لا يزال عداد إصابات كورونا يواصل منحاه التصاعدي، بالمغرب على غرار باقي معظم دول المعمور، في الفترة التي تعرف بكون العالم يعرف موجة ثانية لانتشار الفيروس. وبعد الاستقرار الذي شهده عدد الحالات المسجلة بشكل يومي بالمغرب بين 2000 و 2900 حالة لعدة أسابيع خلت، لم تكن الحصيلة الثقيلة التي شهدتها المملكة اليوم والتي تجاوزت فيها عدد الإصابات 3400 حالة، (لم تكن) مفاجئة بل كانت متوقعة من طرف العديد من المغاربة، الذين فضلوا التعايش مع الفيروس على الأقل نفسيا، وعدم الاكثرات بالحصيلة ولو كانت مرتفعة جدا. حصيلة اليوم وإن كانت مهولة لم تشكل صدمة كبيرة في نفوس المغاربة، بل لم تحرك ببعضهم ساكنا، عكس الأيام التي كانت تسجل فيها 100 حالة في اليوم، حيث كان مباشرة بعد الإعلان عن الحصيلة اليومية، كل مساء، ترتفع الأصوات المنادية باستمرار الحجر الصحي المفروض آنذاك، وكذا تشديد الخناق على مخالفي الإجراء ات الاحترازية. في المقابل، انخفضت في الفترة الحالية الأصوات المطالبة بعودة الحجر الصحي، لكن لكون المغرب حكومة وشعبا غير مستعد للآثار التي يتسبب فيها الحجر الصحي على المستوى الاقتصادي والنفسي. كما يعزى "خفوت" الأصوات الداعية إلى الحجر الصحي، إلى عدم اقتناع جل المغاربة بهذا الإجراء كخطوة ناجعة لمواجهه فيروس كورونا، حيث يمكن اعتبارها قد فشلت في الدارالبيضاء على سبيل المثال، والتي تعرف حجرا صحيا منذ أزيد من شهر ، مع حظر تجول ليلي، وإغلاق مبكر للأسواق والمقاهي والمطاعم، ورغم كل هذه التشديدات، لا تزال العاصمة الاتقصادية تسجل فوق 1000 إصابة بشكل يوم. وشكل الحجر الصحي وعلاقته بعدد الإصابات المسجلة بالمغرب موضوعا للتندر والنكت، حيث تتردد هذه العبارة بشكل لافت كل مرة " منين كنا كنسجلو 10 إصابات في النهار وقفنا القرايا ، سدينا المدن، والحدود، وممنوع الخروج، ومنين ولينا نسجلو فوق 2000 حالة في النهار كولشي مطلوق والناس ممسوقينشي" .