يرى محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاقتصادية، أن "الحرب الروسية-الأوكرانية يجب أن نحدد، أولا، تداعياتها ومآلاتها السياسية والجيوسياسية"، موضحا "أننا نتحدث اليوم عن لحظة مفصلية في تاريخ العلاقات الدولية". وتابع لعروسي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "غزو موسكو لكييف يحيلنا إلى بداية تعدد النظام القطبي، لاسيما وأن هناك أطرافًا كثيرة في النظام الدولي ستجني أرباحا من هذا الصراع، خاصة الصين"، مشيرا إلى أن "الموقف الأمريكي بعدم التدخل عسكريا وتفضيل فرض عقوبات اقتصادية على روسيا هو الآخر يصب في اتجاه الصين". أستاذ العلاقات الدولية نفسه أضاف أن "سياسة العقوبات الاقتصادية قد تبدو للبعض غير كافية وغير مجدية لإنقاص النفوذ الروسي، في حين أنها ستكون آلية جيدة لعزل روسيا عن العالم"، مبرزا أن "حربا عالمية ثالثة لا يمكن الحديث عنها بشكل واضح، على اعتبار أن الحربين السابقتين كانت لها مسبباتها وسياقاتها". واستطرد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ذاته بالقول إن "ما سيحصل له تداعيات خطيرة على دول العالم، نظرا إلى أنه سيرفع من منسوب الأزمات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في مختلف بلدان العالم"، مردفا أن "المغرب، على غرار باقي بلدان العالم، سيتضرر من هذه الحرب بشكل كبير في مختلف الجوانب". كما أضاف لعروسي أن "روسيا تروم، من خلال هذه الخطوة، الحفاظ على نفوذها في منطقة أوروبا الشرقية"، مشددا على أن "الموقف الأوروبي من هذا الصراع بطيء؛ إذ لم يتحرك عسكريا، وهو ما توقعته روسيا قبل غزوها لأوكرانيا؛ إذ كانت تعلم أن أوروبا ستلجأ إلى المفاوضات، وبالتالي لن تتكرر الحرب العالمية، على اعتبار أنه لن يتجرأ أحد على خوض حرب شاملة مع روسيا"، خالصا إلى أن "هذه الحرب الروسية-الأوكرانية تخاض، إلى حدود اليوم، بأسلحة كلاسيكية وليس بأسلحة الدمار الشامل".
تجدر الإشارة إلى روسيا قررت، منذ الساعات الأولى من صبيحة يوم الخميس الماضي، غزو أوكرانيا، مخلفة وراءها خسائر مادية وبشرية إلى حدود الساعة، ناهيك عن حالة من الذعر التي تملكت نفوس مواطني الدولتين ورعايا باقي بلدان العالم، نظرا إلى تخوفهم من نشوب حرب عالمية ثالثة تنتهي بالدمار الشامل والقضاء على البشرية، في حالة استعلمت فيها أسلحة نووية تحوّل الأرض إلى بِرك من الدماء وأشلاء بشرية.