الفحص الذاتي للثدي هو أداة مريحة بدون تكلفة، يمكنكِ استخدامها بشكل منتظم وفي أي عمر، لاكتشاف التغييرات في ثدييك، والتي قد تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي مبكرًا، مما يساعد في علاجه مبكرا، وبالتالي تكون فرص التعافي والبقاء أكبر. لكن، على مر السنين، كان هناك بعض الجدل حول مدى أهمية الفحص الذاتي للثدي في اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا، وزيادة احتمالية البقاء على قيد الحياة. على سبيل المثال، أفادت دراسة أجريت عام 2008 على ما يقرب من 400000 امرأة في روسيا والصين أن الفحص الذاتي للثدي ليس له تأثير ملموس على معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الثدي وقد يتسبب في ضرر نفسي وجسدي من خلال الخزعات غير الضرورية (إزالة وفحص الأنسجة المشبوهة). وبسبب حالة عدم اليقين المستمرة التي أثارتها هذه الدراسات وغيرها، لم تعد جمعية السرطان الأميركية توصي بالفحص الذاتي للثدي كأداة فحص للنساء المعرضات لخطر متوسط للإصابة بسرطان الثدي. لكن لا يزال يعتقد أنه أداة فحص مفيدة ومهمة، خاصة عند استخدامه مع الفحوصات الجسدية المنتظمة من قبل الطبيب، والتصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام)، وفي بعض الحالات الموجات فوق الصوتية و/ أو التصوير بالرنين المغناطيسي. وتعمل كل أداة من أدوات الفحص هذه بطريقة مختلفة، ولها نقاط قوة ونقاط ضعف. لماذا ينصح بالفحص الذاتي للثدي؟ يساعدكِ الفحص الذاتي للثدي، الذي تجرينه للاطمئنان، على أن تعرفي المظهر والملمس الطبيعيين لثدييكِ. فإذا لاحظتِ تغيّرًا في ثدييكِ وكانا يبدوان غير طبيعيين أو إذا لاحظتِ اختلافًا في أحد الثديين عن الآخر عند مقارنتهما، يمكنكِ إبلاغ طبيبكِ بذلك. وهناك عدة حالات مرضية قد تتسبب في حدوث تغيّرات في ثدييكِ، بما في ذلك سرطان الثدي. وعلى الرغم من أن أسلوب الفحص الذاتي للثدي ليس دائمًا طريقة معتمدة لاكتشاف الإصابة بسرطان الثدي، أبلغ عدد كبير من النساء أن أول علامة ظهرت لديهن على سرطان الثدي كانت تورمًا جديدًا بالثدي اكتشفنه بأنفسهن. لهذا السبب، يوصي الأطباء بأن تكون المرأة على دراية بالسمات الطبيعية للثديين. هل توجد خطورة للفحص الذاتي للثدي؟ القلق الناجم عن اكتشاف وجود نتوء في الثدي، لأن معظم التغيرات أو التكتلات التي تكتشفها النساء في أثدائهن لا تكون سرطانية، ولكن اكتشاف شيء مشتبه به في الثدي قد يمثل مصدر قلق إزاء ما يمكن أن يعنيه هذا الشيء. قد يكون من الضروري إجراء اختبارات وإجراءات إضافية لفحص التكتلات أو التغيرات، مثل الماموجرام، أو إجراء الموجات فوق الصوتية على الثدي أو الخزعة. فإذا ما انتهت النتائج إلى أن التكتل غير سرطاني، فقد تشعرين أنك خضعت لإجراء باضع من دون داعٍ. المبالغة في تقدير فوائد الفحوصات الذاتية، لأن الفحص الذاتي للثدي لا يُغني عن فحص الثدي الذي يقوم به الطبيب نفسه أو الماموجرام، وليس بديلا عنهما. خطوات الفحص الذاتي للثدي قبل بدء الفحوص الذاتية للثدي من أجل التوعية بسرطان الثدي، قد تجدين أنه من المفيد مناقشة التعليمات والأسلوب مع طبيبك. وإذا كنتِ تحيضين، فاختاري وقتًا في دورتك يكون فيه ثدياك أقل إيلامًا، حيث تتفاوت مستويات هرموناتك شهريًا في أثناء دورة الطمث؛ ما يتسبب في تغيرات في أنسجة الثدي. ويُعد الوقت الأمثل لإجراء الفحص عادةً بعد مرور عدة أيام من انتهاء حيضك. اجلسي أو قفي بدون ملابس أو حمالة صدر أمام المرآة مع وضع ذراعيكٍ إلى جانبيكِ. وابحثي عن أي أثر تنقير أو تجعيد أو تغيرات في حجم الثدي أو شكله أو تناسقه. تحققي مما إذا كانت حلمتا الثدي تتجهان للداخل وليس للخارج. افحصي ثدييكِ أثناء وضع اليدين بإحكام على الوركين. افحصي ثدييكِ برفع ذراعيكِ فوق مستوى الرأس مع الضغط براحتي اليدين معًا. ارفعي ثدييكِ لتتعرفي على ما إذا كانت الحواف بطول الجزء الأسفل متماثلة أم لا. نصائح طبية افركي أصابعك وثدييك بالصابون ليتسنى لك تمرير أصابعك فوق الجلد بسلاسة أكبر. استخدمي باطن أصابعك الوسطى الثلاثة، وليس الأطراف، خلال عملية الفحص. إذا كان من الصعب عليك الجسّ باستخدام باطن أصابعك، فاستخدمي جزءًا آخر من يديك أكثر حساسية، مثل راحة الأصابع أو ظهورها. استخدمي مستويات ضغط مختلفة، لتحسّس أعماق مختلفة من الثدي. استخدمي الضغط الخفيف لتحسّس الأنسجة الأقرب من الجلد، والضغط المتوسط لتحسّس الأنسجة الأعمق قليلاً، والضغط القوي لتحسّس الأنسجة الأقرب إلى الصدر والأضلاع. وتأكدي من استخدام كل مستوى من مستويات الضغط في كل منطقة قبل الانتقال إلى المنطقة التالية. إذا ساوركِ الشك بشأن مستوى الضغط المطلوب، فتحدثي إلى الطبيبة أو الممرضة. لا تستعجلي. ففحص الثديين بعناية قد يستغرق عدة دقائق. استخدمي أسلوبًا منهجيًا لضمان فحص الثدي بأكمله. على سبيل المثال، تخيلي وكأن هناك ساعة عقارب فوق صدرك أو أنه شرائح فطيرة. ابدئي بالقرب من عظم الترقوة وافحصي هذا الجزء، مع تحريك الأصابع في اتجاه الحلمة. ثم حرّكي أصابعك إلى الجزء التالي. أخيرا.. حددي موعدًا لزيارة الطبيبة إذا لاحظتِ: تكتلًا أو عقدة صلبة بالقرب من منطقة ما تحت الإبطين. تغيرات في مظهر الثدي أو الحالة التي يبدو عليها، بما في ذلك سماكة الثدي أو امتلاء بارز يختلف عن النسيج المحيط. نقرات في جلد الثدي أو تجعده أو تعرجه أو انتفاخه أو ظهور نتوءات به. تغيُّرا حديث الظهور في الحلمة حتى تصبح مندفعة إلى الداخل (مقلوبة) بدلًا من بروزها نحو الخارج. احمرارا أو سخونة أو تورُّما أو ألما. حكة أو تقشرا أو تقرحا أو طفحا. تصريفا دمويا من حلمة الثدي. وقد يوصيكِ الطبيب بإجراء اختبارات وإجراءات إضافية لفحص تغيرات الثدي، مثل فحص الثدي السريري، وتصوير الثدي الشعاعي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.