في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات المطالبة بتشديد العقوبات وتنفيذ أحكام الإعدام في حق مغتصبي الأطفال، ظهرت أقلية من رواد الفايسبوك تربط بين استفحال ظاهرة اغتصاب الأطفال وبين تشديد الخناق على العلاقات الرضائية وتجريمها، وتعامل المجتمع معها. ومباشرة بعد فاجعة طنجة التي هزت الرأي العام بمقتل الطفل "عدنان" بعد اغتصابه، استغرب عدد من رواد الفايسبوك، كيف أن ساكنة الحي لم يثر انتباهها مرور الضحية بمعية شخص غريب، في حين أن أغلبهم كان سيتصل بالسلطات الأمنية إذا لمح شابا رفقة شابة لا يجمعهما رابط شرعي، وهم بصدد دخول شقة وممارسة الجنس داخلها وراء أبواب مغلقة. هذا الطرح ورغم أن أقلية شديدة تتبناه، فله ما يبرره حسبهم، بكون المغتصب لا يستطيع أن "يفَرِّغَ" مكبوتاته في ظل محاصرة دور الدعارة من طرف السلطات الأمنية وتجريم العلاقات غير الرضائية وكذا نظرة المجتمع، فيلتجئ إلى العنصر "الأضعف" في المجتمع ألا وهم الأطفال، حيث من السهل أحيانا التغرير بالطفل، مقابل حلوى أو دريهمات، والسير معه في الشارع نحو الخلاء دون إثارة انتباه أي أحد. في المقابل، هناك من يعتبر أن ظاهرة اغتصاب الأطفال والتحرش بهم، لا يمكن القضاء عليها بتقنين دور الدعارة، وخير مثال على ذلك المجتمعات الغربية التي تعرف بدورها ظاهرة البيدوفيليا على أشدها، رغم أن قوانينها تسمح بالعلاقات الرضائية بين الراشدين.