناء الجزيرة الخضراء قبل أن يتم إدخالها إلى السوق المغربية. هذا الاختراق يأتي في الوقت الذي تنفي السلطات المغربية وجود أي ترخيص لاستيراد أو تصدير السلع من المغرب إلى الكيان الصهيوني، رغم وجود معطيات رقمية من "إسرائيل" تتحدث عن حجم مبادلاتها مع المغرب، فيما تفيد معطيات مؤكدة، أنه يمكن لأي شركة حاصلة على السجل التجاري بالمغرب أن تصدر أو تستورد أي منتوج من الكيان الصهيوني، شرط عدم التصريح لدى الجمارك بمصدر أو الوجهة الحقيقية للمنتوج. واعتبر أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بيع التمور القادمة من "إسرائيل" في المغرب شكلا من أشكال الاختراق الصهيوني في إطار التطبيع المدان من طرف كل المغاربة الذين خرجوا في مسيرات مليونية يؤكدون أن التطبيع خيانة، وقال في تصريح ل"التجديد"، إن هذا الاختراق يسائل المسؤولين ولاسيما وزير التجارة والصناعة والتكنولوجية الحديثة الذي كان واحدا ممن اعتقلتهم قوات الاحتلال أثناء محاولة رفع الحصار عن قطاع غزة. من جهته، أكد عمر الكتاني الخبير الاقتصادي، أن تجارة التمور "الإسرائيلية" في المغرب استفزاز لشعور المغاربة وتحدٍ لضميرهم الجماعي، مشيرا في تصريح ل"التجديد"، إلى أن الاختراق الصهيوني يستهدف المواد التي يقبل عليها المغاربة بكثافة بينها التمور، ولم يستبعد المتحدث، أن يكون أصلها مغربي وتم إعادة استنباتها داخل الأراضي المحتلة. يشار، إلى أن "التجديد" اتصلت أكثر من مرة وطيلة الثلاثة أيام الماضية بوزير التجارة عبد القادر اعمارة الذي يحضر اجتماعات خارج أرض الوطن، غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.