تجتاح المغرب في هذه الأيام موجة برد قارس،بسبب التساقطات الثلجية التي غطت المرتفعات الجبلية ، الشيء الذي أدى إلى انخفاض في درجة الحرارة بشكل ملفت ووصولها إلى ما دون الصفر ليلا. في مثل هذا الجو يلفت انتباهنا أناس عراة حفاة لا مأوى ولا معين لهم، منهم شيوخ و شباب يتسكعون ويجوبون شوارع المدن المغربية نهارا للبحت عن قطعة خبز(حاف)، وتجدهم يبحثون عن هذا الخبز في صناديق القمامة، ليقاسموا و ينافسوا القطط والكلاب في رزقها المقسوم، وعندما يخيم الليل تجد البعض منهم يحمل زربيته الرثة التي لا تحمي ولا تقي من البرد أو من الشتاء، والأخر يحمل قطعة كرطون ، لاجئين إلى أماكن مهجورة أو عمومية ليحتموا من شدة البرد ، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فيغمضوا أعينهم بحثا عن النوم ، وكلما اشتد البرد تفاقمت معاناتهم وآلامهم. يبقى السؤال المطروح ،أين هي الخيريات والمراكز الاجتماعية التي من المفترض أن تكون بيتا مفتوحا في وجه هؤلاء ؟ أين هي حقوق الإنسان والمرأة والطفل وخصوصا الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل والتي وافقت عليها جل دول العالم، ومن بينها طبعا دول اتحاد المغرب العربي؟