ما نعيشه من ماسي وأحزان وجهل وفقر وأمراض جسمانية ،وعاهات عقلية، والخروج من عالم الإنسانية والآدمية إلى عالم الوحوش الضارية التي تتلدد بإفراغ مكبوتاتها وقاذوراتها في الطفولة البريئة ،من طرف ممن يدعون التقوى والورع، ويعمرون المساجد، ويؤمون المصلين، ويستفتون من طرف العامة فيفتون بما تعلموه من كتب التراث الذي بعضه يخالف القرءان وأخلاق النبي الذي قال في حقه سبحانه وتعالى (وانك لعلى خلق عظيم ). تقع هده الجرائم الشنعاء وغيرها من قتل وخطف واغتصاب وتجارة في الممنوعات والبشر ،واكل أموال الناس بالباطل في هدا الوقت العصيب الذي أصبح فيه هدا الكائن المسمى كوفيد 19 .الغير مرئي ،والغير معروف الأصل ،يفتك بآلاف البشر بسبب تهور واستهتار من اخدتهم العزة بالإثم ،ورفضوا ما تمليه الظرفية للوقاية من الموت المحقق بوسائل في المتناول ،الكمامة ومسافة الأمان ،وغسل اليدين .مما تسبب في الضرب عبر الحائط بما تبقى من مكتسبات حقوق الإنسان من طرف بعض من لازالوا يحنون إلى أيام الحديد والنار . وأمام هده الحالات الشاذة والخطيرة ،وعوض البحث عن الحلول الجذرية ،وقفنا موقف المتفرج، أو الشامت ،أو منا من اصدر أحكاما في حق من أجرموا تصل العقوبة المطالبة بإعدامهم ،وغض الطرف عن من جعل من المجرم الذي ولد على الفطرة مجرما . وتناسى أن هدا (البدو فيل ) الذي هو الآن رجلا كان طفلا ،والضحية الذي هو طفلا سيصبح رجلا . وفي كل قصاصات الأخبار بما فيها الرسمية لم يتطرق احد إلى حياة هدا الوحش الآدمي من قبل أن يكون فقيها، أين وكيف تربى، ووضعه الاجتماعي والاقتصادي ،والمعرفي والعلمي ،لان صفة فقيه وحفظه للقرءان لا تجعله تقيا ورعا ،وقد جاء في قوله تعالى( كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يومنون به حتى يروا العذاب الأليم) .والسؤال المطروح وسيبقى بدون جواب كيف اقتنع أولياء وآباء الأطفال بان يسلموا فلذات أكبادهم لشخص يعيش لوحده دون حسيب ولا رقيب في بناية سميت كتابا اومسجدا ،في مكان مقفر بعيدا عن عين الرقيب ،ويغفلون أن حالة هدا الشخص ومن على شاكلته ستجعل منه مخلوقا فاقدا للإنسانية والآدمية ،وفاقدا للثقة بالنفس ،مع ما يترتب على دلك من اضطرابات نفسية وعقلية ،تفقده الحس الوطني والشعور بالحقد على الدين أعطوه الفتات مقابل الوظيفة التربوية التي يقوم بها وهو لا يشعر بالأمان كغيره من الفقراء والمستضعفين ،حيث المستقبل المظلم والإمراض والعطالة والشيخوخة ،ومن كان هدا دأبه وديدانه فلا ننتظر منه إلا أكثر مما فعله. ولو اعدم وعاد إلى الحياة لأعاد الكرة واقترف نفس الجرم .فالمسالة خطيرة والمسؤولية مشتركة تتحمل الحكومة النصيب الأكبر بإهمال الطفولة وتعليمها في أوكار عوض المدارس والنوادي والحضانات ،وعمل عين ميكة عوض محاربة المهن الحاطة من كرامة الإنسان كالرقية الشرعية والكي بالنار والحجامة وبيع الدواء والإعشاب في الأسواق بمكبرات الصوت على عينك يابن عدي، وتركيب وترميم الأسنان من طرف ميكانيكيين متطفلين على المهنة، ولا يمكن التخلص من هده الموبقات إلا بعدم تكرار ما جرى في استخفا فات عفوا (استحقاقات) يوم 4 سبتمبر 2015فالمهزلة التي ارتكبها الأبناء المدللون المسمون أحزابا فاقت كل التصورات والتخمينات . وما يوم الجمعة4 سبتمبر 2015إلا يوم وأد الديمقراطية الحقيقية ،لا ديمقراطيتنا التي تغنى بها إعلامنا الرسمي ومن يحدوا حدوه من جرائد الرصيف الدين يصفقون لكل ناعق ،حيث جعلوا من المهزلة المسماة انتخابا انتصارا للديمقراطية على الديكتاتورية ،والقضاء على الغش والتزوير" طنا منهم أن الشعب لا زال لم يبلغ سن الرشد ،وما هم إلا كمن وضع السم في العسل ، حيت أنهم بكذبهم وتزويرهم للحقائق وبعضهم استعمل المال الحرام واجتازوا المبارة ونجحوا بامتياز. وما يثير الشك ويبعث على الريبة :هو أن الحكومة أعطتهم الدعم جزاء فعلتهم الشنيعة، ولا لوم عليها ،لأنها مكونة من أحزاب هم شركاء في هده اللعبة الصبيانية . وقد تم التحايل للوصول إلى هده النتائج التي اقر نزاهتها العميان، وتغنى بشفافيتها البكم والطر شان، ودلك بان أعطيت الصلاحية لرؤساء الجماعات الترابية أو من ينوب عنهم وعلى شاكلتهم ، ليترأسوا لجن التسجيل والتشطيب في اللوائح الانتخابية ،مما جعلهم يشطبون على كل من ينافسهم . والتزكيات أعطيت للوافدين الجدد (موالين الشكارة واستمرت الحملة حتى يوم التصويت، ودلك باستعمال وسائل النقل من طرف المرشحين رغم قرب المسافة نحو مكاتب التصويت ،مما جعل الفرصة مؤاتية لشراء من لا ضمائر لهم ،وانقلب السحر على الساحر، ورجعنا إلى المربع الأول ،واختلط علينا الأمر ،وأشكلت علينا المعادلة ، ولم نستطع أقناع المواطن بالحفاظ على سلامته وسلامة اقرب المقربين إليه بأبسط الحلول لمحاربة هدا الوباء الذي قهر العباد وجوع البلاد . واكتسب المجرم والشاذ مناعة ضد التوعية والوعظ والإرشاد ،ولم يبق من خلاص إلا ملا السجون بالمنحرفين واللصوص والقتلة ومغتصبي الطفولة البريئة . وكلها حلول ترقيعية اذا لم تتكاتف الجهود بإرادة سياسية قوية وديمقراطية حقيقية دون غالب ومغلوب. ودون استعمال الديماغوجية والغوغائية من طرف من يدعون الحرية والحداثة والتقدمية أو من يستغلون الدين للتضييع والتجهيل بل يجب تقبل الفكر المخالف ولو كان على غير لغتنا ولوننا وديننا فالدين لله والوطن للجميع