ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضيتا المرأة والوطن من خلال ثنائية الموت والحياة في المجموعة القصصية "الأرجوحة 13" لمنى ظاهر
نشر في شعب بريس يوم 09 - 04 - 2015

تستهدف هذه القراءة كافة القراء، بمختلف مستوياتهم التعليمية، بما في ذلك فئة المتعلمين، لذلك جاءت لغتها سهلة توخيا لحفزهم على قراءتها، ومن اجل ذلك ركزت على المعجم وما يحمله من دلالات ذات الصلة به، كما حاولت قدر الإمكان البحث عن بعض دلالاته التي يكمن توليدها من خلال سياقات القصص التي أتت فيها، كل ذلك من اجل الوقوف عند بعض المعاني التي تحملها مضامين القصص المقروءة، بملء بعض البياضات الواردة ضمن المتن المقروء توخيا للفهم، وان اتسم أسلوب الكاتبة أحيانا بالتجريد . كما حاولت قدر المستطاع إبراز قضية المرأة، وأدورها الطلائعية التي تقوم بها إلى جانب الرجل من اجل التحرر .

قراءة في العنوان

عنوان المجموعة مكون من مفردة واحدة وهي الأرجوحة، والرقم 13 ، وباعتماد المعجم يتضح أن الأرجوحة هي : ما تترجح براكبها، وهي حبل يشد رأساه في مكان مرتفع ، قد يتعلق بشجرة ، وقد يتعلق بعمودين من حديد، أوغيرهما ، يقعد فيه الصبيان واحدا واحدا، ويميلون به ، فيجيء ، ويذهب معلقا في الهواء .

وهي : قطعة خشبية، يوضع وسطها فوق قائم ، ويقعد غلامان على طرفيها فتصعد ، وتهبط بهما .

وهي : مستطيل من النسيج ، والشَّبَك يعلق طرفاه ، ويستخدم سريرا للطفل 1

تبعا لما ورد يتضح أن ما يوحي به العنوان هو اللعب ، مع ما يتطلبه ذلك من استحضار للأطفال ، على اعتبار أن هدا الأخير لا يستقيم إلا بحضورهم ، غير انه بالرجوع إلى التعريف الأول، والثالث يتبين أنهما لم يشيرا إلى تعددهم ، فهل معنى هذا أن كاتبتنا باستعمالها لهذا العنوان تود الإيحاء بكون الشخصيات التي سوف ترد ضمن مضامين المتن سوف لن تتعدد، أم انه وكما جاء في التعريف الثاني سوف تقتصر في تحديد شخصيات المتن على شخصيتين ، بدل شخصية واحدة، مما يدفعنا للتساؤل حول الشخصيات التي سوف ترد ضمن النصوص المقروءة ، وعن ادورها بخصوص الأحداث التي سوف تدور ضمن هذه النصوص .

وبما أن العنوان اسم ، كما انه مكون من مفردة واحدة ، فانه لن يسعفنا ذلك على تحديد زمن اللعب بدلالاته المفترضة ضمن القصص، وبالتالي افتراض أزمنة النصوص القصصية ، والإحداث ذات الصلة بها .

نفس الشيء فيما يتعلق بالمكان ، حيث لم ترد مفردة أخرى ، أومفردات أخرى في إطار عنوان المجموعة القصصية تبين المكان ، أو الأمكنة التي سوف يوحي بها العنوان ، والتي نفترض كذلك أن ترد ضمن متن هذه المجموعة القصصية، حيث بقي العنوان مفتوحا لتعدد القراءات ، وقد يكون هذا هو المبتغى .

من خلال ما سبق يتضح أن العنوان لن يسعفنا على تحديد أزمنة النصوص القصصية، والأمكنة التي ستدور فيها الأحداث ، لكن نفترض أن تتمحور أحدات متن المجموعة عن لعب قد استعارته الكاتبة للتحرك في إطار عالم وهمي كيفما تشاء ، بدون قيود ، انه عالم الإبداع قد تكون استعارته من عالم الأطفال ، عالم الحرية الذي يسمح إبداعيا للكبار في أن يلعبوا لعب الصغار ، انه عالم تتحد فيه علاقة الكتابة بالقارئ من خلال جملة من الافتراضات ، قد تستفز أفق انتظاره ، وهو مستبعد عند كاتبتنا ، ومهما يكن من أمر فان ذلك لن يعفينا من قراءة ، وتفاعل مع العنوان بتبادل طرح الأسئلة، من اجل القدرة على ملئ البياض ، والتمكن من ربط العنوان ببعض نصوص المجموعة .
وفيما يتعلق بالرقم 13 فان بعض الشعوب قديما كانت تتجنب استعماله رقما للمنازل، والغرف ، وغير ذلك بسبب ارتباطه ببعض الخرافات ، حيث كان يوصف بالقوة نظرا لصلته بعالم الغيب .

يضاف إلى ذلك انه جاء في بعض الكتب القديمة أن من يذكر الرقم 13 سوف يحصل عل مفاتيح السلطة .

وكما كانت بعض الشعوب القديمة تتشاءم بهذا العدد، فان شعوبا أخرى تتفاءل به حيث كان باب بيت العقاد يحمله .

وفي الجاهلية كانت القبائل العربية تتفاءل في فترة الغزو ، إذا كان عدد السبايا 13على اعتبار أن امرأة تزيد ، أو تنقص في حظ أحد الأطراف .

أما عند المسلمين فيختن الطفل عند بلوغه سن 13 سنة (2 )

وفي إطار استحضار ما سبق ذكره عن هدا الرقم، والدي يتمحور حول التفاؤل ، أو التشاؤم كقيمتين نود الانطلاق منهما لقراءة بعض النصوص وفقا لما جاء في عنوان هده القراءة ، ويتعلق الأمر بقضيتي المرأة ، والوطن من خلال ثنائية الموت ، والحياة حيت نود الربط بينهما في إطار علاقتهما بالتشاؤم والتفاؤل، حيث سننطلق من التفاؤل لتشريح بعض النصوص لاستخراج بعض مقومات الحياة منها ، والانطلاق من التشاؤم ,وربطه بالموت للبحت عما يفيده داخل النصوص التي نود قراءتها . إلى جانب دلك نستبعد أن توظف الكاتبة هدا الرقم ضمن العنوان بقصد التشاؤم ، ونرجح أن يكون التفاؤل هو المراد . اذ لا يستقيم دلك إلا في إطار استحضار وظيفة اللعب ,ويتعلق الأمر بالتسلية، ,اللهو ,الانشراح ,وما يترتب عن دلك من استعمال للعب من اجل التربية ,وأيضا من اجل بناء شخصية الإنسان ، إن على المستوى النفسي ,العقلي ,والجسدي ,للتمكن من بناء مواقف تجاه قضايا جوهرية من أهمها ما يتعلق بالإنسان ,والوطن قد تطرح ضمن النصوص المراد دراستها ، وما إلى ذلك ، كما سيتضح من خلال هده القراءة ، هذا فضلا عن الدلالات التي يمكن أن تتولد ، حيث من الضروري تحديد القارئ المفترض ,وبالتالي استعمال تقنيات الإبداع التي تناسبه ,للتمكن من هزمه بخلق عوالم تتحد من خلالها شبكة علا ئقية، وما يؤطرها ضمن المتن من خلال الأحداث، الزمان، المكان، والشخصيات.

يبقى أن نشير إلى إمكانية سقوط كلمة" رقم" ضمن العنوان، وفقا لتقديرنا ليصبح العنوان المفترض كما يلي : الأرجوحة رقم 13 فهل سقطت الكلمة سهوا ؟ أم أن الكاتبة تتوخى الاقتصاد على مستوى اللغة ؟ أم أن الأمر يتعلق ببلاغة مسبقة ؟

وما علاقة كل ذلك ببعض المتن موضوع هذه القراءة ؟

لن تشمل قراءتي جميع المتن الواردة ضمن هذده المجموعة القصصية ، وسوف تقتصر على النصوص التي تحمل العناوين الآتية :

هذيان الغرفة 113 بعناوينها الفرعية
القناع يضحك والخلخال يرن
رسام الغربان وعازفة الكمان

ففيما يخص المتن الأول فان أحداثه دارت في قرية ، لكن هذه القرية لا تشبه كل القرى الناتجة عن تدخل الإنسان لتسخير الطبيعة من اجل الحصول على مواد تستعمل في بنائها ,دلك أن هده القرية، وكما جاء في النص كانت نتاج عمل "غرائبي" ، لذلك فادا كان الإنسان يحتاج إلى العديد من المواد كالاسمنت للبناء ,كما انه يحتاج إلى عامل الوقت ,كما يحتاج إلى بدل جهد من اجل بناء قرية ما , فان العمل "ألغرائبي" للوحات مرسومة من قبل مجموعة من النساء ترتب عنه بناء قرية .مما يوحي بان هده القرية سوف تتسم بحضور أعمالهن ضمن النص ,والتي قد تتعلق بأحداث سوف نكشف عنها فيما بعد . إدا كان الأمر كذلك فان النص لم يرد ضمنه ما يفيد أي شيء عن الألوان المستعملة ,ولا عن عددها , ودلالاتها التي سوف تحملها ضمن النص ,مع العلم أن رسم أي لوحة فنية يتطلب دلك ,هدا ناهيك عن عدم ذكر كيفية تحويل هده اللوحات إلى قرية ,اللهم ما يتعلق بعنصر الزمن حيث وردت مفردة الليل ضمن النص للدلالة عليه , وما يفيده سواد الليل الذي تحمله كلمة ظلمة .
لكن إدا بدأ السارد بتحديد زمن القصة فانه لم ينهيه ,دلك أن مفردة "الصباح" سوف ترد بعد ما ورد , مما يد فعنا للتساؤل حول ما إدا كانت أحداث القصة قد اقتصرت على زمن لم يتجاوز الليل ,والنهار, ومهما يكن من أمر فما يهم هو بداية بناء فضاء هده القصة باعتماد ثنائية الموت ,والحياة ,فادا كانت الظلمة تأخذ دلالا ت الليل ,والسكون ,وما يترتب عن دلك من ربط لكل هدا بالموت ,فان الصباح بما يأخذه من دلالتي الضوء ,والحياة , سوف يرد بعد ذكر لفظة " ظلمة", إدا كان الأمر كذلك فان بداية الأحداث سوف تعرف انطلاقها أثناء الصباح على الرغم من كونه صقيعي .

هكذا سوف تنطلق أحداث هده القصة بلقاء جمع خمس نساء ,وكان هدفهن مشتركا, ألا وهو رسم لوحات ,لكن إدا كان الرسام ملزم باستعمال لوازم عمله كالأوراق ,وغيرها ,فان النساء شخصيات القصة سوف لن يحتجن إلا إلى الريشات , والأرض ,فكيف يمكن نقل الأرض التي هي في الواقع إلى عالم وهمي سوف يرسم على لوحات النساء من طرفهن ؟ وبالمقابل كيف يمكن تحويل الأرض التي ترسم في عالم وهمي إلى ما يجعلنا نعتقد ه واقعا ؟

لن نتمكن من الإجابة عن هدين السؤالين إلا من خلال النبش في دلالات بعض المفردات المستعملة داخل النص ,وأيضا من خلال ما تعنيه مضامين النص ,ذات الصلة بها .

وبالرجوع إلى القراءة التي أجريناها بخصوص العنوان ,ومن خلال الربط بينه ,وبين هدا النص تتضح القيمة الفعلية للأرض ,بل يتضح موقف السارد تجاهها , وتجاه ساكنتها من خلال الأحداث التي ستدور فيها ليمزج السارد الواقع بالخيال في إطار خدعة تجعلنا نتصور أن عالم الخيال عالم واقعي ,على الرغم من عدم التحديد الجغرافي للأرض ,وعدم ذكر ملاكها .مما يوحي بكون صراع قد يحدث حولها ,على الرغم من عدم التدقيق بشان من سيتصارعون حولها .

لعل ما اثار انتباهي ,وأنا بصدد قراءة هدا النص هو ورود مفردة "غرائبي" ضمنه ,والتي تفيد شيئا غير مألوف الشيء الذي دفعني إلى التساؤل حول سبب, أو أسباب انتقاء هده المفردة لتوظيفها ضمن هدا النص دون غيرها . وما دلالاتها في إطار السياق العام للنص ؟
من اجل دلك لابد من طرح أسئلة ملازمة للسؤال الأول, ويتعلق الأمر با الحالة التي كانت عليها القرية قبل تحويلها إليها .وكيف تحولت بفعل غرائبي إلى قرية ؟ ومادا عن سكانها ؟على اعتبار أننا لا يمكن أن نتصور قرية بدون سكان .

على كل فمفردة ا"لغرائبي" الواردة ضمن هدا النص تجعل القارئ يطرح العديد من التساؤلات ,ومن اجل ملئ بيضات النص لابد من البحث عن أجوبة ممكنة لعلها قد تساعد على الفهم والمزيد من القراءة ,والتفاعل مع النص لإرضاء أفق الانتظار بما لم يرد ضمن هدا النص .ودلك ما سوف نعرضه لاحقا .

وكما أثارني انتقاء مفردة "الغر ائبي" ,واستعمالها للدلالة على شيء غير مألوف ,أثارني انتقاء لفظة "الأرض" ,وتوظيفها ضمن هدا النص ,وهي شبه خالية من السكان للإشارة إلى الشتات , وما قد تحمله هده المفردة من دلالات في إطار الصيرورة التاريخية للقضية الفلسطينية , بفعل شيء ما غير محدد ضمن هدا النص ,وقد يتعلق الأمر بمعركة غير معلنة كان من بين نتائجها شتات سكان القرية للدلالة على الشتات الذي يعرفه بعض سكان الدولة الفلسطينية .

ورغم كل هدا فلا زال التشبث بالأرض حاضرا من قبل جميع النساء , ضمن هدا النص ,على اعتبار أنها مصدر للحياة , بل أكثر من دلك لكونها أرضهن , ولو تعلق الأمر بعالم وهمي ضل يتشكل شيئا فشيئا بفعل تدخل خمس نساء لبعث الحياة في لوحاتهن, وتحويلها إلى قرية ,حيث تحولت لوحاتهن بشكل غير مألوف من ارض غير معلن عما كانت عليه ضمن النص من قبل, أي قبل أن تتحول إلى قرية سوف تتشكل معالمها ضمن هدا النص بشكل تدريجي ,إنها قرية تحوي في البداية بيوتا صخرية تستمد الحياة من مجموعة من الألوان ,بعدما تعرضت له هده القرية من ذل ,واحتقار ,وخضوع كانت أسبابا في استكانتها .

ومن جانب أخرفان انتقاء مفردة "اقترف" ,واستعمالها ضمن سياقها ضمن النص قد يكون ترتب عنه فهم كون النساء ارتكبن , جرما مما يفيد أن صراعا ما دار حول هذه الأرض , وبسبب دلك "فهويتها" لازالت غير محددة ,لكن بانتقاء مفردة "النشوة" ,واستعمالها يتبين أن النساء شعرن بنشوة الانتصار ,وما يفيده دلك من انتصار للحياة على الموت ,على اعتبار أن النساء الخمس خضن معركة ضد مجهول من اجل امتلاك الأرض من اجل أن يبعثن الحياة فيها .

إن المعركة التي سبق لي أن تحدثت عنها سوف ستتضح معالمها من خلال انتقاء وتوظيف مفهومي" فاحمة",و"ا نصعقت" للدلالة على مخلفات الحرب ,وانتصار النساء الخمس ليس على شخصيات كما هو الشأن في الواقع ,ولكن على ظلمات تحولت إلى أشباح خاضت معركة ضد النساء فانتصرن عليها بفعل أشعة خرجت من أجسادهن ,.ولعل في دلك ما يفيد الدلالة الأولى التي قد تعنيها مفردة " الغر ائبي" ,او الغير المألوف كما مر معنا سابقا .

بهذا الشكل تماما ستبعث الحياة في هده القرية بدء ا ببناء المنازل ,وربطها بشبكة الكهرباء كما يستفاد من خلال النص لأنه لا معنى للحياة بدون ضوء ,هدا الأخير سوف يساعد على تحديد مكان العدو , تكتيكاته , وإستراتيجيته المعدة للقتال ,بل اكتر من دلك سوف يتحول الضوء إلى رصاص ستقذفه الأشعة ضد العدو ,وبدلك ستتنصر النساء ,في إطار التدرج الذي سيعرفه رسم لوحات فنية ,والتي قد تأخذ دلالة خوض معارك بطولية بخوضهن لمعارك ,وتقدمهن في واجهة جبهة القتال,وقد ينتصرن على العدو بفعل صمودهن ,وقدرتهن على تدبير هدا الصمود ,والاستمرار في عملهن رغم ما يمنعهن على ممارسته ,إن " الضوء" وما قد يأخذه من دلالات لا يكفي للإنارة فقط بقدر ما يمكن أن يستعمل سلاحا ضد أشباح تم هزمهم به .

إنه وان اعتقدنا أن الحرب قد انتهت ,وان النساء انتصرن ,فالمعركة وفقا لتتمة النص لم تنته بعد ,دلك أن سواد اللحظة يفيد استمرارها , اد بورود هده الجملة "أرعدت السماء "يتضح دلك ,ومع دلك فشجاعة النساء الخمس ,وقدرتهن على المقاومة جعلتهن يضحكن ,وقد يعود السبب في دلك إلى تعودهن على مواجهة العدو بسب الإيمان بقضيتهن الشيء الذي عودهن على الصمود ,ومواجهة المصاعب ,والمشاق رغم خطورة الموقف ,انه بقوة إرادتهن سيستمررن في رسم لوحات قريتهن ,وسيبعثن الحياة فيها وان ضل الموت يلاحقهن .

ضمن نفس الإطار ,وفي إطار الاستمرار في خوض نفس الصراع من اجل استكمال رسم لوحات فنية ,وبطولية للنساء الخمس سيظهر مكون من مكونات الكون في لوحاتهن ,ويتعلق الأمر با ا لماء , انه ماء "البحيرة ",هدا وان كانت مياهها راكدة فإنها على الأقل سوف تستعمل في سقي الأشجار ,وبدلك يكون السارد موفقا بشكل لا مجال للشك فيه في التعبير عن انتصار الحياة عن الموت بالدلالات اللغوية ,الدينية ,والفلسفية التي اتخذها الماء في ثقافتنا العربية ,ومن هنا يتضح ما للسارد من قدرات ,ومهارات ,وتمرس في عملية الوصف ,وما يمتلكه من تقنيات عالية ذات صلة بعملية بالإبداع ,وعوالمه التي تتجلى من خلال قراءة هدا النص ,وتتبع تقنيات صياغته بانتقاء لمفردات ,وكأن الأمر يتعلق بخلق الحياة من عدم . وما توظيف مفردة" الريح" إلا للدلالة على ظهور مكون أخر من مكونات الكون ليستقيم الخلق ضمن هدا النص برسم الحياة من العدم بدء ا بالقرية ,مرورا بالماء ,وصولا إلى الريح ,والباقية ستأتي .

إن هدا النص يطرح أسئلة الوجود ,وإشكالات ذات صلة بما كان عليه الكون قبل ظهور السموات ,والأرض ,واصل الكون ,وكيفية خلقه ,وكيفية خلق كل مكنوناته ,والترتيب الذي أخذته هده المكونات وعلاقتها بالزمان .

إن مفردتي"عجائبي" ,و"الأرض " وتوظيفهما داخل سياق النص ,وما انتقي بعد دلك من مفردات ذات الصلة يبين بما لا يدع مجا لا للشك على استقاء الكاتبة لتصور بخصوص كتابة هدا النص قد تتحكم فيه بعض الأسئلة التي طرحتها الفلسفة اليونانية كما طرحها طاليس ,وغيره من الفلاسفة اليونانيين حول أصل الكون ,ويتعلق الأمر بالجدل الذي عرفته هده الفلسفة حول اعتبار كون الماء ,الهواء ,التراب ,والنار هي أصله , إن هده الأسئلة قد يكون لها تأثير فيما يتعلق بخلق هدا النص أدبيا,وما التدرج الوارد ضمنه لبعض عناصر الكون ,والتقنيات الفنية ,والأدبية الموظفة لصياغة فقراته كل دلك يدل عليه ,دلك انه وللتمثيل فكما عرفت الفلسفة اليونانية جدلا حول الماء , واعتباره مكونا من بين مكونات الكون ,أيضا تم انتقاؤه ,واعتباره مكونا من مكونات اللوحات الفنية المرسومة على الأرض من قبل خمس نساء ,بل أكثر من دلك فكما يحتاج الكون لباقي المكونات لتستقيم مقومات الحياة ,أيضا رسمت باقي المكونات بهده اللوحة بدءا بالقرية مرورا بالماء ,وصولا إلى الهواء , إلى جانب باقي المكونات الواردة ضمن النص . إدا كان الأمر كذلك فيما يتعلق بأسئلة الوجود هده ,فانه أيضا لا نستبعد أسئلة أخرى طرحتها نفس الفلسفة ويتعلق الأمر بالأسئلة المطروحة حول الطوطم , ذي التأثير على الفلسفة الإسلامية ,و بعض الدراسات ذات الصلة , ما ترتب عن دلك من طرح لإشكالات تندرج ضمن هدا الإطار ,أيضا لا نستبعد بعض التأثر ببعض التأويلات التي خضعت لها بعض الآيات القرآنية والتأثير الذي أحدثته في الوعي الجمعي العربي فيما يتعلق بأصل الكون 3 حيث ظهرت تفسيرات دينية تمحورت حول كون الرتق كان أصل الكون بعد دلك ظهرت السموات, والأرض ,وباقي مكوناته مما يدفعنا إلى قراءة دلالة ظلمة الليل الواردة ضمن النص بظهور مكونات الكون و ا لصيرورة التي عرفتها ,بمعنى انه وكما عرف الكون في بدايته حرارة مفرطة ,وبعد دلك عرف تبردا ,وتوسعا من اجل أن تنسجم باقي مكونات الكون , أيضا عمد السارد إلى خلق هدا النص تما ما كما خلق الكون .و بما أن الأمر كذلك أيضا لا نستبعد أن يستقي السارد هدا التصور للانطلاق منه لصياغة هدا النص, فكما دحا الله الأرض بعد خلقها ,أيضا تم بسطها على اللوحات لتعتبر الأصل في ظهور باقي المكونات ,حيث وبتقنية إبداعية عالية جعلنا السارد نعتقد أننا بصدد عالم واقعي ,وليس عالم الخلق الفني .

وكما طرح النص أسئلة ,وإشكالات من صميم الفلسفة اليونانية ,و تأثيرها على الفلسفة الإسلامية , فليس هناك ما يمنع من الإشارة إلى ما للأسطورة اليونانية من تأثير على الدراسات الإسلامية حول أصل الكون دلك أن نفس الدلالة التي أخد تها مفردة الفغر في الأسطورة اليونانية ,وهو خواء مظلم لا يمكن تمييز شيء فيه 4 أخذتها مفردة الرتق ذات الدلالة الإسلامية كما انه , ليس هناك ما يمنع من الاستقاء من الأسئلة التي طرحتها المسيحية حول نفس الموضوع .غير انه وفي إطار علاقة كل دلك بالزمن فان الكون كما هو متعارف عليه عند المسلمين تم خلقه في ستة أيام ,مع ما يتطلبه دلك من فهم لليوم على انه يعادل 100سنة والدي يقابله ستة أيام عند المسيحيين ,أضيف لها يوم واحد للراحة5, وبالرجوع إلى النص ,فالزمن غير محدد بشكل واضح , ,وان تضمن بعض وحداته كالليل ,والصباح حيث ورد ضمن النص دلك بتوظيف كلمتي" الليل" , و"الصباح" منذ بداية القصة ,وكما أن السارد يود أن يخبرنا بان أحداث هده القصة دارت في زمن يفهم من خلال السياق العام للنص على انه لم يتجاوز ليلا ,ونهارا ادا أمكن لنا أن نمدد زمن الصبح ليصبح نهارا كاملا , هكذا تتضح الدلالات التوليدية "للعجائبي" مرة أخرى من خلال علاقة هده المفردة بالسياق العام للنص ليجعلنا السارد نماثل بين خلق الكون, من خلال الفلسفة اليونانية , ,وتأثيرها على الفلسفة الإسلامية ,وعلى المسيحية ,والخلق الأدبي ,الفني من خلال رسم لوحات على الأرض ,ورسم بعض مكونات الكون بها حتى جعلنا السارد نعتقد آن الأمر يتعلق بعالم واقعي, لا فرق بينه ,وبين الخيال .كل دلك من اجل الإشارة إلى دور المرأة التي تتقدم في الجبهة بخطى ثابتة ,وليس كما تتصورها المرجعية الإسلامية التي كرست دونيتها ,وانتقصت من أدوارها الطلا ئعية التي من المفروض أن تلعبها في المجتمع . وما أوضاعهن من دونية قد تصل إلى التشييئ في واقعهن العربي , إلا بسبب هده المرجعية التي تشكل مصدر سياسات التمييز بينهن ,وبين الرجال ,وما كرسه دلك من تحديد لأدوارهن .

وتبعا لما ورد من قبل حول الترتيب الذي أخد ته مكونات اللوحات سيظهر مكون أخر في النص , ويتعلق الأمر با"لماء" ,وعلى الرغم من كونه اعتبر ماءا راكدا ,إلا انه أغرى النساء الخمس ,حيث دفعهن إلى السباحة فيه ,وهن غير عاريات, الشيء الذي يجعلنا نستفسر عن سبب عدم العري على الرغم من عدم تواجد ما يمنعهن من دلك ,لكن سرعان مع ما نعثر على إجابة لهدا الاستفسار ,دلك أن فساتينهن نارية ,لدلك فلا بد من ارتدائها ,استعدادا للمعركة ولو من داخل الماء العكر ,إن المعركة غير منتهية , اد لابد لها من دماء,وبالتالي فلاشيء يمنعهن من الاستعداد لها في أي لحظة , ولدلك لابد من سلاح ينبغي استعماله من اجل مواجهة العدو .

ومن جهة أخرى وعلى مستوى الشخصيات القصصية ,فان النص يجعلنا نستفسر حول الاقتصار عن توظيف النساء دون الرجال ,وتحملهن للعديد من المشاق , التي أطرت الإحداث داخل هدا النص ,فعكس ما هو سائد على مستوى الواقع العربي المعروف بكونه بطريركي ,ذكوري تأصلت فيه دونية المرأة ,وما ترتب عن دلك من الأدوار الهامشية التي أعطيت لها , إن لم نقل إقصائها أحيانا وفقا لتقسيم تقليدي للعمل بمنطق أنظمة المجتمعات العربية الرجعية ,نجد أن المرأة ,وبدون مصاحبة الرجل لها تمكنت من بعث الحياة في اليابسة ,برسمها للوحات اعتبرت الأرض محورا للعديد من الإحداث التي دارت بها ,وبدلك يتضح أن السارد يود أن يعيد الاعتبار للمرأة ولو أدبيا, عكس ما تعيشه في الواقع ,وبهدا أيضا يمكن أن نفسر "العجائبي " مرة أخرى كمفردة وردت ضمن النص , اد ليس من المألوف أن تقدم المرأة على خوض صراع ضد الخصم ,وليس من المألوف حتى ادا افترضنا دلك أن تنتصر بمفردها ,على اعتبار أن هدا الدور في الواقع منوط بالرجل ,وليس بالمرأة ,وبدلك يتضح أن الكاتبة تريد أن توجه رسالة للقارئ مفادها انه أن الأوان أن تتحرر المرأة من كل إشكال التسلط الذي يكبلها من اجل أن تقوم بدورها في المجتمع , وان تفجر طاقتها في إطار مجتمع متحرر ,ومنتج , غير أن عدم تواجد الرجل كشخصية قصصية ضمن هدا النص يدفعنا للتساؤل حول عدم حضورها لكي نتمكن من تحديد طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تسود بينها وبين الرجل ,من اجل أن نتمكن من اتخاذ موقف صائب تجاهها فما السبب في تغييب الرجل ,وعدم حضوره بشكل مباشر كشخصية قصصية ضمن هدا النص ؟

انه وفقا لتقديرنا كان بإمكان الكاتبة أن تدرج شخصية الرجل ضمنه ,ومن تم طرح طبيعة العلاقات التي ينبغي ان تسود بينه وبين المرأة في الواقع ,وصياغتها أدبيا على اعتبار أن حضور هده العلاقات كما يستفاد من خلال قراءة النص جاء في بشكل غير مباشر ,كما انه مخالف تماما لما هو سائد في الواقع , ربما لدفع القارئ إلى طرح أسئلة هده العلاقات للنقاش في تجاه تغيير العلاقات السائدة بعلاقات رفاقية تتغيبا تحرير المجتمع ,وتحقيق المساواة بينهما في إطار مجتمع ديمقراطي ,تتحقق فيه المساواة الفعلية بين كافة أفراد المجتمع .

ومهما يكن من آمر فان القيم التي تسلحت بها المرأة داخل هدا النص ,والموقف الذي ظلت تمارسه ,والصمود المعبر عنه مند أول النص إلى أخره ,والقدرة على المقاومة بإرادة قوية ,كل دلك يجعلنا نستحسن رأي كاتبتنا ,وموقفها تجاه قضية المرأة ,ويدفعنا في نهاية المطاف إلى اتخاذ موقف تجاه المرأة العربية مفاده الانتصار لقضيتها بتحررها بالنضال المستميت ,ضد مجتمع ذكوري ,ونظام مستبد يعيدان إنتاج نفس العلاقات السائدة في المجتمع .

وبالرجوع إلى النص ,واعتبارا لما ورد سابقا ,فليس هناك ما يمنع النساء كما جاء فيه من الإقبال على الحياة بتفاؤل ,وقوة ,وعزم ,وإرادة لا تقهر من أن يرسمن مكونات أخرى في اللوحات , في إطار التوسع الذي ينبغي أن تعرفه لوحاتهن الطولية من اجل المزيد من الخلق الفني الأدبي,تماما كما يتوسع الكون بفعل ظهور مكونات الكون الأخرى بعد خلقها بعد التبريد الذي عرفه الكون أثناء خلقه ,والدي عرف توسعا بعدما كانت درجة الحرارة من قبل جد مرتفعة كما ورد سابقا ,وهدا ما يتضح من خلال انتقاء كلمة "صقيعي" للدلالة على دفع القارئ لتعرف ظهور مكونات جديدة سوف يعرفها النص بالترتيب ,ومن هنا يتضح ظهور ثنائية أخرى ضمنه يمكن أن تسعفنا في قراءة مضامينه على ضوئهما ,وفي إطار ربطهما بثنائية الموت, والحياة وهما الحرارة ,والتبريد وكما يمكن أن تكون الكاتبة قد استفادت من الفلسفة اليونانية بخصوص ماطرحته من أسئلة تتعلق بالوجود ,وتأثير دلك على الفلسفة الإسلامية ,وعلى المسيحية . كما انه ليس هناك ما يمنع من الاستفادة من بعض النظريات العلمية حول توسع الكون ,والتي مفادها أن الكون في توسع مستمر .

هكذا رسمت اللوحات بشكل تدريجي ,وبعثت الحياة في بعض مكونات الكون ,من اجل أن تجعلنا الكاتبة نتصور انه بأنها بصدد نقل هده الحياة إلى الواقع ,ولو ببعض مكونات الكون ,ومن هنا يتضح انه ادا كان من وراء خلق مكونات الكون قوة غير مرئية وفقا لما جاء من قبل ,فان القوة البشرية هي التي كانت من وراء رسم الحياة بشكل تدريجي للإقبال عليها بشكل متفائل في إطار صراع مع عدو غير محدد من هو حيث لم يستطع الكشف عن هويته الفعلية ,ولاعن الأسلحة المراد استعمالها ,ولا عن خبرته في المعركة كما انه لم يعلن عن التقنيات المراد توظيفها مع خمس نساء ,لم يكن هدفهن سوى رسم لوحات على أرضهن ,وما دام الأمر مبهما فان النساء سوف يخضن المعركة بأسلحة أيضا غير معلن عنها ليخاض الصراع بأسلحة مختفية في جسمهن ,إنها الأشعة التي بها هزمن العدو,للدلالة على الإيمان بقضيتهن العادلة .

وفي النص الذي أخد عنوان المعبد, سوف تختلط الحياة بالموت بفعل اختلاط الماء بمادة جعلت لونه احمر, اد لم يرد ضمنه ما يوضح طبيعة هده المادة ,مما يدفعنا إلى قراءة دلك على انه اختلاط للماء بالدماء ,مما يفيد أن المعركة لازالت قائمة ,وكما تخاض في البر تخاض داخل الماء ,لكن النتائج المباشرة لها لم ترد ضمن النص ,اد لم يرد ضمنه وفقا لقراءتنا له ما ادا تعرضن لهجوم قد يسفر عن موتهن ,أو بعضهن ,أو على الأقل تعرض بعضهن لجروح قد تكون من بين نتائجها اختلاط الماء بدمائهن ,الشيء الذي قد يكون سببا في تلوت الماء .

ومع دلك فسياق النص يبين أن النساء الخمس لم يتعرضن لأي سوء ,لدلك وفي إطار استمرار ظهور مكونات أخرى ترسم على اللوحات ,سوف تعرف المنازل أبوابا ,ونوافذ ,لكن الغريب في الآمر وفي استمرارنا لنفس القراءة ,سوف لن تطرق الأبواب باليد كما هو متعارف عليه في الواقع من اجل الإستادان بالدخول ,دلك أنها سوف تطرق بريشات النساء ,لتنقلنا الكاتبة بدلك إلى عالم التجريد بعدما اعتقدنا أننا بصدد عالم واقعي ,وقد يعود السبب في دلك إلى كون هدا العالم اكتر حرية يتحرك فيه السارد بدون قيود ,حيث سوف تعوض الريشة اليد ,ولدلك فبدل الدخول إلى المنزل سوف تنتصب السلالم أمام النساء للصعود إلى المجهول لكن من اجل خط حروف بالتناوب, لكتابة كلمة "هذيان" وبدلك يتضح أن استعمال مفردة "السلالم" تاخد دلالة ضمن هدا النص مفادها أن المعركة التي خاضتها النساء على الأرض ,ومن داخل الماء ليست وشيكة الانتهاء, رغم توهمنا بانتهائها ,إن الأمر ليس كذلك إن المعركة نقلت إلى إلى شيء مجهول من اجل إتمام ما كن قد اقبلن على رسمه بالأرض ,ليتضح انتصارهن أيضا ,بعد الانتصار الذي تحقق على الأرض ,ومن داخل الماء . لكن هذيان من ؟

وكيف ؟ فهل معنى هدا أن الشخصيات وضعن الثقة في أنفسهن إلى هده الدرجة ؟

انه بدلك يتضح أن النساء نجحن بعزمهن في الاستمرار في سم اللوحات على الأرض وما انتقاء مفردة السلالم إلا للدلالة على النجاح الذي يتحقق بعد كل خطوة من اجل إتمام مشروعهن .

إن هدا النجاح نجد ما يبرره في التتبع التدريجي في بعث الحياة في القرية ,بتتبع البحت عن عناصر أخرى للطبيعة ,اد لابد من التقاطها لصياغتها فنيا ,وأدبيا ,على اعتبار أن سقوط عنصر من عناصرها يجعل الحياة تفقد معناها ,ولدلك لابد لحضور "الطيور" بعد الدلالتين التي أخدهما "الماء" ,و "الأشجار" في النص ,وكما تم انتقاء هده العناصر تم انتقاء " الخبز" , هكذا وكي يتضح الترتيب الذي اخدته مكونات الكون في هده القصة ,وعناصر الطبيعة كشرطين أساسين ,ومقومين من مقومات الحياة لدلك جاء "الطير" بعدها بعد توفير مادة الغداء له ,لكن لماد يتم استعمال الخبز كمادة تغدي الطير,وليس الإنسان ؟ أليس في الطبيعة ما يكفي لتوفير الغداء للطير ؟ لكن رغم دلك فان مايهم هوان مقومات الحياة عرفت تتطور شيئا فشيئا من اجل أن تستقيم الحياة .

في نفس السياق ,ومن اجل استكمال رسم لوحات الحياة لابد لعنصر أخر من بين عناصر الطبيعة من أن يؤثث فضاء النص ,لدلك وبعد الانتقاء الترتيبي لبعض العناصر تم انتقاء "الجبال" لتوظيفها بما تحويه من نبتات ,وغيرها,وبدلالتها التي مفادها العلو ,أ ي شجاعتهن أثناء ممارسة الموقف ,ونحاجهن أيضا أثناء ممارسته .

وبعد رسم أهم مكونات الحياة ,ومقوماتها ,ستظهر شخصية أخرى ضمن النص,هده الأخيرة لم يخبرنا السارد عن شيء تجاهها من قبل , دلك انه ,ووفقا لسياق النص فانه لسنا ندري شيئا عن هويتها ,وما الهدف المباشر من خلال تواجدها بهدا المنزل دون غيره ,الشيء الذي يدفعنا أيضا للتساؤل حول المنازل الأخرى بالقرية ,وحول من يتواجد بها ,دلك أن النص لم يرد ضمنه ما يوضح دلك ,غير أن هده المرأة ستقبل على الحياة بفعل تدخل النساء الخمس لإطعامها ,وكما أن السارد أراد أن يوضح أن مقومات الحياة لابد من توفرها أولا ليتمكن الإنسان من العيش , من اجل الحفاظ على استمرارية الحياة ,ومن اجل توضيح دلك ياخد "السرير" دلالة مفادها الإشارة إلى تواجد شخصيات أخرى بشكل غير مباشر ومدى تطور الحياة ,بعد الانتقال من طور التكون إلى طور التطور,وان لم يرد ضمن النص التطور التدريجي للحياة , ,كما ياخد " الجهاز" الصغير نفس الدلالة التي أخد تها "الكتب" دلك أن حياة هده المرأة ليست حياة بدائية , الشيء الذي يفيد تطور الحياة التي تعيشها هده المرأة ,لكن لم يرد ضمن النص مايو ضح كيف تطورت الحياة , والأطوار التي مرت بها , لتصل إلى هدا الطور من التقدم دلك أن النص لم يشر إلى دلك ,دلك أن عملية الخلق لمكونات الكون في اللوحات لابد لها من تطور ,الشيء الغائب توضيحه في سياق سرد الأحداث خاصة مايتعلق بكيفية ظهور شخصية هده المرأة في هدا المنزل ,والتطور الذي عرفته الحياة خارج المنزل ,والدي أسفر عن التصنيع ,وتطور العلم , وما توظيف جهاز صغير ,السرير بعض الكتب الكثيرة ,مادلك إلا للتعبير عن تطور الحياة ,الشيء الذي غاب توضيحه ضمن هدا النص اد لابد من سياق تاريخي لهدا التطور ,ومن جانب أخر فانتقاء هده المفردات يدل على تطور الحياة ,هدا التطور لا يمكن أن يحصل إلا بفعل تدخل الإنسان ,وهدا أيضا ما غاب ضمن هدا النص فا"لسرير" دليل على تطور عمل الإنسان ,الذي انطلق من العمل اليدوي إلى أن بلغ مستوى من التطور نجم عنه استعمال الآلة , بناء على دلك فالنص لم يخبرنا عن مستوى هدا التطور دلك ان "السرير" لم يرد ضمن ما يوضح كونه نتاج عمل يدوي ,أم نتاج تدخل الإنسان لصنع الآلة التي تستعمل للعديد من الأغراض اعتبارا لتعدد أنواعها ووظائفها ,منها النجارة . بنفس الشكل وردت مفردة "جهاز" مما يعني أن المجتمع عرف تطورا معينا على مستوى ربط العلم بالصناعة ,أي ان التطور التكنولوجي عرف أوجه الشيء الذي لم يوضح ضمن النص .يضاف إلى دلك عدم تحديد وظيفة هدا الجهاز ,ولما يصلح استعماله ,أيضا يدل توظيف كلمة الكتب ضمن هدا النص على التطور الذي عرفته الطباعة ضمن هدا المجتمع ,دلك انه ادا كان الإنسان قديما يستعمل الجلود ,وغيرها من اجل تدوين بعض المعلومات بها ,فان ورود هده الكلمة يدل على التقنيات العصرية التي عرفتها آلة الطباعة .

ادا كان الأمر فيما يتعلق بهدا التطور كذلك ,فان النص لم يرد ضمنه ما يفيد تأثيره على مستوى المجتمع خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية ,الثقافية ,وغيرها ,لكن مايهم من خلال دلك هو الإشارة ولو باقتضاب شديد إلى قيمة العلم من خلال تعدد الكتب قياسا لباقي الأشياء المشار إليها على الرغم من إظهار قيمتها , دلك أن للكتب اهد ا ف علمية , ووظائف كان بإمكان السارد الإشارة اليها داخل المجتمع ,دلك أن انتقاء" الجهاز" ,وتوظيفه غير كاف لإبرازها ,وهي بالمناسبة جد متعددة اد لا تقتصر وظيفتها على التربية ,والتثقيف داخل المنزل , حيث تتجاوز دلك بوظائف أخرى خارج المنزل . أداكانت بداية السياق توحي بدلك فان مالحق يفيد التطور الذي عرفه العلم ,خاصة الطب النفسي بتحديد أعراض مرض نفسي ,وان لم يتضح ضمن النص ما يفيد التطور الذي عرفته المنظومة التربوية ,وما صاحب دلك من تأثير على مستوى تطورها,وسياق تطور المجتمع نفسه ,بفعل الأهداف ,والمرامي التي للعلم ,والتي صاحبت تطور المجتمع.

ومع دلك ووفقا لما ورد فان ما يهم من خلال السياق العام لسرد الأحداث هو أن الحياة عرفت تطورا, بعد انتصارها على الموت ,خاصة بعد قدرة الإنسان على استغلال الطبيعة ,وتسخيرها في تجاه تطوير أساليب عمله وخبراته ,الشيء الذي يبين مثلا عدم انتقاء "السرير" وتوظيفه مند بداية النص ,وما دلك إلا من اجل توضيح هدا التطور التاريخي للمجتمع ,وانتقاله من البداوة الى الحضارة ,وفي سياق هدا التطور الذي عرفه سرد أحداث هدا النص ستنتقى كلمة "السيارة" ,حيث وظفت ضمن سياق ترتيبي للتعبير عن كون حاجيات الإنسان عرفت تزايدا مما ترتب عنه ظهور حاجيات أخرى تظهر الواحدة تلوى الأخرى بشكل تدريجي,وبدون الدخول في تشريح التفاصيل ننتقل للنص تحت عنوان القناع يضحك ,والخلخال يرن .

للقناع معاني متعددة منها الشيب ,وما يستر به الوجه ,لكن في إطار علاقته الدلالية بالضحك الذي يعني إحداث صوت تعبيرا عن السرور, ياخد معنى يتولد من خلال السياق ,ويخرج عن كل معانيه المعجمية ,مما يجعلنا نستفسر عن السر في دلك أولا, وربطه بالنص ثانيا لمعرفة ما القناع الذي يمكن أن يضحك ؟ وما دلالة دلك والمعاني التي يمكن أن يولدها داخل النص ؟

أما الخلخال فيعني الحلي لكن كيف يمكن لخلخال أن يحدث صوتا ؟ وما الصوت الذي يمكن أن يحدثه داخل النص ؟ وما دلالة دلك ؟ وما المعاني التي يمكن أن يولدها داخل النص ؟

لقد ارتأت الكاتبة أن تستهل نصها بسقوط القناع عن وجهه , وكما أن القناع له وجه , لقد سقط أكثر من مرة ,بدون سابق إشعار بدلك ,فما الذي يمكن أن يسعفنا على القراءة ,والفهم ,وتحليل دلك؟ هكذا ارتأت الكاتبة أن تختصر بداية هدا النص ,ربما من اجل تشويق القارئ ,ودفعه لتمثل شبكة علائقية ,من الدلالات سوف تتولد بمساءلة الاستهلال ,وربط دلك بمضامين النص لتعرف معانيه ,لكن بانتقاء" قدمها "واستعماله كمفردة داخل هدا النص سوف تتضح دلالة,دلك , معنى هدا أن الآمر يتعلق بامرأة حاول مجهول أن يسقط خلخالا من قدمها لكن هل يتعلق الأمر بخلخال واقعي, أم بشيء تم التعبير عنه بجزء منه ,وبالتالي ما الدلالة المرادة بدلك هل دلالة المطابقة؟ أم دلالة التضمن ؟ أم أن الدلالة المرداة هي دلالة الالتزام؟

لكن ليس في النص ما يؤكد نجاح هدا المجهول في إسقاط حلي هده المرأة ,وليس فيه أيضا ما يفيد العكس ,وكما أن السارد يود أن يخبرنا بان صراعا ما سيقوم بين امرأة قد تستعمل جميع الطرق للدفاع عن نفسها للتشبث بملكها, الذي قد ياخد دلالة ,ومعنى, أخر داخل النص ,ومجهول يصارعها من اجل الحصول على ملكها ,كل دلك من اجل أن يهيئنا السارد لتمثل سرد أحدات ستصبح موضوع القصة ,ومن هنا يتضح أن السارد يود أن يخبرنا ببداية صراع بين مجهول وامرأة في إطار الثنائية المذكورة سابقا ويتعلق الأمر بثنائية الموت ,والحياة .

هدا الصراع سوف يعرف تطورا داخل النص ,وسينجم عنه ارتكاب جريمة ,ويتعلق الأمر بقتل امرأة الشيء الذي يدفعنا للتساؤل حول ما ادا كان الخلخال سياخد هده الدلالة ,دلك أن دفاع المرأة عن خلخلها يعني وكما تبين من خلال تتبع أحداث النص الدفاع عن نفسها ,وما "الخلخال" كمفردة موظفة في النص إلا لتهيئ القارئ لكون شخصية المرأة سوف تدافع عن شيء ثمين قد يتجاوز الحلي ,انه الدفاع عن الحق في الحياة , لكن جريمة القتل هده لسنا ندري عن تفاصيلها أي شيء اد ليس في النص ما يبين الكيفية التي قتلت بها الضحية ,لتنتصر هده المرة الموت على الحياة.

ومن خلال التحقيق الذي فتح حول هده الجريمة تبين بان القاتل إنسان معتوه ,لدلك كان يتصور انه أصبح دئبا ,وكان دلك سببا في قتل الضحية ,غير أن ما يثير انتباه القارئ هو أن التحقيق المفتوح حول هده الجريمة لم يتم التدقيق بشأنه , من قبل دوي الاختصاص ,اد لم يرد ضمن النص ما يفيد دلك , على اعتبار انه من المفروض أن يتم تعزيز هدا الادعاء بدليل مادي ملموس قصد إقناع المختصين به ,دلك انه لا وجود لدليل طبي يؤكد دلك اوينفيه ,مما يدفعنا إلى التساؤل عن الكيفية التي اجري بها التحقيق للوقوف عند علاقة هدا المجرم بالهالكة ,ومن تم الاستفسار عن طبيعة العلاقة التي تربط المجرم بدوي الاختصاص حول ما تحكم فيهم بخصوص السرعة التي اجري بها التحقيق ,والنقل السريع للمجرم لمستشفى الأمراض العقلية ,وكأنما دوي الاختصاص يرغبون في التستر عن الجريمة مقابل شيء ما لم يتم الإعلان عنه داخل النص ,اد بدل ان يحاكم محاكمة عادلة تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى الإمراض العقلية .

ومع كون هده المرأة توفيت إلا أنها سرعان ما تعود لتمارس حياة طبيعية ,في إطار علاقة غرام مع رجل كان يحبها ,لكن رغم حبه الشديد لها كان يضع قناعا على رأسه حينما تجمعه بها علاقة حميمية يترتب عنها ممارسة الجنس ,مما يدفعنا للتساؤل عن سبب, أو أسباب وضع القناع فوق وجه هدا الرجل أثناء ممارسة الجنس مع هده المرأة ,للكشف عن الدوافع التي كانت من وراء دلك. إن الجواب المباشر الذي يقدمه النص هوان هدا القناع ليس ملكا لهدا الرجل ,انه ملك المرأة التي أتت به من السفرالشيئ الذي يدفعنا مرة أخرى للبحت عن الدلالة التي يمكن أن يأخذه "السفر" هدا فضلا عن الدلالة التي يأخذها القناع ,و سبب ,اوأسباب وضعه على وجه الرجل وليس المرأة , أوهما معا مما يفسر أن هده العلاقة وان يسودها الحب إلا أنها لا ينبغي الكشف عنها لمعرفتها من قبل المجتمع , لتشترك المرأة مع الرجل في التستر عنها لكن بالتستر فقط على وجه الرجل دون وجه المرأة ,وكأن باقي الأعضاء تستثنى أثناء ممارسة هده العلاقة ,دلك أن مايهم هو إخفاء وجه الرجل , ولا يطرح عري باقي الأعضاء أي مشكل سواء تعلق الأمر بالأعضاء الجسدية للمرآة ,أ والرجل ,وكما أن الإشباع يتحقق بالوجه دون باقي أعضاء الجسم عند الرجل حيث ينبغي التستر عنه إلى حين قضاء الحاجة ,ومهما يكن من أمر فان ورود "القناع" ضمن هدا النص ,والدالات التي يمكن أن يأخذها من خلال السياق العام للنص تطرح العديد من الأسئلة لا تجد الجواب عنها إلا من خلال واقع الحقوق الفردية في المجتمعات العربية المتسم بالقمع ,و الذي تسوده تا بوهات تكبل حرية الأفراد ,والجماعات إنها تابو الجنس , وهو المقصود من خلال هدا النص ,وتابو السياسة ,وتابو الدين , بمعنى ان السارد يود طرح إشكال الحقوق الفردية داخل المجتمع ,وما يمكن أن يترتب عنها من نتائج داخل مجتمع محافظ ,وغير متحرر أفراده نساء ,ورجالا . ولدلك فرغم الحب الذي جمع هدا الرجل بهده المرأة فانه ليسا متحررين بما يكفي لممارسة هدا الحق بسبب عدم تحرر المجتمع نفسه,ولدلك ظهرت هده الصورة الكاريكاتورية ضمن هدا النص لإخفاء وجه الرجل ,وبالتالي لإخفاء الجريمة ,وكان المرأة متحررة بما يكفي لممارسة حقها الطبيعي قياسا إلى الرجل ليتبين أن السارد التجأ إلى استعمال تقنية قلب الحقيقة كما يفرزها الواقع دلك وكما أن المرأة ليست مسؤولة عن ممارسة حقها الطبيعي ,والدفاع عن هدا الحق لتفادي ما يمكن أن يترتب عن دلك من ممارسات قد تشكل مساسا بكرامتها ,وفي حقها في تشبثها بالحياة . إن المجتمع الدكوري عودنا على قمع الحريات الفردية ,وكدا الحقوق, بالتركيز عن الفهم السائد في المجتمع لخصوصية المرآة ,وليس عن حقوقها , لدلك يتم الالتجاء للتستر أثناء ممارسة هدا الحق , وإخفاء ما ينجم عنه ,وهو هنا جريمة قتل امرأة ,وما القناع الموضوع فوق وجه الرجل إلا من اجل إخفاء قتلها , أما بخصوص كون هده المرأة أتت به بعد السفر فهل معنى هدا آنه ليس مجتمعها ما يكفي من أقنعة تستعمل لممارسة الحب ؟ فلماذا ادن أتت به بعد السفر؟ وبما يمكن أن نقرأ دلك ؟ ومن اجل أن نتمكن من دلك فالمكان الذي يعني الدولة ,أو المدينة على الأقل التي تسافر إليها هده المرآة أيضا غير محددين .الشيء الذي يترك القراءة لهدا السياق مفتوحة ,وقابلة للعديد من التأويلات .ومن هنا قد ياخد القناع دلالة تتجاوز الدلالة المعطاة له في المعجم ,لتأخذ معنى أخر يمكن فهمه من خلال السياق العام للنص ,ويتعلق الأمر بإخفاء جريمة القتل التي ترتبت عن علاقة غير علاقة زواج التي يرفضها المجتمع ,ولدلك فالسارد من خلال دلك ربما أراد إثارة محنة الحقوق الفردية في مجتمع تتحكم فيه مرجعية الحلال والحرام ,وما يترتب عن دلك من تدخل للمجتمع نفسه , بعض الأفراد , و السلطة السياسية لقمعها بناء على التأثير الذي خلفته هده المرجعية في المجتمع , باعتبارها مرجعية للسلطة السياسية نفسها , وما ترتب عن دلك من اعتبارها مصدرا للتربية ,حيث اعتبر تابو الدين مصدرا من بين مصادر التربية ,كما اعتبر مرجعية للتشريع ذي الوظيفة القمعية .

إضافة إلى دلك فليس هناك ما يمنع من آن ياخد القناع دلالة أخرى , ويتعلق الأمر بكون الجنس عند العرب لا يمارس إلا با ستعمال الغطاء ,وقد أتت هده المفردة للدلالة على دلك ,دلك أن غطاء الوجه يستفاد منه غطاء الجسدين ,جسد الرجل ,وجسد المرأة معا .

ومن اجل أن تستمر الحياة ,سوف يسافر هدا الرجل إلى مدينة أخرى ,بعد إصابته بيأس شديد ,ليقبل على الحياة بالاستماع إلى معزوفات إلى جانب مجموعة من الأشخاص ,لكن الغريب في الأمر هو انه رغم وفاة الضحية لازال الخلخال يرن ,فهل معنى هدا أن عقدة الجريمة لازال تأثيرها يمارس على هدا الرجل وفقا لنتائج التحقيق ؟ أم أن لصوت الخلخال دلالة أخرى؟

وبأسلوب شعري شيق وفي لحظة تحول ضحكة المتفرجين إلى شيء ما ابتلع الجميع ,الشيء الذي لم يتضح ضمن هدا النص ,والدي سوف يأخذ دلالات متعددة تختلف حسب القراء, معنى هدا أن الضحكة تحولت إلى شيء مجرد لم يحدد ضمن النص ,ولم تحدد هويته ,مما نجم عنه الاستمرار في التجريد ,حيث لم يتم التدقيق بشان كيفية ابتلاع هؤلاء المتفرجين, مما يفيد أن هده الضحكة تحولت إلى غول مفترس ,وان لم تتم الدلالة عنه بشكل مباشر ,لكن كيف استسلم الجميع للموت بعد ابتلاعهم ؟

إنه وان هلك الجميع ظل الخلخال يحدث صوتا رافضا انصياعه للموت لكن ليس رفقة امرأة كما جاء في بداية النص ,ولكن على شجرة وصفت بأنها فاحمة فما معنى هدا فهل معناه أن الجريمة المرتكبة في حق شخصية المرأة لازالت تطالب بمعاقبة المجرم , وفقا لما يتطلبه عدم الإفلات من العقاب ؟ أم أن صوت الخلخال يمكن أن يندرج أكثر من دلك في إطار صرخة المقاومة الفلسطينية ,على الرغم من إضعافها ,وتخاذل , الأنظمة العربية تجاهها وموقفها منها ,وما الجريمة الواردة في النص الا جريمة ترتكب في حق الشعب الفلسطيني بعدم دعمها ,ومسا ندتها, وموقف المنتظم الدولي منها الذي كان من المفروض أن يتدخل لإنهاء الصراع الفلسطيني ,الصهيوني باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية وطنية ,وما يترتب عن دلك من اتخاذ موقف تجاهها لإنهاء استعمار الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية ,لتصفية قضية استعمار طال أمدها ,وترتب عنها قتل للإنسان ,وتغريبه ,وتدمير للبنى التحتية , حيث لا تستثني الصهيونية أي شيء ,ومع دلك فالمقاومة صامدة ,ومصرة على استمرارها ما دامت تناضل من اجل قضية الإنسان ,والوطن ,مما يبين انه على الرغم من كون الصراع الدائر بين الحياة ,والموت ,والدي كان من بين نتائجه القضاء على البشر ,والشجر ,على الرغم من دلك فالحياة غير منتهية ,دلك أن الإنسان رغم كل شيء ظل متشبثا بأرضه , وان أصبحت أشجارها فاحمه .لتحضر القضية الفلسطينية من خلال هدا التعبير الجميل ,ومن خلال سيقات أخرى مرت معنا تبين أن المقاومة الفلسطينية تقاوم بعزم وإصرار إلى حين تحرير الأرض ,والمجتمع من الكيان الصهيوني ربيب الامبريالية الأمريكية ,وما الصوت الذي يحدثه الخلخال فوق شجرة فاحمة إلا للتعبير عن التمسك بالأرض و من ,وما عليها ,وان المقاومة ستستمر إلى حين تحرير الأرض ,والإنسان رغم ما تتعرض له من تقتيل لبعض أفرادها , فما دامت مؤمنة بقضيتها فإنها ستستمر مهما كانت النتائج .

وفي القصة تحت عنوان رسام الغربان , وعازفة الكمان سيستمر حضور هده الثنائية ,ومن اجل دلك سيستهل السارد هدا النص باحتشاد الذئاب في كوابيس الشخصية الأولى ضمن النص مند طفولتها ,لكن لم يخبرنا السارد عن هوية هده الشخصية ,ولا عن المكان الذي تتواجد به ,حيث فضل أن تبقى هويتها مجهولة ,فضلا عن دلك لم يخبرنا السارد عن سبب , أو أسباب تجمهر الذئاب في كوابيس هده الشخصية , دون غيرها من الحيوانات,ومع دلك فالدلالة التي تاخدها الذئاب ضمن السياق العام للنص ,ووفقا لما هو متعارف عليه في الواقع هو المكر ,والتحايل ,فما المكر الذي سيمارس ضمن النص من خلال علاقة هده الشخصية بجملة من الإحداث التي لها علاقة بدلك ؟

ادا كان ما يميز هده الشخصية هوما توحي به دلالة المكر ,والتحايل الممارسين ضدها ودلالة دلك في ا طار علاقته بالقضية الفلسطينية ,وما يلتجأ إليه العدو الصهيوني من خدع , وتحايلات , لتبرير القصف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ,وما يترتب عن دلك من استشهاد للأطفال ,النساء ,والشيوخ ,واغتصاب للمزيد من أراضيه ,وكدا تضليل الرأي العام العربي ,والدولي قبل ,و أثناء المفاوضات التضليلية لربح المزيد من الوقت لتكريس نفس الأوضاع ,ادا كان الأمر كذلك ,فان الشخصية الثانية وهي شخصية امرأة وان لا ندري عنها أي شيء سوى حشد الغربان في كوابيسها , فان دلك يجعلنا نطرح سؤلا ويتعلق الأمر بالدلالة التي ستا خدها هده الطيور ,وربطها بمضامين النص لفهم معانيها .

ومن خلال ماسوف يرد ضمن النص لاحقا سوف تتضح بعض ملامح الشخصية الأولى وهي رجل يسكن قرية تجاورها غابة ,ولاشيء يستهويه سوى غربان تتواجد فوق أشجار هده الغابة,هده الأخيرة كانت مواضيع لوحات فنية كان مولوعا برسمها ,فهل ستتسم هده الشخصية بالقوة ,و العزم ,والإرادة , و اتخاذ نفس المواقف التي اتخذته النساء كما مرمعنا ضمن قراءتنا لنص سابق ,أم أن قوة ,وعزم ,وموقف هده الشخصية سوف لن يصمد أمام التحديات التي قد تبرز أمامها من خلال بعض الإحداث التي ستظهر ضمن النص .

ومهما يكن من أمر فان السارد وكما قلنا من خلال قراءة نص سابق سيبحث عن مقومات الحياة من خلال توظيف بعض مكونات الطبيعة كما أسلفت ذكره ,ويتعلق الأمر بالقرية ,الغابة ,النهر ,وما إلى دلك من الكلمات التي تاخد دلالات اندرجت في إطار الصراع بين الموت ,والحياة ,وعلى غرار النص الأول سوف تتحول هده اللوحات إلى غربان ,فما دلالة دلك ؟وبما سوف يفيدنا بخصوص قراءة هدا النص؟

إن الدلالة التي تاخدها الغربان ضمن هدا النص ,وفقا لما هو متعارف عند العرب قديما هو التطاير .فهل سوف يؤثر دلك على موقف الشخصية ,ومن تم على مسار القضية الفلسطينية ؟

بالرجوع إلى الدلالة التي يمكن توليدها والتي لها صلة بالذئاب , قد تأخذ هده الدلالة الاستهلال الذي يوحي بكون الإحداث التي سوف تدور ضمن النص سوف تتسم بالصراع بين الموت ,والحياة من خلال انتقاء بعض مكونات الكون كما قلنا , والاجتهاد من اجل آن تكتسب مقومات الحياة , وهل سوف يظهر ضمن النص ما يمنع تطورها ؟ إن المقاومة التي ستبديها شخصية الرجل في إطار صراعها من اجل استمرارها للدلالة على صمود المقاومة الفلسطينية إن لم نقل بعض فصائلها سوف يمكنها من أن تتمحور حول وقائع وأحداث ستبرز من خلال منحى الصراع ,وتطوره في تجاه تغليب الحياة على الموت ,ويظهر دلك من خلال الدلالة التي سوف يتخذها "الماء" والدي يوحي بالحياة ,قياسا إلى الصحراء التي تأخذ معنى ,ودلالة توحي بالموت ,دلك أن الماء وكما اشرنا إلى دلك سابقا يعتبر مكونا أساسيا في الطبيعة حيث يبعث الحياة في باقي مكوناتها ,خلافا للصحراء القاحلة ,الخالية من الأشجار ,وغير ها من مكونات الطبيعة ,والتي تعتبر مصدرا من بين مصادر الحياة عند الإنسان ,الشيء الذي يبين الدلالة التي تاخدها الدئاب المتواجدة بالصحراء ,ولعل استمرار تكاثرها ينضاف إلى ما توحي به الصحراء من موت بسبب خلوها من مقومات الحياة .

و مادام أن للماء وظيفة بعث الحياة في مكونات الكون , لدلك فانه من اللازم أن يوحي لشخصية المرأة بالحان , للدلالة على كل ما يمكن أن يحيي , و يقوي المقاومة الفلسطينية بما في دلك تطعيمها بمقاومين جدد , دماء جديدة ,مدها بالدعم المادي ,والمعنوي ,إضافة إلى ما تكتسبه من خبرات في الميدان تمكنها من الاستمرار بثبات على الموقف ,نفس الدلالة سيا خدها ما سوف يتم توظيفه من مفردات ستأتي فيما بعد ,وهي بالمناسبة لا تعدو أن تكون طيورا ,نساء ,وغيرها , ومن هنا يتضح تعدد المعزوفات للدلالة على تعدد جبهات القتال ,وتقويتها بتعدد مايلهم شخصية المرأة ,ويحفزها على العزف ,لكن ادا كان من المتعارف عليه أن الألحان تعزف لبني البشر فان شخصية هده المرأة وجدت نفسها أحيانا تعزف للذئاب , الشيء الذي يبين المكر, وخيانة الموقف ممن يتاجرون بالقضية الفلسطينية ,ودلك بالتطبيع مع الكيان الصهيوني للإشارة إلى بعض مواقف بعض الفصائل الفلسطينية ,وكدا للرجعيات العربية التي تبارك مفاوضات الخيانة التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية ,بموقفها المنحاز للكيان الصهيوني .

إن مفردة "الذئاب" وتوظيفها في إطار سياقات النص ,ما دلك إلا للدلالة على التحايل الذي يستعمله, العدو الصهيوني للاستمرار في ممارسة الصراع ,للتمكن من الانتصار .

فهل معنى هدا أن العدو أحيانا ,وباستعماله للتكتيكات المتعددة يكاد يحسم المعركة ,دلك أن تناسل الذئاب يوحي بتعدد التكتيكات , مما يفيد أن جبهة المعركة مفتوحة,وان استمرارها فرض على العدو استعمال تعدد التكتيكات من اجل الانتصار . سوف تتضح بعض نتائج المعركة باستعمال التركيب الآتي "دك الغزاة القرى المنتصبة من الجبال " بهدا التعبير يتبين أن المعركة تعددت جبهاتها , لدلك فانه وا ن انتصر الغزاة في جبهة واحدة فان باقي الجبهات مفتوحة , و يمكن لفصائل المقاومة أن تنتصربها , ما دام التشبث بالأرض ,والإنسان يعتبران موقفا لايمكن التنازل عنهما , إلا باستثناء بعض الفصائل التي تراجعت عن ممارسة الموقف كما يدل على دلك توظيف "الغربان" للدلالة على التطاير ,والدي يمكن قراءته على أنه تراجع على مستوى ممارسة الموقف تجاه الإنسان ,و الأرض , أي تجاه القضية الفلسطينية ومن هنا يتضح أن القضية الفلسطينية حضرت من خلال هدا النص , في سياق تاريخي ,يبين ما تتعرض له من تخاذل تجاهها في الداخل ,و في الخارج أيضا بما تلتجئ إليه الرجعيات العربية ,بتحالف مع الصهيونية من استعمال لخدع في إطار الصراع مع الشعب الفلسطيني , لتصفيتها , لكن على الرغم من كثرة تكتيكات التحالف الامبريالي, الصهيوني ,الرجعي فان المقاومة رغم ضعفها , ومحدوديتها ستنتصر عليه بالإيمان بقضيتها إيمانا قويا ,وبفضل خبرتها التي اكتسبتها في الميدان,و صمودها مادام أن المعركة مفتوحة فلابد من أن يتخذ الصراع إشكالا ,وصورا متعددة ,ولابد أن ينجوا من الموت من سوف يحمل المشعل مادامت الأرض لازالت تغتصب من قبل الغزاة ,معنى هدا أن الشخصيتين الرئيسيتين ضمن النص سوف تستمران في ممارسة الصراع ع مع العدو الذي لم يتمكن من تحديد مكانهما الذي يتواجدان به ,الشيء الذي يدل على أن العدو الصهيوني وان تعددت أجهزته الاستخبراتية , واستعماله للتكنولوجيا الحديثة لرصد للمقاومة ومسؤوليها القياديين ,وغيرهم على الرغم من دلك فان موقف ,و خبرة المقاومة أقوى من الجيش الصهيوني ,وأجهزته الاستخبارتية ,وما دام أن الآمر كذلك فلا بد من استمرار العزف ,والرسم للدلالة على صمود المقاومة رغم قلة عناصرها ,وضعفها لتستمر الحياة ,وتنتصر على الموت وان ضعفت حضوض انتصارها ,إن الكمان من خلال ما تقدم ,ولوازم الفن التشكيلي أصبحوا أسلحة في يد الشخصيتين الرئيستين في النص ,حيث لم يقتصر استعمالها على خدمة الوظيفة المتعارف عليها في الواقع , بقدر ما كانت أسلحة مكنت الشخصيتين الرئيسيتين , من خوض المعركة بنجاح ,خاصة بعد هلاك كل سكان القرية ,فكيف يتحول الكمان إلى سلاح لهزم العدو ؟ وكيف يتحول الرسم ,أيضا إلى سلاح للقيام بنفس الدور الذي قام به الكمان؟

إن صمود المقاومة سيتضح من خلال انتقاء مفردة" الهجرة" ذات الدلالة الواضحة ضمن النص دلك أنها أحيانا تلتجئ إلى الاختفاء تجنبا للخسائر التي يمكن أن تنجم عن مواجهة العدو بدون استعداد ,مما يد فعها إلى تغيير الأماكن حينما تكتشف أن قوة العدو الصهيوني وترتيباته اكبر من صمودها ,ولا تواجهه إلا بعدما تعرف أنها ستنتصر ,ومهما يكن من أمر فان الثنائية التي من خلالها نجري قراءة لهدا النص ,ولغيره كما سلف ذكره ضلت حاضرة بقوة اد بعد الهلاك الذي تعرض له سكان القرية السابقة الذكر ,ومن اجل أن تنتصر الحياة على الموت سيهاجر الرسام ,وعازف الكمان إلى قرية أخرى لتستمر الحياة ,ومع دلك ستلاحقهما الموت على الرغم من هجرتهما للقرية السابقة الذكر لتستمر شخصية المرأة في عزف ألحانها ,ويستمر الرسام في الرسم للدلالة على تغيير فصائل المقاومة لأماكنها بعدما تكتشف أن العدو الصهيوني موفق في رصدها ,وتجنبا للمزيد من الخسائر تلتجئ إلى تغيير مواقعها للاستمرار.

وفي إطار تطور الصراع ضمن هده القصة سيبحث الرسام عن مكان تواجد عازفة الألحان ,كما أن هده الأخيرة سوف تعجب بالرسم على الأنقاض, ليتبن من خلال دلك أن الانتصار الفعلي على العدو الصهيوني سوف لن يتحقق إلا بتوحد فصائل المقاومة الفلسطينية كما يتبين من خلال اللقاء الذي سيجمع بين عازفة الكمان ,والرسام على الرغم من ملاحقتهما من خلال جنود الاحتلال الإسرائيلي, حيث بدل استشهادهما سينتصران , بعد رفض الجنود الانصياع لأوامر قائدهم فهل معنى دلك أن المقاومة الفلسطينية ستنتصر بهدا الشكل ؟

للجواب عن هدا السؤال سننتظر تغيير موازن القوى بتغيير الأوضاع في الدول العربية بفعل التغيير الذي سوف تنجزه الشعوب العربية ,للضغط على المنتظم الدولي من اجل تحرر الشعب الفلسطيني من الاستعمار الصهيوني ,وبناء دولة فلسطينية حرة ,ومستقلة .

بشكل غير مباشر,وبتقنيات إبداعية متميزة تمكنت الكاتبة من طرح قضيتي المرأة ,والقضية الفلسطينية بأسلوب شيق لا يخلوا من شاعرية ,وتجريد ,وبدلك تكون متفوقة في خوض معركة ضد التمييز الذي تعاني منه المرأة ,ومن تم للقيام بادوار طلائعية في أفق تحررها في إطار بناء مجتمع متحرر من كل القيود ,انه المجتمع المنشود ,مجتمع الحرية ,الكرامة , العدالة الاجتماعية ,والمساواة الفعلية .

المراجع :


Almaany.com1
Alargam.com2
3 مقالة تحت عنوان خلق الكون بين الايات القرأنية , والحقائق العلمية لحسين يوسف راشد Mutah.edu.jo3
4كتاب تحت عنوان الكون والالهة والناس حكايات التاسيس الاغريقي لجان بيير فيرنان ترجمة محمد وليد الحافظ ص 11
5قصة الخلق حسب سفر التكوين Wikipidia.org


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.