يبدو انه لا أم على الإطلاق في حدوث مصالحة بين المغرب والجزائر رغم تطلع الشعبين الشقيقين لهذه الخطوة التي طال انتظاره، وذلك بسبب استمرار المؤسسة العسكرية الجزائرية في فرض هيمنتها المطلقة على المشهد السياسي بالبلاد. ففي تقديم مكشوف لفروض الولاء والطاعة لجنرالات العسكر الذي عينون في منصبه، قام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإلقاء كلمة من داخل مبنى وزارة الدفاع بالعاصمة الجزائرية، حيث ركز في خطابه على استفزاز المغرب والطعن في وحدته الترابية لا أقل ولا أكثر، وكأن الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية هو مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعب الجزائري الشقيق. فقد عاد تبون ليكرر أسطوانة سابقيه، لكن بحماس أكبر هذه المرة خدمة لأسياده، معتبرا أن قضية الصحراء هي "قضية استعمار بالنسبة للجزائر جيشا وشعبا ومؤسسات" و مشددا على أنه "لا حل للقضية إلا باستفتاء الشعب الصحراوي" في إشارة إلى المغاربة الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف.