دعا الأستاذ عبد الله النهاري الشباب إلى عدم الخضوع لما أسماه باستبداد العمائم، قائلا: "لا ينبغي للشباب تربية أنفسهم على الاستبداد ولو استبداد العمائم"، مؤكدا أن الحق أحق بالتقديس من حامله، وبضرورة تقديس الفكرة على الشخصية الحاملة لها، مستدلا بقوله تعالى: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"، "من كان يعبد محمد فقد مات ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت". وأضاف النهاري في محاضرة علمية بكلية الشريعة ايت ملول، تحت عنوان: "الأمة الإسلامية بين شدائد العصر وبشائر النصر"، التي نظمتها منظمة التجديد الطلابي فرع أكادير، وبتنسيق مع لجنة طلبة إقليم زاكورة، يوم الجمعة 7 دجنبر من الشهر الجاري. أضاف "أن على الحركات الإسلامية أن تتكامل وتتفاعل خدمة للدعوة، ونهوضا بالأمة الإسلامية، وإلى نبذ الطائفية والاكتفاء بالوعاء الجامع لخصه في قوله تعالى: "وأن هذه أمتكم أمة واحدة". وفصّل النهاري في مقومات الأمة الإسلامية تماشيا مع عنوان المحاضرة، بعد طرحه لسؤال هل الأمة الإسلامية حقيقة واقعة أم خيال؟ فأجاب بأن الأمة هي مجموعة من المقومات إذا وجدت وجدت الأمة، وإذا انتفت انتفى وجودها، ولخصها في: مقوم الربانية (ربانية المصدر، وربانية الوجهة، وربانية الوسيلة)، والذي اعتبر أن الفكرة ترتبط فيه بحياة الرب الأزلية. ثم مقوم الوسطية التي ترتبط بالشهود الحضاري، ومقوم الرسالية والتي يرتبط فيها النصر بالرسالة، ثم مقوم الوحدة التي تتوحد فيها الأمة بقومياتها وشعوبها المختلفة. وربط المحاضر بين توافر المقومات الحقيقة للأمة وبين استحقاق النصر والتمكين، والشهود الحضاري على الأمم الأخرى. وتوجه النهاري في المحاضرة التي حضرها المئات من طلاب الكلية ومن خارجها، بخطاب شديد اللهجة إلى العلماء والدعاة، الذي قال بأنهم لم يؤدوا الرسالة بحقها، فيما وجه رسالة أخرى إلى الدولة بغرض توفير المساكن للمغاربة، كحق من حقوق الانسان، ودعا إلى فتح الباب للبنوك الإسلامية لرفع ما أسماه بالحرج على المغاربة.