ما يزال قرار "الجارة الشرقية" عدم تجديد أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي يُفرز مزيدا من النقاشات على وسائل الإعلام انخرط فيها محللون سياسيون وأكاديميون مغاربة، من أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي جاء "تتويجا" لقطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب وغيرها من القرارات، التي تنمّ عن عداء مبطن وظاهر في الوقت نفسه من طرف الجزائر تجاه جاره الغربي المغرب. وعلى هذا الأساس، أفاد عبد الحق الصنايبي، متخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن "النظام العسكري لو كان بمقدوره قطع الهواء على المملكة المغربية لما تردد في ذلك دون أن يرف له جفن"، مشيرا إلى أن "النظام بالجزائر يحاول خلق أزمة داخل المغرب، من خلال محاولة إحداث خلخلة في التوازنات الاقتصادية المغربية". وزاد الصنايبي، أثناء حلوله ضيفا على برنامج "اسأل أكثر" الذي تبثه قناة "روسيا اليوم"، أن "المغرب لن يتأثر بهذا القرار الجزائري الأخير، على اعتبار أن للمغرب بدائل أخرى تتجلى في حلفائه الاستراتيجيين الذين يتعامل معهم"، مستدركا بالقول إن "علاقة الجزائر بإسرائيل ضاربة في التاريخ مستحضرا جملة من الأدلة تؤكد ذلك". المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أضاف، كذلك، أن "المغرب يتعامل بنفس استراتيجي ويتوقع أي شيء من الجارة الشرقية، لاسيما لما نكون أمام نظام قلق غير معروفة ردة فعله"، لافتا بخصوص موضوع الغاز إلى أن "شركة قالت إن المغرب يعوم على بحر من الغاز"، خالصا إلى "وجود 13 شركة و74 عملية حفر، ناهيك عن توقيع اتفاقية مع مجموعة من الموردين التي ستغطي حاجيات المغرب من الغاز لأزيد من 20 سنة. تجدر الإشارة إلى أن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أفادا بأن القرار الذي أعلنته السلطات الجزائرية أمس الأحد، القاضي بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي، لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني.
وأوضح المكتبان، في بلاغ مشترك لهما توصل موقع أخبارنا بنسخة منه، أنه نظرا لطبيعة جوار المغرب، وتحسبا لهذا القرار، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء، مضيفا أنه يتم حاليا دراسة خيارات أخرى لبدائل مستدامة على المديين المتوسط والطويل.