أثار الصمت الفرنسي، غير المفهوم ظاهريا، تجاه التطورات الجذرية التي عرفتها قضية النزاع المفتعل حول الصحراء، عقب الاعتراف الأمريكي التاريخي والصريح بمغربية أقاليمنا الجنوبية، (أثار) غضب المغاربة، الذين كانوا يراهنون على موقف فرنسي واضح وحازم، يجاري ما قام به ترامب، نظرا للتحالف المتين الذي يربط باريس والرباط، وكذا الامتيازات الاقتصادية الكبرى التي تحظى بها الشركات الفرنسية بالمغرب. إلا أن عدد من المتتبعين للسياسات الدولية، أكدوا أن الإحجام الفرنسي عن الاصطفاف إلى جانب المغرب في الوقت الحالي، راجع بالأساس إلى محاولة الاتحاد الأوروبي الخروج بموقف موحد تجاه هذه التطورات، مشددين على أن الديبلوماسية الفرنسية تقود التيار الداعم للمغرب داخل الاتحاد، والذي يطالب بتبني الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن الجهود التي تقوم بها فرنسا داخل أروقة الاتحاد الأوروبي قوبلت بمعارضة شديدة من دول الشمال الأوروبي، المدافعة بشدة عن الطرح الانفصالي، وفي مقدمتها السويد، وبالتالي فإن المباحثات لازالت متواصلة داخل هياكل الاتحاد للخروج بموقف واحد. هذا ويبدو أن موقف الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية، جو بايدن، من قضية الصحراء المغربية، سيكون حاسما، إذ من المستبعد جدا أن يخرج الاتحاد الأوروبي بموقف معارض للسياسة الأمريكية، خاصة وأن كل المؤشرات تصب في اتجاه عدم سحب "بايدن" لمرسوم ترامب الرئاسي الذي اعترف فيه بسيادة المغرب على كامل ترابه الصحراوي.