لم يكن أحد يتوقع من المتدربين، أو العاملين داخل مركز التأهيل المهني بحي الرحمة بسلا، أن توجيه ضربة بمحفظة إلى متدرب بشعبة البناء والكهرباء يبلغ من العمر 17 سنة، على مستوى الرأس من قبل زميله ستؤدي به إلى دار البقاء. الضحية تأخر عن موعد عودته إلى البيت، بعد خروجه من مركز التأهيل، جاءت والدته لتسأل عن سبب تأخره، قبل أن يخبرها أحد العاملين بالمؤسسة أن ابنها نقل إلى مستشفى مولاي عبد الله، على اثر إصابته بجروح بسيطة على مستوى رأسه، وسيعود على التو نظرا لأن الإصابة لا تدعو إلى قلق. الأم لم يهدأ لها بال وانتقلت على وجه السرعة إلى المستشفى المعني، وأثناء استفسارها عن حالته تلقت نبئا غير سارا، كون أن ابنها ساءت حالته الصحية ونقل على وجه السرعة إلى مستشفى الاختصاصات بالرباط، حيث أجريت له عملية جراحية نتيجة إصابته بنزيف في الرأس جراء الضربة التي تلقاها بمحفظة تبين بعد أنها تحتوي على آلات حادة للبناء والكهرباء تستخدم في مجال التكوين والتأطير، غير أنه فارق بعد ذلك الحياة عقب العملية الجراحية. مركز التأهيل المهني ترك خبر الحادث حبيس إدارته، ولم يعلم به مصالح الأمن، لتدخل الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي لسلا على الخط بناء على شكاية والد الضحية، وفتحت تحقيقا في الموضوع انطلاقا من الاستماع إلى مدير المركز وباقي العاملين به، أسفر عن كشف ملابسات وأسباب الواقعة، وتحديد هوية الجاني الذي كان في حالة فرار. تحريات المصالح الأمنية أفضت إلى إيقاف الجاني بعين عودة ضواحي مدينة تمارة يوم الجمعة 4 يناير الجاري، بحسب المصدر ذاته، وقد اعترف أنه نشب خلاف بينه وبين الضحية خلال فترة الخروج من قاعة التكوين حيث كان الازدحام، ولم يتمكن من ضبط أعصابه وتطورت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، رغم أنه لم تكن له نية القتل أثناء توجيه ضربة لرأس الهالك بمحفظته.