في سياق الجدل الكبير الذي رافق عرض حلقات مسلسل "لمكتوب" التي حققت نسب مشاهدات عالية جدا وغير مسبوقة، وجه عدد من المتابعين انتقادات كبيرة لهذا العمل، بسبب ظهور شخصية "سليمة المعطاوي"، التي تجسدها الممثلة "سلوى زرهان"، في أكثر من مشهد وهي تدخن مستعملة "سيجارة إلكترونية"، وهو الأمر الذي اعتبره البعض تطبيعا مع هذا السلوك -التدخين- المضر بالصحة أولا، وثانيا لأنه غير مألوف عند النساء بالمغرب. وارتباطا بما جرى ذكره، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع السيناريست "فاتن اليوسفي" التي تولت كتابة مسلسل "لمكتوب"، نوهت من خلاله بذكاء كل من المخرج "علاء أكعبون" والممثلة "سلوى زرهان"، اللذين نجحا في تركيب شخصية "سليمة" بالكيفية التي تابعها الجمهور وتفاعل بقوة مع أسلوبها وتفاصيلها الخاصة. واعتبرت "اليوسفي" أن توظيف"السيجارة الإلكترونية" كأكسيسوار يلازم شخصية "سليمة"، لم يكن اعتباطيا، بل فرضته الظروف الصعبة التي عاشتها "سليمة" بعد وفاة والدتها، ودخول والدها في عزلة صعبة، قبل أن يقرر الزواج من زوجة شقيقه، وهو الأمر الذي تسبب في أزمة نفسية حادة، بسبب رفضها المطلق لفكرة تواجد سيدة أخرى مكان والدتها المتوفية. كما أكدت "اليوسفي" أن زواج "الحاج المعطاوي" من زوجته الجديدة، وعيشهما إلى جانب "سليمة" تحت سقف بيت واحد، وما يرافق هذا المستجد الصعب من تفاصيل دقيقة تعيشها بشكل يومي، بداية من الشعور بألم "اليتم"، وعزلة والدها الذي يعيش في عالمه الخاص، جعل منها "بركانا متنقلا"، وفق تعبيرها، قابل للانفجار في أي وقت، وهو ما فرض توظيف "السيجارة الإلكترونية"، من أجل إبراز حجم المعاناة النفسية التي تتكبدها شخصية "سليمة" داخل محيطها العائلي، خاصة في علاقتها بوالدها، وعدم قدرتها على مواجهته بسبب "الإرث". وشددت "اليوسفي" على أن الممثلة "سلوى زرهان" نجحت إلى حد كبير في تقمص شخصية "سليمة"، كما نجحت في تنزيل تفاصيلها الخاصة بشكل دقيق، بشهادة كل المتتبعين.