أثار اعتراف روسيا رسميا، مساء الإثنين، باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، اللتين تخضعان لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، ردود فعل دولية واسعة. واعتبرت دول غربية أن اعتراف موسكو باستقلال دونيتسك ولوغانسك "بداية فعلية للحرب الروسية ضد أوكرانيا"، وبدأت بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو. السفير الأوكراني لدى أنقرة فاسيل بودنار، قال في مؤتمر صحفي الأربعاء، إن قبول عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيكون أفضل رد على الموقف العدواني لروسيا حيال بلاده. واعتبر بودنار اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا وإرسالها قوات إليهما "انتهاك صارخ لكل من السيادة الأوكرانية والقانون الدولي". وأعربت الخارجية الأوكرانية في بيان، الثلاثاء، عن تنديدها بالاعتراف الروسي الرسمي ب"الجمهوريتين" الانفصاليتين شرق أوكرانيا. وأشارت إلى أن روسيا وبخطوتها هذه عارضت علناً "اتفاقيات الأممالمتحدة التي تشكّل المبادئ الأساسية للقانون الدولي". من جانبه صرح وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان، الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يعد يقبل بالاستقلال الذي تحظى به أوكرانيا بموجب القانون الدولي. وقال الوزير الفرنسي، للصحفيين بعدما أجرى محادثات مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في برلين: "أعلن الرئيس بوتين في خطابه (الإثنين) بشكل ما إلغاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة". وأضاف لودريان: "نحن في مرحلة مراجعة لاستعادة مساحات قديمة عبر إعادة اختراع التاريخ". بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن موقف تركيا من إعلان روسيا استقلال لوهانسك ودونيتسك، هو نفسه الموقف الذي كان في شبه جزيرة القرم. وأضاف: "أظهرنا موقفنا من وحدة الأراضي الأوكرانية، وأعلنا رفض الخطوة التي اتخذتها روسيا"، ولفت إلى أن أنقرة أعربت عن موقفها عبر بيان وزارة خارجيتها، مؤكدا أن اعتراف بوتين بالجمهوريتين المزعومتين "غير مقبول". الأممالمتحدة
واعتبر أمين عام الأمماالمتحدة أنطونيو غوتيريش، اعتراف روسيا باستقلال مقاطعتين أوكرانيتين "ضربةً قاضيةً لاتفاق مينسك"، وفق تصريحاته للصحفيين بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، الثلاثاء. وأضاف: "اسمحوا لي أن أكون واضحا: إن قرار الاتحاد الروسي الاعتراف بما يسمى (استقلال) مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك يشكل انتهاكًا لوحدة وسلامة وسيادة أوكرانيا". كما حذرت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باتشيليت، من أن أي عمل عسكري محتمل قد يؤدي إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بعد قرار روسيا الاعتراف رسميًا بما يسمى إدارات الانفصاليين الموالين لروسيا. وقالت باتشيليت في بيان الثلاثاء: "أشعر بالقلق عقب قرار الرئيس الروسي بشأن أوكرانيا الليلة الماضية، فإن أي عمل عسكري يشكل خطرا كبيرا على صعيد القانون الإنساني الدولي، وكذلك بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان". الاتحاد الأوروبي وأدان الاتحاد الأوروبي بشدة قرار موسكو الاعتراف بما يسمى إدارة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وأكد استعداده لفرض عقوبات سياسية واقتصادية واسعة عليها. وذكر بيان صادر عن مكتب الممثل الأعلى للاتحاد للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الثلاثاء، أن التكتل يدين بشدة قرار الرئيس بوتين، الاعتراف بما يسمى "الجمهوريات الانفصالية" ثم إرسال قوات روسية لهذه المناطق. وأشار البيان إلى أن روسيا انتهكت "اتفاقية مينسك"، وخرقت أيضًا التزامها بالعمل في إطار نموذج نورماندي ومجموعة الاتصال الثلاثية. الولاياتالمتحدة وبريطانيا أدانت الولاياتالمتحدة، اعتراف روسيا باستقلال منطقتين شرقي أوكرانيا، وذلك على لسان رئيسها جو بايدن، ووزير خارجيتها أنتوني بلينكن. وقال البيت الأبيض، الثلاثاء، في بيان حول اتصال هاتفي بين بايدن ونظيره الأوكراني فولودمير زيلينسكي، إن الجانبين تناولا القرار الروسي الأخير والخطوات الممكن اتخاذها عقب القرار. في السياق ذاته، أكد بلينكن في بيان أيضا، إدانته الشديدة لقرار الرئيس بوتين، واصفا إياه بأنه "يتعارض تماما مع مسؤوليات روسيا في اتفاقيات مينسك". كما عد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، قرار روسيا انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، وبمثابة رفض لقرارات اتفاقيات مينسك. حلف الناتو وأدان حلف شمال الأطلسي "الناتو" اعتراف روسيا باستقلال إقليمي لوغانسك ودونيتسك. وحذر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، من أن الاعتراف يقوض سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ويستنفد الجهود لإيجاد حل للنزاع، وينتهك اتفاقية مينسك التي روسيا طرف فيها. دول الاتحاد الأوروبي أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، اعتراف موسكو بالانفصاليين الأوكرانيين، مطالباً ب "عقوبات أوروبية محددة الأهداف"، بحسب ما أعلنه قصر الإليزيه. وذكر بيان الإليزيه أن "ماكرون طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة الأوكرانية"، وفق موقع "يورو نيوز" الأوروبي. وفي السياق نفسه، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن "روسيا نكثت بوعودها للمجتمع الدولي باعترافها باستقلال المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو في شرق أوكرانيا". وأضافت بيربوك في بيان: "نحذر من أي تصعيد عسكري جديد من جانب روسيا"، وأشارت إلى أن قرار الاعتراف يعتبر "انتهاكا صارخا للقانون الدولي". بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، عن إدانته للقرار الروسي لكونه يتعارض مع اتفاقيات مينسك، واصفا إياه بأنه عائق خطير لمساعي حل الأزمة بالوسائل الدبلوماسية. وأكد على أن الخطوات أحادية الجانب تعيق من ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيا كافة الأطراف للمفاوضات. من جهته، عبر وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا، عن إدانته اعتراف روسيا باستقلال الانفصاليين، وأردف في تغريدة أن الاعتراف بالمناطق الانفصالية انتهاك للقانون الدولي ولوحدة أراضي أوكرانيا ول"اتفاقيات مينسك". وأضاف هويكسترا أن بلاده تتابع مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، الأوضاع عن كثب، وأنها ستتحرك معهم بشكل وثيق. كما أوضح رئيس وزراء النمسا كارل نيهامر، في تغريدة، أن قرار بوتين يعد انتهاكا صريحا لاتفاقيات مينسك، وضربة للمساعي الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة بالطرق السلمية. بدوره، أكد رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيغر، على تضامن بلاده مع أوكرانيا، مشددا على إدانته للقرار الروسي. وأعرب عن رفضه القاطع لاعتراف روسيا باستقلال الانفصاليين شرقي أوكرانيا، في الوقت الذي تستمر فيه مساعي حل الأزمة بشكل سلمي. من جانبه، أشار رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، إلى أن قرار روسيا يشكل انتهاكا للقانون الدولي، ويعد عدوانا تجاه دولة ذات سيادة مثل أوكرانيا. وفي السياق ذاته، أوضح وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني، أن بلاده تدعم أي خطوة سيتخذها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، بما في ذلك فرض العقوبات. ولفت إلى أن قرار روسيا يعد انتهاكا للقانون الدولي واتفاقيات مينسك، ووحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها. من جهته، انتقد الرئيس الجورجي سالومي زورابيشفيلي، قرار روسيا في الاعتراف باستقلال الانفصاليين شرقي أوكرانيا. وأدانت رئيسة مولدوفا مايا ساندو، الثلاثاء، بشدة اعتراف روسيا رسميا باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، وقالت على تويتر، إن هذا القرار مخالف للقانون الدولي. وأضافت: "ندين بشدة اعتراف روسيا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين"، وأكدت أن مولدوفا تظل ملتزمة بشدة بدعم سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا. دول البلقان كما أعربت دول البلقان عن استيائها من القرار الروسي، ووصف رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش، في تغريدة، خطوة موسكو بأنها مخالفة للقانون الدولي وانتهاك لوحدة الأراضي الأوكرانية. وأكد أن كرواتيا متضامنة مع الاتحاد الأوروبي والشعب الأوكراني. فيما قالت وزارة الخارجية الكرواتية إنها تدعم وبقوة وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، واعتبرت القرار الروسي "انتهاك صارخ لوحدة الأراضي الأوكرانية والقانون الدولي واتفاقية مينسك". وكذلك قال رئيس جمهورية الجبل الأسود ميلو دوكانوفيتش، إن بلاده تدعم أوكرانيا، وإن موسكو انتهكت القانون الدولي باعترافها باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك. من جانبه وصف رئيس وزراء سلوفينيا يانيز جانسا، اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين انتهاك واضح للقانون الدولي واتفاقية مينسك. بدوره حذّر الرئيس الصربي ألكسندر فوجيج، من احتمال تفاقم الأوضاع في غربي منطقة البلقان بعد القرار الروسي. واليونان كذلك أكدت في بيان خارجيتها، رفضها التام للقرار الروسي، واصفة ذلك بالانتهاك للقانون الدولي. إدانات أخرى أعلن وزير خارجية كازاخستان مختار تيليوبردي، أن بلاده لن تعترف باستقلالية "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" في شرق أوكرانيا. وأوضح، في تصريح للصحفيين الثلاثاء، أن بلاده ستقيّم قرار روسيا في اجتماع مجلس الأمن الذي سيعقد خلال الساعات المقبلة. وأدان وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي، خلال مؤتمر صحفي، قرار روسيا، مؤكدا أنه ينتهك القانون الدولي وسيادة أوكرانيا. وأفاد أن بلاده ستتحرك مع المجتمع الدولي بما فيها بلدان "مجموعة السبع" لتوجيه رد قاس من ضمنها العقوبات ضد روسيا. بدوره قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، في مؤتمر صحفي، إن على روسيا التراجع عن خطوتها والانسحاب خلف حدودها دون قيد أو شرط والتوقف عن تهديد دول الجوار. ووصف موريسون القرار بأنه "لا يمكن القبول به وغير مبرر وجائر".