ليس سِرّاً أن لحوم الحمير تُباع في تونس ، بعلم و ترخيص الدولة ، و توجد مذابح عمومية للحمير و محلات جزارة كثيرة و علنية تبيع الكيلو غرام الواحد من لحم الحمار بعشرين دينارا كما تبيع لحم الحصان بثلاثين دينارا و لحم البقر بين أربعين و خمسين دينارا . و بغض النظر عن كون الأمر يثير اشمئزازنا كمغاربة ، فالدولة التونسية لم تغش شعبها و لم تكذب على مواطنيها ، و التونسي يشتري لحم الحمار و يأكله ، و هو يعرف ماذا اشترى و ماذا أكل . على عكس الجزائر التي تستورد الحمير من تشاد و النيجر و موريطانيا بأعداد وفيرة و كثيرة جدا ، و يبيعونه في محلات الجزارة و المطاعم للمواطنين الجزائريين دون علمهم ، و حين وُجه السؤال لمسؤولي الدولة الجزائرية لماذا يستوردون الحمير بهذه الكميات المفرطة و المثيرة للاستغراب ، أجابوا ( بأنهم يطعمونها للأسود ) ، و عندما سخر منهم العالم لان عدد الأسود بالجزائر لا يصل خمسة ، و هم يستوردون عشرات الآلاف من الحمير ، غيروا جوابهم و قالوا ( إنهم يجلبون الحمير من أجل الأسيويين الأجانب الذي يعملون بالجزائر ) . و هنا زادت سخرية العالم و ضاعت القمة العربية بالجزائر لأن كل العالم يعلم يقينا أن : 1 - عدد الأسيويين ضئيل جدا بالجزائر ، و لا يكاد يحصى مع وجودهم بباقي الدول ، كما لا يحصى و لا يقارن مع الأرقام و الكميات التي تستوردها الجزائر من الحمير ، لدرجة أن دولة تشاد أصدرت قرارا بوقف تصدير الحمير للجزائر . 2 - كل الدول يتواجد بها الإسيويون ، و يعرفون أنهم لا يأكلون لحم الحمير . 3 - أغلب الدول العربية هي دول أسيوية و أغلب الدول الأسيوية شعوبها مسلمة ، و النظام الجزائري أراد أن يخفي جريمته ، فسقط في الإساءة للأسيويين . 4 - المائدة الجزائرية حتى في شهر رمضان تضم طبقا للحم الحمير ، و دون علم الجزائريين ، لكن بعلم رئيسهم الصوري عبد المجيد تبون و تدبير رئيسهم الفعلي شنقريحة . لهذا ، و بغض النظر عن كل الأسباب السياسية و الدبلوماسية و الأمنية ، فالقمة العربية لا يمكن أن تنعقد بالجزائر لسببين : أولهما - ضيوف القمة العربية من الملوك و الأمراء و الرؤساء ، لا يأكلون لحم الحمير و لا يطعمون شعوبهم لحم الحمير . ثانيهما - النظام الذي يُطعم شعبه لحم الحمير المذبوحة دون علمهم ، يمكن أن يطعم ضيوفه لحم الحمير الجيفة . هذا ردي على تصريح عبد المجيد تبون التلفزيوني الأخير و على بلاغ وزارة الطاقة الجزائرية الأخير و على تصريح الوزير الجزائري بلاني