يسعى منتخب المغرب للتخلص من عقدة "الدور الأول" التي لازمته في اخر ثلاث مشاركات عندما ينافس للمرة الخامسة عشرة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي ستنطلق في جنوب أفريقيا السبت. وانتزع منتخب المغرب بطاقة التأهل للنهائيات بصعوبة بعد أن كان المدرب السابق البلجيكي إيريك غيريتس قد تلقى مع الفريق الهزيمة ذهابا 2-صفر أمام موزامبيق في الدور الثالث والأخير من التصفيات ليتم اللجوء للمدرب المحلي رشيد الطاوسي الذي أحرز ثلاثة ألقاب مع المغرب الفاسي في ثلاثة أشهر ونجح في مواجهة التحدي وقاد المنتخب للفوز إيابا برباعية والتأهل للبطولة الأفريقية. وعجز المغرب منذ بلوغه نهائي بطولة 2004 في تونس عندما كان يشرف عليه بادو الزاكي في أن يتجاوز الدور الأول في مشاركاته الثلاث اللاحقة علما بأنه لم يبلغ نهائيات عام 2010 ولم يتمكن من بلوغ الدور الثاني في دورات مصر 2006 وغانا 2008 والغابون وغينيا الاستوائية 2012. وتمكن المغرب من تجاوز الدور الأول ست مرات فقط ضمن مشاركاته 14 السابقة عندما فاز بلقبه الوحيد عام 1976 باثيوبيا وحل ثانيا في تونس 2004 وثالثا في نيجيريا 1980 ورابعا في مصر 1986 والمغرب 1988 ووصل لدور الثمانية في بوركينا فاسو 1998. ويصر رشيد الطاوسي على النظر إلى هذه الاحصائيات في حديثه عن أهدافه وقال لرويترز "لنتحلى بالموضوعية ونستحضر اخر مشاركاتنا والتي لم نتمكن خلالها من تجاوز الدور الأول وبالتالي فإن الهدف الأول بالنسبة لنا يبقى هو بلوغ الدور الثاني." واتخذ المدرب قرارات جريئة باستبعاد القائد الحسين خرجه الذي شارك في اربع نهائيات منذ 2004 والنجم عادل تاعرابت وزميلهما مروان الشماخ والظهير الأيمن ميكائيل بصير مقابل دعوة 13 لاعبا يشاركون لأول مرة في نهائيات أمم أفريقيا بينهم سبعة من المحليين باستثناء حارس المرمى المخضرم نادر المياغري. وسينافس المغرب في المجموعة الاولى مع جنوب أفريقيا وانغولا والرأس الاخضر ووصل إلى جوهانسبرغ التي ستستضيف مباراته الاولى أمام انغولا السبت. واستعد أسود الأطلس للبطولة بإقامة معسكر لعب خلاله الفريق ثلاث مباريات ودية اذ تعادل مع زامبيا بطلة القارة بدون أهداف وفاز على ناميبيا 2-1 قبل أن يتعادل مع فريق محلي من جنوب أفريقيا بدون أهداف في لقاء شهد إصابة لاعب الوسط المهدي النملي في الرباط الصليبي للركبة ليغيب عن النهائيات وينضم عبد الإله الحافظي إلى التشكيلة بدلا منه. ويعتقد الطاوسي أن فريقه استعد جيدا للبطولة وقال "كان علينا أن نتجاوز بنجاح مرحلة الاستئناس بعامل الأرتفاع حيث تصعب عملية تقوية المخزون البدني مما كان له الأثر على الأداء في المباريات الأعدادية." واضاف "لكن ولله الحمد حصل هناك تحسن إيجابي لأداء جميع اللاعبين ويمكن القول اننا جاهزون بنسبة 100 بالمئة للمواجهة الأولى وبقية المباريات التي تفرض جاهزية بدنية وذهنية وحسن تحضير." ويعتمد المنتخب المغربي على مهارات لاعبي خطه الأمامي يونس بلهندة لاعب مونبلييه الفرنسي ومنير الحمداوي لاعب فيورنتينا الإيطالي وأسامة السعيدي مهاجم ليفربول الإنكليزي ويوسف العربي لاعب غرناطة الإسباني ونور الدين مرابط لاعب غلطة سراي التركي إلى جانب صلابة قلب الدفاع وخبرة حارس المرمى المياغري الذي يحمل شارة قائد الفريق وهو الوحيد المستمر من منتخب 2004. ويمتلك منتخب المغرب افضلية معنوية على انغولا التي وإن لم يواجهها رسميا من قبل إلا أنه تمكن في المباريات الخمس الودية التي جمعت بين الطرفين من تحقيق الفوز أربع مرات مقابل تعادل وحيد بينما لم يسبق لأسود الأطلس أن فازوا على جنوب إفريقيا ولم يلعب من قبل أمام الرأس الأخضر. وقال الطاوسي عن مباراة انغولا "لا تخفى على أحد أهمية المباراة الأولى في أي بطولة ونحن نعرف ما حدث في اخر دورة وبالتالي فإن تركيزنا منصب على تجاوز منتخب انغولا الذي يبقى منتخبا محترما درسناه جيدا." وتابع "لاعبونا يدركون حجم المسؤولية الملقاة عليهم وهم على أهبة الاستعداد لإسعاد الجمهور المغربي المتطلع لنتائج أفضل." وتيمنا بمنتخب عام 1976 الذي أحرز اللقب القاري الوحيد للمغرب اعتمدت شركة الملابس الرياضية المتعاقدة مع اتحاد الكرة المغربي الزي الرسمي بتصميم مشابه لما ارتداه زملاء أحمد فرس صاحب الكرة الذهبية الأفريقية لنفس العام. وبعد ان يواجه انغولا في الجولة الاولى سيلتقي المغرب مع الرأس الاخضر في 23 يناير/كانون الثاني ثم يلعب مع جنوب أفريقيا في 27 يناير.