في غياب عدد من نجومه البارزين أصحاب المهارات العالية ، يسعى المنتخب المغربي لكرة القدم إلى تقديم بداية جيدة لمسيرته في بطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين عندما يلتقي نظيره الأنجولي السبت في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة. ويلتقي الفريقان اليوم على استاد "سوكر سيتي" في جوهانسبرج وذلك في المباراة الثانية بالبطولة التي تستضيفها جنوب أفريقيا من 19 يناير وحتى العاشر من فبراير المقبل حيث تسبقها المباراة الافتتاحية للبطولة على نفس الاستاد بين منتخبي جنوب أفريقيا والرأس الأخضر (كيب فيردي) . وربما يحظى المنتخب المغربي (أسود الأطلس) بترشيحات كبيرة للعبور من هذه المجموعة إلى دور الثمانية ، ولكن الفريق يدرك جيدا أن الترشيحات القوية لم تمنع خروجه المبكر من البطولة الماضية حيث خرج من دور المجموعات لصالح منتخبي الجابون وتونس. ولذلك ، يرفع أسود الأطلس شعار "الحذر" في مواجهة فهود أنجولا خاصة وأن استعدادات كل منهما للبطولة كانت على ظرفي نقيض وكانت اليد العليا لصالح الفهود الأنجولية التي حققت انتصارات جيدة في مبارياتها الودية أمام منتخبات بوتسوانا ورواندا وزامبيا حامل اللقب الأفريقي والمنتخب الكاميروني الأولمبي. بينما لم تكن استعدادات أسود الأطلس على المستوى المطلوب بل إن الفريق سيفتقد بعض عناصر الخبرة والقوة التي كان يعتمد عليها مثل المهاجم مروان الشماخ والنجم المتألق عادل تاعرابت وزميله حسين خرجة حيث استبعدهم المدرب رشيد طاوسي المدير الفني للفريق. ورغم الانتقادات التي وجهتها وسائل الإعلام إلى طاوسي في الآونة الأخيرة بسبب إصراره على استبعاد اللاعبين الثلاثة ، أكد طاوسي مرارا أن الأهم لديه هو الأداء الجماعي وأنه لن يعتمد على شهرة النجوم وإنما على أداء الفريق. كما سيفتقد الفريق جهود اللاعب مهدي ناملي بسبب الإصابة التي تعرض لها بكسر في الساق خلال مباراة الفريق الودية أمام أحد الأندية بجنوب أفريقيا. وأصبح اللاعب يونس بلهندة نجم خط وسط مونبلييه الفرنسي هو فرس الرهان الأساسي في فريق الطاوسي حيث يحمل على كاهله مهمة قيادة أسود الأطلس إلى دور الثمانية الأفريقي. ويأمل المنتخب المغربي في استمرار نغمة التفوق التي يعزفها الفريق في مبارياته أمام فهود أنجولا حيث حقق الفريق الفوز في أربع من آخر خمس مباريات جمعت الفريقين بينما انتهى اللقاء الآخر بالتعادل 2/2 علما بأن آخر هذه المواجهات كانت في عام 2009 وانتهت بفوز المغرب 2/صفر. كما يضاعف من آمال الأسود أن الخبرة والتاريخ يرجحان كفتهم حيث سبق للفريق الفوز باللقب الأفريقي عام 1976 وأحرز المركز الثاني في بطولة 2004 بعد الهزيمة في النهائي أمام تونس بينما أخفق المنتخب الأنجولي في عبور الدور الأول خلال مشاركاته السابقة بالبطولة باستثناء بلوغه دور الثمانية في البطولة التي استضافتها بلاده عام 2010 . ويأمل طاوسي تكرار إنجاز مواطنه بادو الزاكي الذي قاد الفريق للمباراة النهائية في بطولة 2004 وكان مرشحا بقوة للقب لولا اسطدامه في النهائي بشقيقه التونسي صاحب الأرض. ويرى طاوسي أن النجم الأول حاليا هو الفريق ككل وليس لاعبا بعينه مشيرا إلى أن المهارات الفنية للاعبي المغرب لم تمنع سقوطهم في أكثر من بطولة سابقة. وفي المقابل ، يعتمد المنتخب الأنجولي بقيادة مديره الفني الأوروجوياني جوستافو فيرين على المهارات الفردية للاعبين بشكل كبير خاصة فيما يتعلق بالمهاجم المخضرم مانوتشو ولاعب الوسط دجالما كامبوس. وربما يكون هدوء أعصاب المنتخب الأنجولي هو السلاح الأقوى الذي يعتمد عليه الفهود في هذه المواجهة الصعبة أمام أسود الأطلس المثقلين بالضغوط.