اعتبر المؤرخ الفرنسي جورج بنسوسان أن اليهود المغاربة لم يكونوا موضوع حماية من طرف جلالة المغفور له محمد الخامس في ظل حكومة فيشي ما بين يونيو 1940 ونونبر 1942. وقال بنسوسان، في حديث صحفي لمجلة فرنسية، إن الصورة التي أخذت على الملك محمد الخامس كحام لليهود المغاربة في الفترة المذكورة مجانب للحقيقة، فقد كان السلطان آنذاك يطبق قوانين فيشي المتعلقة باليهود بالحرف وهي قوانين مجحفة في حق اليهود، وكان يتدخل، وبصفة محتشمة في الجانب الاقتصادي لحماية الجالية اليهودية بالمغرب، مشيرا إلى أن ترجمة هذه القوانين إلى ظهير شريف دليل على أن السلطان لم يكن يحمي اليهود المغاربة. وذكر المؤرخ الفرنسي أن السلطان محمد الخامس كان يريد أن يؤكد لسلطات فيشي أنه هو سيد البلاد وأن الأمر سواء تعلق بالحماية أو الاضطهاد، فإن القرار يرجع في الأخير إليه، وأن اليهود هم رعايا السلطان وليسوا رعايا فيشي، وعبرهم يمكن للسلطان أن يعلن عن استقلاله عن حكومة فيشي، وبالتالي فإنه لم يبد أي عزم في الدافاع عن اليهود، ولم يلتق بأي مسؤول من الجالية اليهودية، بغض النظر عن لقاء واحد وغير رسمي في ربيع 1942 من أجل أن يخبرهم بأنه يعارض قوانين فيشي المجحفة والتدابير المرتبطة بها، بالمقابل لم يتخذ رسميا أي تدبير يهم اليهود المغاربة. وقال جورج بنسوسان إن السلطان أنذاك لم يعارض تدبير ميناء النجمة الصفراء المتعلق بدخول الألمان إلى المغرب ومتابعة اليهود من أجل تصفيتهم لأن المغرب آنذاك كان يدخل ضمن المناطق الحرة، التي لم تكن أساسا معنية بهذا عكس تونس. وتحدث المؤرخ الفرنسي عن القوانين الفرنسية لفيشي والتي كانت عنصرية ومعادية للسامية، بحيث كانت تفرد لليهود حقوقا أقل من المسلمين، وأن موقف السلطان كان دائما محايداً ولم يكن واضحاً. وذكر أن تداعيات هذا الحيف الذي عاشه اليهود المغاربة بقي مستمرا باستثناء الجيلين الأخيرين، حيث كان اليهود المغاربة يعاملون معاملة غير لائقة من قبل اليهود الأشكناز. وأوضح أن اليهود المغاربة لايزالوا يعانون من جرح الابتعاد عن الوطن والاندماج في المجتمع الإسرائيلي.