يبدو أن الحقد والكراهية اللذين يكنّهما عسكر النظام الجزائري للمملكة المغربية، رغم الروابط التاريخية واللغوية والدينية والثقافية والجغرافية التي تربط البلدين، لن يُثنيا الجارة الشرقية عن مهاجمة المغرب كلما سمحت لها الفرصة بذلك، رغم كل المبادرات الملكية الرامية إلى تجاوز الخلافات وفتح الحدود بين الشعبين الشقيقين، كما جاء في خطاب ذكرى عيد العرش الأخير. ففي الوقت الذي كان يلزم أن يستنفر فيه عسكر النظام الجزائري جميع إمكانياته ويسخر كل وسائله للحد من الحرائق التي خلفت ضحايا من المدنيين والعسكريين، وأفضت إلى إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن حداد وطني لمدة 3 أيام؛ تعبأ السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، مساء الخميس، أثناء استقباله واين القاسم، الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بمالي، من أجل قصف المغرب مجانا ودون مناسبة. ومما جاء في كلمة شنقريحة أنه "لا يمكننا الحديث عن الوضع الجهوي دون التطرق إلى عودة النزاع المسلح بالصحراء، وهذا بعد خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991، إثر اعتداء القوات المسلحة الملكية المغربية على متظاهرين مدنيين صحراويين بتاريخ 13 نونبر 2020 على مستوى منطقة الكركرات المتاخمة للحدود بين موريتانيا والصحراء". وزاد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري أن "الانسداد المسجل في تسوية هذا النزاع المسلح، على أساس قرارات الأممالمتحدة، وتماطل أعضاء مجلس الأمن للأمم المتحدة في تعيين ممثل خاص لدى الأمين العام لهذه المنظمة؛ ساهما في استئناف مواجهات مسلحة بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والمغرب، وشجعا المحتل المغربي على الإصرار في أطروحاته التوسعية". شنقريحة استطرد بالقول: "كما تعلمون، فإن الصحراء التي تبقى آخر مستعمرة في إفريقيا، ويأمل شعبها في التعبير بحرية عن تقرير مصيره، قد أكدت مرارا أن تصرفات المحتل الهادفة إلى ضم الأراضي الصحراوية بالقوة، وتحييد مفهوم مراقبة مدى احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، تتناقض مع ميثاق الأممالمتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، الذي تعد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضوا مؤسسا فيه". تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس أعطى، مساء أول أمس الأربعاء، تعليماته لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد.
ووَفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإنه بتعليمات من الملك محمد السادس، تمت تعبئة طائرتين من طراز "كنادير" للمشاركة في هذه العملية بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية.