نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي جملة وتفصيلا ما ذهبت إليه التصريحات الصحفية للخبير المغربي المتخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية عبد الفتاح الفاتحي بأن العلاقات بين المغرب وموريتانيا حرجة ومتوترة. والحق أن دفوعات الخبير تتجاوز بساطة نفي السيد وزير الاتصال، الذي اكتفى بتبرير جودة العلاقات المغربية الموريتانية بتواجد الوزير الموريتاني المنتدب المكلف بالتعليم الأساسي حاليا بالمغرب، في إطار مشاركته في أشغال الدورة 13 للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية٬ وأيضا مشاركة موريتانيا في الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي عقد مؤخرا بمراكش، وبأن عدم استقبال الرئيس الموريتاني لوزير الدولة المغربي عبد الله باها، في كون مهمة الأخير بموريتانيا "كانت في إطار مهمة حزبية لتمثيل حزب العدالة والتنمية في المؤتمر الثاني للتجمع الوطني للإصلاح والتنمية". بينما أكد عبد الفتاح الفاتحي في تصريح صحفي لموقع "اخبارنا المغربية" بأن تبريرات الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية جد ضعيف أمام مؤشرات الأزمة حيث تسارع الجزائر إلى الإعلان عن قرب تدشين طريق بري مع موريتانيا، والإعلان مؤخرا عن وجود تفاهمات بين البوليساريو وموريتانيا بشأن نشر قوات درك مشتركة على ما يسمونه "الحدود الموريتانية الصحراوية". وفضلا على أن وزير الاتصال مصطفى الخلفي يبدو أنه تعوزها الأجوبة لكثير من النقط الخلافية مع دولة موريتانيا، منها تداعيات تعثر تسجيل 800 طالب موريتاني في الجامعات المغربية خلال الموسم الجامعي الماضي، وما أعقبه من طرد السلطات الموريتانية لمسؤول مكتب وكالة الأنباء المغربية الرسمية بنواكشوط، واستمرار رفض وزارة الإعلام الموريتانية لاعتماد أي مراسل مغربي لها في العاصمة الموريتانية، وكذا بعد منع السفير المغربي في باريس من عيادة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز واتهام بعض وسائل الإعلام الموريتانية المغرب بمحاولة اغتيال رئيسهم، فضلا عن عدم استقبال وزير الخارجية المغربي لنظيره الموريتاني خلال مشاركته الأخيرة في مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش. أضاف الدكتور عبد الفتاح الفاتحي أن واقع المصلحة العامة يقتضي بأن لا تكتفي الحكومة بنفى التصريح ونفي نفي التصريح، ولكن عليها تحريك آلتها الدبلوماسية لرأب صدع موجود بقوة الواقع مع الشقيقة موريتانيا، خاصة أن الدكتور عبد الفتاح الفاتحي سبق له أن نبه في تصريحات سابقة قبل سنة إلى ضرورة التعجيل باحتواء بوادر الأزمة قبل أن تتعقد أكثر.