كلنا تربينا على عبارة كاد المعلم أن يكون رسولا ، وكلنا نقدس قيمة المربي لأن بيده ناشئة المستقبل ، حتى جاء زماننا هذا ،زمن الأخطاء ومحاولة عيش في واقع أصبح حكمه الأسمى المال والبنون ، أصبح الكل على غير طبيعته لا إنسان مستعد للتعلم ،بل الكل أصبح يريد "البيليكي " بمعناها الحقيقي ،حتى في الوظيفة ،من ينقل ينجح على وزن من "نقل إنتقل" ،ومن يعتمد على نفسه يبقى في مكانه ،هذا هو معيار من يجتاز الإمتحان أو الوظيفة اليوم بدون تعميم و إلا من رحم ربي ، ونحن مقبلين على إمتحانات التعليم والشرطة بالبلاد وغيرهم من الوظائف ، يظهر فجأة تجار "النقلة" الموسميون وتنتعش تجارة النقيل و "لحروزة " في صفوف المتبارين ، بل يتظاهرون عندما لا يسمح لهم أحد اللذين يحرسون بعدم إستعمال الهاتف ، ويقولون له أنت "ضد ولاد الشعب " طبعا هو زمن العبث ، فكم لنا من معلم يدرس أبناء الناس اليوم وهو كان الهاتف هو موظفه لولاه لما أصبح معلما ،وكم من مثقف عن جدارة يقدم القهوة للجهلة في المقاهي ، وكم وكم وكم .لذا أستعير عنوانا كان معنونا في كراسة التلاميذ أيام الزمن الذهبي الذي كان قد أبدعها الأستاذ أحمد بوكماخ رحمه الله ، العنوان هو "الله يرانا "والقصة أن إبنا وأبيه كان يسرقان بستان لسد الجوع الذي كان بهما ونبه الإبن أباه أنه وإن كان لا أحد يرانا فالله يرانا .