أثناء ممارسة عملى اليومى كمحرر فى موقع أولية. أشاهد أخبار يومية عن النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى. دائما هذة الأخبار تحقق مشاهدات قياسية مقارنة بأخبار النجوم الأخرى. حتى لو كانت أخبار ميسى هذة لا تتعلق بكرة القدم. ميسى يسير فى الشارع..صورة لإبن ميسى ..رجل يترك زوجتة من أجل ميسى..مزاد على قميص ميسى. كل هذة العناوين تجذب أنظار مشجعين كرة القدم. و هو شئ عادى و مفهوم نظرا لأن ميسى أحد أفضل اللاعبين على كوكب الأرض .حتى لو كنت تشجع أى نادى غير برشلونة لا تستطيع أن تنكر هذة الحقيقة. فأن لاعب برشلونة فى السنوات الأخيرة تفوق على كل منافسية. حتى أصبح بمفردة ينافس التاريخ. لذا فكما ذكرت. شئ طبيعى أن تجد جماهير و عشاق لهذا اللاعب . و أن يلهث الجميع وراء أخبارة. أو أى شئ يتعلق بية. أو الحصول على فرصة لرؤيتة كما رأينا المشهد الفوضوى الذى حدث فى مطار الرياض عند وصول ميسى للملكة العربية السعودية مع المنتخب الأرجنتينى. لقد كنت أنا شخضيا أحد المحظوظين لرؤية هذا اللاعب عن قرب من قبل. و كنت سعيدا للغاية و عدت إلى المنزل أحكى لعائلتى و أصدقائى كيف تبدو هيئة ميسى فى الواقع و ليس فى التلفاز. و مازلت أتذكر هذا اليوم فى حياتى بالتاريخ و لن أنساة. و لكن هناك شئ غير مقبول أراة يوميا أثناء ممارستى لعملى. أن ميسى أصبح للبعض أكثر من مجرد لاعب كرة قدم يمتعك عندما تراة. و حتى أكثر من مجرد قدوة للشباب و الأطفال الصغيرة. أرى يوميا تعليقات من الزوار تتنوع ما بين محب و كاره لهذا اللاعب. العشاق يمدحون فى معشوقهم. و كارهين اللاعب يقللون من إنجازاتة. فيدافع العاشق عن معشوقة و تبدأ المعركة. نسى بعض الأشخاص أن ميسى أو غيرة فى النهاية مجرد إنسان فانى و ليس خالدا. و أن أعمالنا هى التى خالدة. فلماذا أسب و أقذف أخى فى الإنسانية من أجل الدفاع عن بشر فى النهاية. يقول الله تعالى فى كتابة العزيز .. {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق:17-18]. هذة الأية موجودة فى منطقة تعليقات الزوار للتذكير بأن الله سبحانة و تعالى يراقب كل أفعالهم و أقوالهم. و لكن البعض للأسف لا يفهم تفسير هذة الأية. ميسى أو غيرة سيعتزل كرة القدم فى يوم من الأيام و سينتهى مشوارة فى الملاعب. و لكن أعمالكم هى التى ستبقى فى النهاية. أباؤنا يحكوا لنا دائما على أمجاد بيلية و كرويف و مارادونا و فان باستن و غيرهم. و كم كانوا محظوظين لرؤيتهم. و جيل التسعينات يروى لإخوتة الصغار إنجازات بادجيو و باتيستوتا و ريفالدو و فريق الأحجار الكريمة ريال مدريد الذى ضم الهداف التاريخى لكأس العالم رونالدو و الإسطورة زيدان بجانب بيكهام أحد أفضل من يسدد ضربات ثابتة فى تاريخ كرة القدم. و روبيرتو كارلوس الظهير الأيسر الذى لم يأتى حتى الأن مثيل لة. أما الجيل الحالى فهو الأكثر حظا من الأجيال السابقة. لإنة يشاهد لاعبان حطما كل الأرقام القياسية لكل من سبقوهم. هم الأرجنتيى ليونيل ميسى و البرتغالى كريستيانو رونالدو. و لحسن الحظ إننا نرى هذين اللاعبان يتنافسان فى أحد أكبر ناديين فى العالم. بعد سنوات سيأتى يوم تشاهد فية الكلاسيكو بين برشلونة و ريال مدريد بدون كريستيانو رونالدو و ميسى. وقتها ستتمنى أن يعود بك الزمان لمشاهدتهم يتنافسون مجددا. و ستندم على إنك تركت يوما مباراة يلعب فيها أحدهم لتفعل أى شئ أخر. كفوا عن المقارنات و أحمدوا الله إنكم من هذا الجيل الذى يشاهد أحد أفضل من مروا على تاريخ الساحرة المستديرة. ربما شاء الله أن يولد كريستيانو و ميسى فى حقبة زمنية واحدة لكى نستمتع بهم سويا. أنتم جيل يشاهد كريستيانو رونالدو و ميسى معا فى كرة القدم. روجية فيدرر و رافاييل نادال فى التنس. كوبى براينت و ليبرون جيمس فى كرة السلة. أنتم جيل شاهد أعظم رياضى أوليمبى فى التاريخ السباح مايكل فيليبس. جيل يشاهد أسرع رجل فى العالم العداء أوسين بولت. ضعوا هذة الأمثلة أمامكم كمثال حى على القدرة و العزيمة. إستمتعوا بمشاهدة هؤلاء لكى تحكوا لأولادكم عنهم و لا تنسوا فى النهاية إنهم مجرد بشر. لا تجعلوا منطقة تعليقات الزوار ساحة لتبادل السباب و المشاجرات و إرتكاب الذنوب. بل إجعلوا منها ساحة للتعارف و تبادل المعلومات و أن تكون مكان لإلتقاء الحضارات ما بين شعوب وطنا العربى. و إحرص على أقوالك و أعمالك لإنها هى الشئ الوحيد الذى سيبقى خالداً.