بعد الانقلاب، انتقل الجنرال من الوصي على العملية الانتقالية و راع للحركة التصحيحية إلى رئيس مرشح يفوز بأغلبية مريحة، تحول حزب القوي الأمين من خانة الداعم إلى منزلة بين المنزلتين، جعلوا لها اسم " المعارضة الناصحة"، فلا تواصل مع الأغلبية، ولا تواصل مع التكتل و اليسار و رفاق دكار... بينما قاطعت أحزاب الانتخابات البرلمانية، شارك التواصليون الجنرال لعبته، غير أنهم لم ينالوا وفير المقاعد، وكانت نسبتهم دون العشرين في المئة...إخوان موريتانيا لم يفلحوا حيث فلحت باقي التيارات المحسوبة عليهم في دول عربية أخرى. لم تحسن النائبة ذكر الآية، وهي تلمز و تهمز في ثراء رئيس الحكومة، أوردت سورة الهمزة، ولو أن غيرها ذكر الآيات، لهوجم بدعوى استغلال الدين و استحضاره داخل قبب السياسة، المعارضون و المعارضات كصاحب الشين حين كشكش بها، و أوزين حين بات يصرخ فيلقموه بماضيه وزيرا...لم يحسنوا التمثيل، كما يحسن بوانو الضرب و النقاش بما أكسبه من تجارب في حقول و وديان المعارضة... المعارضة مدرسة بمقامات من الشارع إلى المدرجات و الساحات...فالمجالس و القباب....وهذا ما يفتقده أوزين مثلا. في مصر همش البرلمان وكل من يعارض يستدرج حيث يعزل أو يستقدمه القضاء لملفات تزكم الأنوف....الصوت الواحد هو الغالب، وفي تونس يرفض قيس شيئا اسمه الأحزاب، ويجد في جماهيرية تونسية الحل الأمثل، عبير معارضة مستحدثة صرخت في البرلمان حتى بات أزمة في حد ذاته.
خرج بنكيران ليسدي النصيحة، نصيحة بطعم النقد الصامت الموجع، الوجع يظهره كم الاهتمام، ولعل الكثيرين باتوا ينتظرون الرجل لرص مفرداته في حقل الزعيم. بنكيران وضع لبنة لمعارضة، تريد الاستقرار، تهمز بالمبطن، تبعث رسائل مجملها أنه الاطفائي الذي يتقن أيضا دور المعارضة الناصحة.